تسجيل الدخول

بين الشعر القديم والمعاصر قصائد تخلد في الذاكرة

واحة الأدب
زاجل نيوز9 نوفمبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
بين الشعر القديم والمعاصر قصائد تخلد في الذاكرة

mahmf

من الرغبة والغضب

«للشعر بواعث ومستويات كان قد أشار إليها «ابن رشيق القيرواني» في كتابه «العمدة في محاسن الشعر وآدابه» حيث رأى أن بواعث الشعر أربعة: «الرغبة والرهبة، والطرب والغضب، فمع الرغبة يكون المدح والشكر، ومع الرهبة يكون الاعتذار والاستعطاف، ومع الطرب يكون الشوق ورقته النسيب، ومع الغضب يكون الهجاء والوعيد والعتاب». هذا ما اقتطفناه من التصدير الذي اختاره مؤلف الكتاب أ. د. «محمود السيد. ولا بدّ من الانتقال إلى الفصول العشرة التي شكّلها الكتاب والتي منحها الكاتب اسم البساتين، فمن بستان الأمثال والحكم إلى التصوف، فالحبّ والعشق، فبستان الحنين، وبستان السمات الشخصيّة والنفسيّة، فالتربية والتحلّي بالمناقب، ثم المسقيّة بالدمع، وبعدها البساتين غير العربيّة، وصولاً إلى عدد آخر من البساتين.

ميزان الكتاب

يقول مؤلف الكتاب «محمود السيّد» إن الأزاهير التي ضمّها الكتاب هي أسماء معروفة في عالم الأدب لكنهم اتصفوا بفرط الحساسيّة واتقاد المشاعر ورهافة الوجدان، كما أن الكتاب حمل نوعي الشعر العمودي والحرّ، ويشير إلى أن انتقاءه للشعراء كان مسألة صعبة أثناء المفاضلة بينهم وبين القصائد، وقد سعى جاهداً لانتقاء ما يتناسب مع القصد من الكتاب، فكان لدينا مجموعة كبيرة من الأسماء ما بين المحليّة والعربيّة وأسماء عالميّة، ومنهم ما يزال على قيد الحياة ومنهم من رحل. ويشير المؤلف في بداية الكتاب أيضاً إلى رغبته في أن يكون الكتاب مرآة لمحاسن العربيّة وجمالها، وشاهداً على سعتها، فيضرب في اتساع العربيّة واتصافها بمزايا المرونة والجمال والسحر والسعة والصمود المثير من الأقوال العالميّة التي نطق بها علماء عالميون من بلاد كثيرة كالبلجيكي: «جورج ساتورن»، والألماني «فرينينباغ»، والألمانية «زيغريد هونكه»، والنمساوي «جوستاف جرونيام»، والفرنسي «أرنست» رينان» وأسماء كثيرة مهمة في التاريخ الإنساني ممن اطلعوا على العربيّة وتأثروا بها واعترفوا بأفضالها.

في بستان الأمثال والحكم

يحمل هذا الفصل حكماً كثيرة من العالم أجمع ومن العالم العربي على وجه الخصوص، والبداية كانت لمجموعة من الحكم العالميّة اخترنا منها: «الطريقة الواحدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة» وهو قول لـ«أديسون». وأيضاً ما قالته الملكة «كاترين» العظمى: السلطة لا تعني شيئاً إلا إذا اقترنت بثقة الشعب في صاحب السلطة». وكذلك قولٌ لـ«أرسطو»: «إن التصرف بطريقة وديّة أمر ضروري لتحقيق الاتصال الجيّد بين الناس». وبالانتقال للحكم العربيّة كان هناك مجموعة منها للرسول العربي محمد «ص» ومنها نقتطف: «ثلاث مهلكات: شيخ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه»، وأيضاً: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». أمّا من حكم شعراء العرب فكان هناك أسماء كثيرة أيضاً مثل ما قاله أبو الأسود الدؤلي:

لا تنه عن خلق وتأتي بمثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ

وقول المعري:

وهكذا كان أهل الأرض مذ وجدوا

فلا يظنّ جهول أنهم فسدوا

وقول المتنبي:

وليس الجود مكتسباً ولكن

على أعراقها تجري الجياد

وفي موقعٍ آخر من هذه الحكم والأمثال كان جزءٌ تحدث به المؤلف عن أنصاف أبياتٍ تردد كالأمثال ومنها نختار قول للمتنبي:

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم

يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم

ومن لا مية الطغرائي أيضاً:

أعلل النفس بالآمال أرقبها

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!

أمّا في الجزء الذي يليه فكان يعتني بتوافر مثلين في البيت الشعري الواحد، وجاءت الأمثلة مقتصرة على شعرٍ للمتنبي ومنه:

من يهن يسهل الهوانُ عليه

ما لجرح بميّتٍ إيلامُ

وله أيضاً:

إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته

وإن أنتَ أكرمت اللئيم تمردا

أزاهير في بستان التصوّف

كانت الاختيارات هنا لأسماء مثل: ابن الفارض، وابن عربي، ورابعة العدوية، والمكزون السنجاري، والحلاج، والسهروردي. وللشيخ «محي الدّين ابن عربي» هذه الأبيات:

لقد كنت قبل اليوم أُنكر صاحبي

إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

لقد صار قلبي قابلاً كلّ صورة

فمرعى لغزلان وديرٌ لرهبان

وبيتٌ لأوثان وكعبةُ طائفٍ

وألواح توراةٍ ومصحف قرآنِ

أدينُ بدينِ الحبّ أنّى توجهت

ركائبه، فالحبّ ديني وإيماني

وجدانيّة في بستان الحبّ والعشق

قال «أبو القاسم الشابي» في توضيح معنى العشق:

الحبّ شعلةُ نورٍ ساطعٍ هبطتْ

من السماء فكانت ساطع الفلقِ

ومزّقت عن جفون الدهر أغشيةً

وعن وجوه الليالي برقعَ الغسقِ

الحبّ روح إلهيٌّ مجنحةٌ أيامه

بضياء الفجر والشفقِ

يطوف في هذه الدنيا فيجعلها

نجماً ضحوكاً جدَّ مؤتلقِ

ومن الشعر القديم ما قاله أبو العتاهية:

إن القلوب إذا طوت أسرارها

أبدتْ لك الأسرارَ منها الأعينُ

وقول «ابن المعتز»:

ينسى التجلّدَ قلبي حين أذكره

وتهجر النومَ عيني حين أهجرُهُ

وإن كتمتُ الهوى أبدى الهوى نظري

والقلب يطوي الهوى والعين تنشرُهُ

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.