أكد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تولي التعليم أهمية كبرى من خلال توفير منشأة تعليمية وجامعية وأكاديمية تهتم بالمواطنين وتعمل على تقديم أفضل المناهج العلمية والدراسات العليا والأكاديمية من أجل بناء جيل من الخريجين الشباب يقدر ويثمن ما تقدمه له قيادته .
وقال سموه إن دولة الإمارات أصبحت مقصدا لطلبة العلم وأولياء أمورهم من جميع أنحاء العالم وخاصة في مجال التعليم العالي لما تمثله صروحها الجامعية من تطوير في أساليبها التدريسية وبرامجها ومناهجها المتميزة وما تضمه من هيئات تدريسية على مستوى عال من الخبرة والتميز .. مشيرا إلى أن تعدد جامعات وكليات التعليم العالي في الإمارات يعد ظاهرة إيجابية يستفيد منها المواطنون والمقيمون كافة على أرضها ومن خارجها.
وأعرب سموه – خلال افتتاحه اليوم المبنى الجديد لجامعة محمد الخامس في عجمان بحضور سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان رئيس المجلس التنفيذي – عن اعتزازه وافتخاره بهذا الصرح الجديد من صروح العلم في إمارة عجمان وانضمامها لمجموعة الجامعات والكليات المتواجدة على أرض إمارة عجمان والتي تعتبر إضافة جديدة لمؤسسات التعليم العالي المعتمدة.
وقال إن افتتاح جامعة محمد الخامس في أبوظبي وفرعها في امارة عجمان جاء نتيجة للعلاقات الطيبة التي تربط بين حكومة البلدين والشعبين الشقيقين منذ أيام مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” والملك الراحل الحسن الثاني.
وأضاف سموه ” نحن في إمارة عجمان نسعى جاهدين للاستثمار في بناء الإنسان وتزويده بالعلوم والمعرفة ليكون قائدا متعلما يستطيع بناء وطن ويشارك بعملية التنمية الشاملة في القطاعات كافة “.
وشدد صاحب السمو حاكم عجمان على ضرورة الاستثمار في المشاريع التعليمية الأكاديمية الرائدة التي من خلالها يمكن امتلاك المعرفة والتقنية الحديثة التي تفسح المجال أمام الكوادر الوطنية للانطلاق نحو المستقبل والارتقاء بوطنهم من خلال تقديم أفضل الخدمات لهذا المجتمع .
ودعا سموه أبناء الوطن للاستفادة من كل العلوم الأكاديمية التي تقدم في تلك الجامعات والكليات والتطلع للمستقبل والاستعداد الكامل لبناء قدراتهم وتطويرها ليكونوا شركاء في معادلة تنمية الوطن والمجتمع .
وأشار إلى أن أفضل استثمار في الوقت الحاضر للإنسان هو الاتجاه إلى المجالات التعليمية والدراسات العليا والتي تعتبر الواجهة الحضارية لأي بلد في ظل المنافسة التي تعيشها دول العالم وأن إقامة المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة التي تقدم أفضل البرامج والمناهج الأكاديمية يعد فائدة لهذا الوطن والمواطن لما له من مردود إيجابي على كل مجالات الحياة .
وكانت مراسم حفل افتتاح جامعة محمد الخامس في عجمان قد بدأت بوصول صاحب السمو حاكم عجمان وولي عهده إلى مقر مبنى الحرم الجامعي الجديد في منطقة المنتزي حيث كان في مقدمة مستقبلي سموهما الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط ومعالي الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي رئيس ديوان الحاكم ومعالي الدكتور محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والاوقاف رئيس مجلس أمناء الجامعة محمد الخامس وسعادة اللواء الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي قائد عام شرطة عجمان وعدد من الشيوخ والدكتور فاروق حماده المستشار في ديوان ولي عهد أبوظبي مدير الجامعة ونواب المدير ورؤساء ومدراء الدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية وعمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية وكبار المسؤولين.
