وأعلن مسؤول تركي عن مقتل 28 تركياً و13 أجنبياً في الهجمات التي استهدفت مطار أتاتورك باسطنبول مساء الثلاثاء ونفذها 3 انتحاريون. فيما أفاد مراسل “العربية” في #تركيا أن الانتحاري الثالث قتل على أيدي قوات الأمن التركي قبل تفجير حزامه الناسف، وتم القبض على مهاجم رابع في المكان، ويجري البحث عن 4 مهاجمين آخرين شاركوا في العملية.

وقال حاكم اسطنبول إن بين القتلى 5 سعوديين وعراقيان وأردنية ومواطن من كل من تونس وإيران وأوكرانيا وأزوبكستان.

وكانت اعلنت السلطات التركية إعادة فتح مطار أتاتورك بعد التفجيرات الدامية، وحسب مسؤولين في المطار الدولي الرئيسي في تركيا، فقد تم السماح للمسافرين بالتقدم نحو صالات الانتظار لمواصلة رحلاتهم، بينما ما تزال بعض اقسام المطار الأخرى مغلقة بسبب الإجراءات الأمنية.

وفي وقت سابق، ذكر سفير دولة فلسطين في تركيا، د. فائد مصطفى، أن هناك عدداً من الضحايا الفلسطينيين نتيجة التفجير، تبين منهم حتى الآن سيدة أعلن عن وفاتها رسمياً و ستة مصابين، بينهم طفلة في حالة الخطر الشديد.

من جانبه، أفاد وزير العدل التركي بأن مهاجما أطلق النار من بندقية كلاشينكوف وإن الشرطة أطلقت أعيرة نارية لتحييد المشتبه بهما عند نقطة دخول صالة الرحلات الدولية بمطار أتاتورك.

ما يعني أن الإرهاب قد ضرب تركيا مجددا، وخلّف وراءه قتلى وجرحى بالعشرات والحصيلة إلى ارتفاع. مستهدفا هذه المرة المطار الرئيسي في اسطنبول والذي يعد واحدا من أكثر مطارات أوروبا ازدحاما.

أردوغان.. يطالب بمكافحة دولية للإرهاب

من جانبه، دان الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان وبشدة التفجيرات، معتبرا هدفها نسف تركيا عبر دماء الأبرياء، ومطالبا بمكافحة دولية مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية في العالم.

فيما يعد استهداف أمن المطارات الدولية وبالطريقة ذاتها تقريبا هو الثاني من نوعه خلال العام الجاري بعد التفجير الانتحاري الذي وقع في مطار بروكسل.

أما تركيا، العضو في التحالف الدولي لمحاربة داعش، فقد تعرضت خلال الأشهر القليلة الماضية لسلسلة تفجيرات، بينها هجومان انتحاريان في مناطق سياحية باسطنبول، اتهم تنظيم داعش بالمسؤولية عنهما، هذا عدا عن تفجير سيارتين ملغومتين في العاصمة أنقرة.

حركة المطار وتحويل الرحلات

إلى ذلك، استؤنف العمل في جزء من مطار أتاتورك في اسطنبول صباحا، وسمح للمسافرين بالدخول بعد خضوعهم لتفتيش أمني.

وكانت شركة الخطوط الجوية التركية قد أعلنت في وقت متأخر يوم الثلاثاء في بيان أنها علقت رحلاتها حتى الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) اليوم الأربعاء بعد الهجمات الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 41 شخصا في مطار#أتاتورك باسطنبول.

وأضافت الشركة في بيان ثان إن أي حجوزات على رحلاتها الجوية من مطار أتاتورك في اسطنبول بين 28 يونيو /حزيران والخامس من يوليو/ تموز ستتغير أو سترد الأموال إلى أصحابها دون أي تكاليف إضافية، شريطة أن يطلب الركاب ذلك بحلول 31 يوليو/ تموز.

بصمات داعش في الهجمات

قالت وكالة دوجان الإخبارية إن الشرطة تعتقد بضلوع تنظيم داعش في تفجيرات بالقنابل استهدفت مطار أتاتورك في اسطنبول، وأودت بحياة 28 شخصا اليوم الثلاثاء.

ونقلت الوكالة عن مصادر بالشرطة القول إن داعش وراء الهجوم. لكن مسؤولا تركيا قال حين سئل عن تقرير الوكالة إن من المبكر للغاية تأكيد أي صلة للتنظيم بالهجوم.

إدانات عربية ودولية

من ناحية أخرى، قوبلت الهجمات الانتحارية التي استهدفت مطار “أتاتورك” في مدينة اسطنبول التركية بإدانات من دول عربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

حيث عزّى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا إدانة السعودية للهجمات التي استهدفت مطار أتاتورك.

كما صدرت إدانة من البيت الأبيض، إذ قال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض إن بلاده تدين بأشد عبارات الإدانة الهجمات على مطار أتاتورك، مؤكدا أن واشنطن ستبقى ثابتة في دعمها لتركيا.

وحذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري مما سماه العنف العابر للحدود.

وقال كيري: “ما زلنا نجمع المعلومات لنعرف ما حدث، ومن هم المنفذون، لذا لن أعلق أكثر، لكني أود القول إنه أمر يتكرر، لذا فإن أول ما نواجهه هو مكافحة منفذي العنف العابر للحدود ولأسباب عدة.

كما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا على لسان نائب المتحدث باسمها مارك تونر نددت فيه بالهجمات التي قتل وأصيب فيها العشرات.

من جانبهم، دان الزعماء الأوروبيون المجتمعون في بروكسل الهجمات التي تعرض لها مطار أتاتورك.

إلى ذلك، شدّد الرئيس الفرنسي الذي تعرضت بلاده لعدة هجمات دامية، على ضرورة ملاحقة الجهة المنفذة للهجمات.

وأضاف هولاند، “كما فعلت في مناسبات سابقة للأسف، فإني أدين هذه الهجمات، ويجب أن نعرف من هم المنفذون كي نتمكن معا من مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة، وهو ما نفعله أيضا في أوروبا وفرنسا.

وكانت محاربة الإرهاب والتعاطف مع ذوي الضحايا، الرسالة الأبرز في إدانات زعماء ومسؤولين لهجمات مطار أتاتورك التي حصدت عشرات الضحايا، وأرفق المسؤولون الأميركيون والأوروبيون إداناتهم بتعاطفهم مع ذوي الضحايا الذين سقطوا في هجمات مساء الثلاثاء.

أبرز هجمات الإرهاب على تركيا منذ عام

ضربت تركيا منذ صيف 2015 موجة اعتداءات دامية، تخللتها 5 هجمات انتحارية، منذ عام، كان آخرها اعتداء ثلاثي مساء الثلاثاء في مطار “أتاتورك الدولي” باسطنبول أسفر عن مقتل 36 شخصا على الأقل.

كما قتل في حزيران/يونيو 2016 6 أشخاص بهجوم سيارة مفخخة على مقر الشرطة في مديات جنوب شرقي تركيا، وتبناه متمردو حزب العمال الكردستاني.

وشهد الشهر نفسه مقتل 11 قتيلا، بينهم 6 شرطيين في اعتداء بالسيارة المفخخة في حي بيازيد التاريخي في اسطنبول. بعد 3 أيام تبنت الهجوم مجموعة “صقور حرية كردستان” المتطرفة المقربة من حزب العمال الكردستاني، وحملها الرئيس رجب طيب أردوغان المسؤولية من البداية.

أما آذار/مارس من السنة ذاتها فشهد مقتل 7 شرطيين وإصابة 27 شخصا في اعتداء بالسيارة المفخخة في دياربكر المدينة الرئيسية في جنوب شرقي تركيا، وتبناه الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.

كما قتل بنفس الفترة من ذات الشهر 4 سياح 3 إسرائيليين بينهم اثنان يحملان أيضا الجنسية الأميركية وإيراني في اعتداء نفذه انتحاري فجر نفسه في جادة الاستقلال الشهيرة، ونسبته السلطات التركية إلى داعش حينها.

وكان آذار شهرا داميا لتركيا، حيث قتل أيضا 35 شخصا، وأصيب أكثر من 120 باعتداء بسيارة مفخخة وسط أنقرة تبنته أيضا “صقور حرية كردستان”.

إلى ذلك، لقي 28 شخصا حتفهم في شهر فبراير/شباط، وجرح 80 بانفجار سيارة مفخخة قادها انتحاري وسط أنقرة، استهدف آليات عسكرية وتبنته أيضا “صقور حرية كردستان”.

ومع بداية السنة، في يناير /كانون الثاني قتل 6 أشخاص بينهم شرطي و5 مدنيين، بهجوم بسيارة مفخخة استهدف مركز الشرطة في تشينار على بعد 30 كلم من دياربكر جنوب شرقي البلاد، وتبناه حزب العمال الكردستاني الذي اعتذر على سقوط قتلى مدنيين.

وشهد ذات الشهر مقتل 12 سائحا ألمانيا في هجوم انتحاري في حي السلطان أحمد في الوسط التاريخي لاسطنبول. والهجوم الذي نسبته السلطات إلى داعش نفذ قرب أبرز المواقع السياحية في المدينة كمحتف ايا صوفيا والمسجد الأزرق (جامع السلطان أحمد).

أما العام المنصرم، وتحديدا شهر أكتوبر، حيث قتل 103 أشخاص وأصيب أكثر من 500 في تفجيرين انتحاريين أمام محطة أنقرة المركزية للقطار خلال تجمع مؤيد للأكراد. وهذا الهجوم الأكثر دموية على الأراضي التركية نسبته السلطات إلى تنظيم داعش.

أما تموز/يوليو من عام 2015، حدث اعتداء في سوروتش قرب الحدود السورية، وأسفر عن 34 قتيلا ونحو 100 جريح نسبته السلطات إلى تنظيم داعش.