بإقبال على الحياة، وقوة وإرادة، شارك أصحاب همم، أمس، في فعاليات تحدي دبي للياقة، إذ تحدوا إعاقتهم الحركية والسمعية، وأعلنوا قبولهم التحدي وبهمة عالية، وشاركوا بأكثر من فعالية، سواء كرة السلة التي أجروا مبارياتها على الكراسي المتحركة، أو حتى الكرة الطائرة، كما أتاحوا الفرصة للأسوياء مشاركتهم اللعب، وإنما وفق قواعدهم وعلى الكراسي المتحركة.
المدير التنفيذي لنادي دبي لأصحاب الهمم، ماجد عبدالله العصيمي، قال لـ«الإمارات اليوم»، إن «النادي يعد أحد الأندية الرائدة بالنسبة لفئة أصحاب الهمم، واستطاع اختصار مسافات طويلة في إعداد اللاعبين، ونشر رياضة أصحاب الهمم، وتحقيق إنجازات عالمية في سجلات دولة الإمارات. ورأى أن الفلسفة الأساسية التي يسعون إلى ترسيخها هي أن المنافسة تكون عادلة عندما تتساوى الفرص، لاسيما حين أتاحوا الفرصة للأسوياء بالمشاركة في المباريات.
وأكد العصيمي أن المنتسبين للنادي يصل عددهم إلى 400 من ذكور وإناث، ومنهم 300 يحضرون إلى المركز بشكل يومي، لممارسة الألعاب العديدة المتوافرة في النادي. ونوه بأنهم يمنحون أصحاب الهمم الفرص، من خلال إزالة الصعوبات، وتوفير كل ما هو حديث في الرياضات، وبعد ذلك هم الذين يقودون إلى الإنجاز، وهم الذين أدوا إلى رفع علم الإمارات في بلدان العالم عالياً، ومثلوا البلد خير تمثيل.
وقالت رئيسة الفلاسي، لاعبة «بوتشيا» في النادي، إن «اللعبة تشبه كرة اليد، وتتطلب المهارة والتركيز والاستراتيجية، والدقة، ولهذا تتمرن يومياً لمدة ساعتين». وأضافت «نحن أصحاب همم نواجه صعوبات خلال اللعب، لكن مع التمرين نتحضر لنتجاوز كل ما يواجهنا، لاسيما أن الملعب مقسم ضمن خانات، وبالتالي تصبح تحركاتنا بسيطة». وتتفاوت المستويات في هذا التحدي، إذ إن هناك فروقاً أيضاً تنبع من طبيعة الإعاقة، فمنهم من لديهم إعاقة في الدماغ، أو بتر في اليدين، وغير ذلك، لكن ممارسة هذه الرياضة زرعت الثقة في نفس الفلاسي، لاسيما أنها تمنح المرء الأفق الواسع للاستراتيجية والتخطيط.
مشرف الصم والبكم في نادي دبي لأصحاب الهمم، عبدالله خليل أهلي، الذي يعاني فقدان السمع والنطق، أخبرنا عبر المترجم عن هواياته المتنوعة، إذ يحب لعب البولينغ وكرة الطائرة والسباحة والتنس، كما بدأ اليوم ممارسة رياضة الرماية، بينما رياضة كرة القدم هي المفضلة لديه. وأكد أن الرياضة ضرورية، كما تفيد من هم مثله بكسر الحواجز للتقدم، نافياً مواجهة أية صعوبات أثناء ممارسة هذه الرياضات.
اللاعب وليد خالد (29 عاماً)، الذي يعاني فقدان السمع والنطق، يلعب كرة القدم منذ صغره، ويمارس الجري وبعض الرياضات التي تمنحه اللياقة. بدأ التدريبات في نادٍ مع الأسوياء، لكن فقدان السمع أعاق تواصله معهم، الأمر الذي دفعه إلى الانضمام إلى نادي دبي لأصحاب الهمم. ورأى أن الرياضة مهمة جداً، لاسيما أن المرء يتقدم في العمر، ولابد من الحفاظ على الصحة من خلال الحركة المفيدة.
شارك إبراهيم الحمادي، لاعب كرة السلة في النادي، في مباريات كرة السلة، ولفت إلى أنه توجه للرياضة منذ 10 سنوات، مشيراً إلى أن التحكم في الكرسي مع الكرة يكون من خلال التدريبات اليومية. ونوه بأن ممارسة الرياضة غيرته، وجعلته أكثر انخراطاً في المجتمع.
أما جمال بدواوي، لاعب منتخب الإمارات في كرة السلة، فشارك في الفعالية كي يوصل رسالة إلى الناس، مفادها أن هذه الرياضة صالحة حتى لغير القادرين على السير، فالإرادة تصنع المستحيل. يمارس بدواوي هذه الرياضة منذ سنتين، وأكد أنها غيرت الكثير في حياته.