وقام سموهما بجولة تفقدية في مرافق الحرم الجديد واطلعا خلالها على أقسام وقاعات الدراسة والمنشآت التي تشتمل عليها الجامعة من أقسام منها المكتبة الشاملة ومختبرات الحاسب الآلي ونظام إنترنت وغرف صفية واسعة مجهزة بمعدات حديثة .. كما تفقد سموهما عددا من الفصول الدراسية المصممة حسب الطراز العالمي وغيرها.
بعد ذلك انتقل صاحب السمو حاكم عجمان وولي عهده والحضور إلى قاعة الاحتفال حيث بدأ البرنامج بآيات من الذكر الحكيم .. ثم ألقى سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس مجلس أمناء الجامعة كلمة بهذه المناسبة تقدم من خلالها باسم أعضاء مجلس أمناء الجامعة ومديرها وأعضاء هيئتيها التدريسية والإدارية بجزيل الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان على رعايته وافتتاحه الجامعة ودعمه المستمر وتوجيهاته السديدة خلال رحلة إنشاء الجامعة .
وقال :” إن جامعة محمد الخامس في أبوظبي تعتز اليوم بتشريفكم لافتتاح فرعها في عجمان ليسهم هذا الفرع في مسيرة الوطن وبناء المواطن الذي أصبح حضوره حضورا متميزا على مستوى العالم في مجالات عديدة .. مشيرا إلى أن بزوغ فجر هذه الجامعة جاء تتويجا لعلاقات راسخة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة بناها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان والملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراهما ويرعاها اليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وجلالة الملك محمد السادس “.
وأضاف الدكتور الكعبي في كلمته أن جامعة محمد الخامس ترتقي يوما بعد يوم في سلم العطاء المعرفي وبمنهج معتدل متفرد يميزها عن الزخم المعلوماتي برؤية تنطلق من فقه الواقع وادراك التحديات ورصف طريق العلم الوسطي والأخذ بيد طالب العلم نحو آفاق علمية رحبة تصل به إلى العمق الديني المعرفي في الدراسات الإسلامية من فقه وأصوله وعلومه ولغة عربية بفنونها ومناهج بحث بمجالاتها كل ذلك بحس وطني عال وبدعم مباشر وسخي من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يرعى الجامعة منذ كانت بذرة وفكرة إلى أن أصبحت شجرة مثمرة تمتد فروعها في أرجاء هذا الوطن المعطاء .
واستعرض رئيس مجلس أمناء الجامعة مسيرة تطورها حيث بدأت بعشرين طالبا عام 2009 ثم ها هي تكبر مع الأيام حتى أصبحت شامخة عالية تضم نحو 800 طالب وطالبة منهم 711 في البكالوريوس و42 في الماجستير و47 في الدكتوراة منهم 190 في فرع عجمان نسبة الذكور 25 % والإناث 75 % وتخرج في الجامعة نحو 160 طالبا أخذوا أماكنهم في خدمة الوطن والعمل على رفعته في إدارات شتى من إدارات الدولة .
وأكد الدكتور الكعبي أن الجامعة ومن خلال مجلس أمنائها وإداراتها وهيئاتها أخذت على عاتقها العمل ضمن المعايير الأكاديمية العالمية لتكون صرحا متميزا يعزز مكانة دولة الامارات في دورها الإنساني البارز وتأثيرها الإيجابي عالميا تحقيقا لرؤية القيادة الرشيدة.
وتقدة في ختام كلمته بالشكر الجزيل والامتنان إلى صاحب السمو حاكم عجمان وولي عهده لدعمهما ومتابعتهما الحثيثة للجامعة .. كما توجه بالشكر لوزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة ومجلس الأمناء ومدير الجامعة والهيئة التدريسية والإدارية وجميع الدوائر الحكومية المحلية في إمارة عجمان على دعمهم لمسيرة الجامعة .
بعد ذلك تم عرض فيلم تعريفي عن الجامعة استعرض تطورها ونشأتها ومراحل تنفيذها وأهدافها وخططها وبرامجها ومناهجها التعليمبة وما تضمه من كليات وأقسام مختلفة.
وأكدت الطالبة شما الظاهري – إحدى منتسبي الجامعة والتي تحضر رسالة الدكتورة – في كلمة لها أن التنافس في ميادين العلم والمعرفة هو فارق التميز والإبداع وسبيل التقدم والريادة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في الانطلاق إلى ركب التنافسية والعالمية.
