تسجيل الدخول

مركزية الشرق الأوسط في الطاقة.. هل يتحرك العالم دون “محرك احتراق”.

مال وأعمال
amir26 سبتمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
مركزية الشرق الأوسط في الطاقة.. هل يتحرك العالم دون “محرك احتراق”.

هل من الممكن أن نتصور أن محرك الاحتراق الداخلي الذي كان مصدر الطاقة لسنوات كثيرة في القرن العشرين، سوف يختفي إلى حد كبير في القرن الحادي والعشرين؟ هذا ما يؤكده الباحث الأمريكي جون بي. الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” (CSIS). ورغم أن مصادر إمدادات الكهرباء في المستقبل غير معروفة، ستكون طاقة الكهرباء هي السائدة في المستقبل. وهو ما جعل البعض يتساءل عن مدى قرب حقبة تراجع أهمية النفط والغاز، ما يعني في القريب العاجل انتهاء المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

زاجل نيوز، ٢٦ ، أيلول، ٢٠٢٢ | مال وأعمال 

ورداً السؤال السابق يؤكد الترمان أن الاستغناء عن النفط والغاز في الشرق الأوسط ليس بهذه البساطة في الحقيقة. وفي التقرير الذي نشره المركز المذكور، يؤكد أن النفط والغاز لن يكونا سلعتين استراتيجيتين في المستقبل البعيد جداً، لكن من المؤكد أنهما سلعتان استراتيجيتان في المستقبل المنظور الآن، حيث تربك الحرب بين روسيا وأوكرانيا أسواق الطاقة العالمية وتهدد إمدادات التدفئة في أوروبا خلال الشتاء.

ويؤكد الباحث أنه من الغريب أن سبب ذلك هو أن الكثيرين تسيطر عليهم فكرة نهاية عصر النفط والغاز. فكثير من المستثمرين ليسوا على استعداد للاستثمار في مجال التنقيب عن الطاقة وفي البنية الأساسية للطاقة، ويرجع ذلك من ناحية لعدائهم لقطاع النفط والغاز لأسباب بيئية، ومن ناحية أخرى بسبب توقع أن دورة حياة أي استثمارات جديدة قصيرة للغاية مما يحول دون استعادة التكاليف.

ومع هلع نقص الوقود في أوروبا استطلعت وكالة الأنباء الألمانية آراء بعض الفاعلين في صناعة السيارات حول “حلم الوقود الألكتروني”. وفي التقرير استبعد شتيفان فايل رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى الألمانية استخدام الوقود الإلكتروني في السيارات في المستقبل القريب. وأكد فايل، العضو بمجلس الإشراف والمراقبة على مجموعة فولكس فاجن، أكبر منتج للسيارات في أوروبا إن ما يعرف بالوقود الإلكتروني سيكون مثيراً للاهتمام في حال أمكن استخدام محرك احتراق بأسعار معقولة وبشكل محايد كربونيا.

وفي نفس التقرير، رأى السياسي المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي أن هناك “عيبا مفصليا في الوقود الإلكتروني ألا وهو أنه يستهلك الطاقة بكثافة هائلة، ونحن سنحتاج إلى مصادر الطاقة المتجددة في ألمانيا لأغراض أخرى في المستقبل المنظور، ولهذا السبب فإننا لن نرى الوقود الإلكتروني في قطاع سيارات الركاب بشكل سريع”.

في المقابل، فإن الرئيس السابق للمجموعة هربرت ديس يرفض فكرة الوقود الإلكتروني بسبب سوء كفاءته كما كان يأخذ عليه الاستهلاك العالي للكهرباء في تصنيع هذا النوع من الوقود. يشار إلى أن الوقود الإلكتروني هو وقود صناعي لمحركات البنزين والديزل يتميز بعوادم أقل ضررا بالبيئة مقارنة بأنواع الوقود التقليدية وذلك بخلاف السيارات الكهربائية التي لا تصدر عوادم ضارة بالبيئة. ويتطلب تصنيع الوقود الإلكتروني استهلاك مقدار كبير جدا من الطاقة بشكل يجعل هذا الوقود باهظ الثمن للغاية.

وبالعودة إلى ما يمكن أن نسيمه مركزية “الشرق الأوسط في الطاقة العالمية” يرى الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” أن أسعار النفط والغاز سوف تتراجع تدريجيا مع انخفاض الطلب عليها، ليس من المرجح حدوث ذلك. فحقول النفط القديمة تنتج أقل من الجديدة، ومع تضاؤل التنقيب وتراجع الاستثمار في الحقول الموجودة، من المرجح أن تكون النتيجة فترة تنخفض فيها الامدادات أكثر من انخفاض الطلب، مما يزيد الضغط على الأسعار.

ويؤكد الباحث أن حصول مكاسب على المدى الطويل من ارتفاع في الأسعار سيجعل أنواع الوقود البديلة أكثر تنافسية. ولكن قبل أن يحدث ذلك، سوف يرغم اهتمام العالم على العودة للاتجاه نحو الشرق الأوسط، حيث بمقدور شركات الانتاج المملوكة للدول المنطقة الاستثمار في هذا المجال، وحيث أن لديها اهتماماً استراتيجياً بمد أجل عصر النفط وذلك بتخفيض الأسعار بما يكفي لإبطاء اللجوء للبدائل.

زاجل نيوز 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.