وأضافت أنه على الرغم من تنوع المجال العلمي والأكاديمي على أرض الدولة إلا أن افتتاح جامعة محمد الخامس في أبوظبي وفرع عجمان خلال وقت زمني قصير يؤكد الريادة التي حققتها الجامعة والتي واكبت الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة في تحقيق مسرعات التقدم والنجاح والتميز في المجال التعليمي كما يؤكد الدور الرائد للجامعة لتكون منارة معرفية وعلمية لأبنائها الطلاب وبوابة للتميز والتفوق لتنشئة جيل قادر على البناء والعطاء وإحداث فرق واضح في المجال العلمي والبحثي .
وقالت إن افتتاح الجامعة في أبوظبي وعجمان يؤكد عراقتها والتي حرصت منذ تأسيسها على التميز في قيمها ومناهج تعليمها وتأدية رسالتها على أكمل وجه .. لافتة إلى أن قياس كفاءة وتميز الجامعة يكمن في تميز مخرجاتها الأكاديمية وقدرة طلابها على خوض المجال المهني بقدرة عالية وكفاءة متقنة .
وأوضحت أن أولى استكمال ومتابعة مسيرة التميز للجامعة يبدأ اليوم في افتتاح هذا الصرح العلمي .. داعية الطلبة لاستثمار كل قدراتهم وطاقاتهم في خوض هذه السيرة التعليمية الفريدة وإلى الجد والاجتهاد في التحصيل العلمي والاستفادة من خبرات ومهارات كفاءة الهيئة التدريسية والتي ستؤهلهم للبدء في مسيرة حياتهم العلمية لكي يأخذوا دورهم في مسيرة البناء والتنمية .
وتلقى صاحب السمو حاكم عجمان وولي عهده – في ختام حفل افتتاح الجامعة – هديتين تذكاريتين من الدكتور محمد مطر سالم الكعبي تقديرا لسموهما وحضورهما وتشريفهما افتتاح الجامعة .
يذكر أن جامعة محمد الخامس تم تأسيسها في أبوظبي بناءً على المرسوم المؤرخ بـ 23 يناير 2013 الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بهدف تقديم برامج تشمل الدراسات الإسلامية والعلوم الاجتماعية والإنسانية سواء في المرحلة الجامعية الأولى أو في الدراسات العليا وتعتبر إحدى مؤسسات التعليم العالي في الدولة وأنشئت لتكون صرحاً من صروح الدولة حيث تستخدم أحدث الوسائل العلمية والتقنية المتطورة لتنفيذ رؤية وطموحات وأهداف الدولة وتقدم فرصة نوعية لطلبتها لتأهيلهم للانضمام إلى سوق العمل وتغرس في نفوسهم روح الفريق والقدرة على المنافسة والإبداع وتمكنهم من استخدام الوسائل الحديثة المتطورة.
وتسعى الجامعة لأن لتكون واحدةً من مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الرائدة على الصعيد المحلي والإقليمي لمنحِ شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وتركز على إرساء أُسس التكامل المحكم بين النظرية والتطبيق من خلال برامجها الأكاديمي.
وتلتزم الجامعة بتقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية تلبي حاجات المجتمع الراهنة والمستقبلية وتمكن الخرِيجين من أن يكونوا منافسين في الحصول على الوظائف المبتغاة من خلال امتلاكهم القدرة على المبادرة والإبداع والتفكير الناقد.
وتوفر الجامعة بيئة علمية وتعليمية متميزة فقد زودت مرافقها بأحدث الوسائل والتقنيات من مختبرات ومكتبة ليتحقّق الهدف المنشود في تقديم أفضل التقنيات المعاصرة وهو إكساب الطلبة المهارات والخبرات التي تمكنهم من المنافسة في سوق العمل يضاف إلى ذلك كله سعيها لتوفير أفضل الخدمات والأنشطة التي تحفز الطلبةَ على المشاركة الفعالة في الحياة الطلابية والمجتمعية والتي تساعدهم في إكمال دراستهم حسب الخطط الموضوعة وتحقيق النتائج المرجوة .