تسجيل الدخول

أوّل سائحة فرنسية تزور السعودية وتروي تفاصيل رحلتها

زاجل نيوز19 أكتوبر 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
أوّل سائحة فرنسية تزور السعودية وتروي تفاصيل رحلتها

تنقل ماري تيسوت وهي أوّل فرنسية تزور المملكة السعودية بعد أن فتحت أبوابها أمام السيّاح، انطباعاتها عن هذا البلد الذي كان «غريباً عنها ثمّ صار بعد رحلتها صديقاً لها».
في جولة صغيرة على صفحتها على إنستغرام، تنشر أوّلُ سائحة فرنسية تزور المملكة الكثيرَ من الصور والتعليقات التي توثّق ذكريات رحلة مبهرة، وتجربة فريدة عاشتها في بلد لم تكن تعرف عنه قبل زيارته الكثير.
تقول الشابة الفرنسية في مقال نُشر على أحد المواقع الفرنسية، نقلت فيه تفاصيل رحلتها للملكة «السفر إلى المملكة العربية السعودية لايزال تجربة نادرة إلى الآن».

عشق الشرق

حتى نهاية عام 2019، كانت السعودية الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمنح تأشيرات سياحية، لكن بعد قرار ولي العهد السعودي، صار السياح مُرحباً بهم في هذا البلد الذي كان أغلب من يقصده سابقاً من الراغبين في أداء الحج والعمرة.
فكرت الشابة الفرنسية التي سكنتها فكرة استكشاف الشرق في زيارة المملكة السعودية، حين بلغها خبر السماح للأجانب بالسفر لها، وكانت حينها في رحلة إلى الأردن، ومنها انطلقت للتعرف على بلد «لا يعرف عنه العالم الكثير» على حدّ تعبيرها.

مع عائلة بدوية

تواصل الفرنسية سرد تفاصيل رحلتها للملكة قائلة: «بعد شهر من انفتاحها على السياحة، وجدت نفسي أعبر الحدود السعودية الأردنية مع سعودي التقيت به قبل ثلاثة أيام، لم يكن لديّ أية فكرة عما كان ينتظرني هناك؛ نظراً للشهادات القليلة التي كانت موجودة في ذلك الوقت».
مكثت الفرنسية بالمملكة لمدة شهرين، وقضت شهرها الأول في رحلة برية بطول 5000 كيلومتر، أما شهرها الثاني فقد أمضته في الصحراء مع عائلة بدوية، «كانت مدة كافية لتكوين فكرة مختلفة بعيداً عن الأفكار المسبقة».

ماري تركب الفرس في الصحراء

تقول ماري: «ما جذبني إلى هذا البلد هو الرغبة في تجاوز الأحكام المسبقة التي كانت لديّ؛ حتى أثناء تصفحي الحسابات المشهورة على إنستغرام ومدونات السفر، لم أسمع أبداً عن هذه الوجهة.. لذلك وفي غياب أيّ صور أو شهادات مسبقة عنه، كان من السهل أن تشعر بالمفاجأة مقارنةً بوجهات أخرى مستهلكة».
تضيف الشابة الفرنسية: «هناك مدن ومبانٍ عصرية بصدد الإنشاء، وهناك الكثير من التظاهرات المكلفة المبرمجة؛ فإن المملكة إلى الآن لازالت وجهة عذراء.. هنا لاتزال الأصالة والطيبة مضمونتين».
رغم أن مساحة البلد كبيرة جداً؛ حتى أن السعوديين يفضلون السفر داخلها باستعمال الطائرة، تخيّرت السائحة الفرنسية كما تؤكد في شهادتها السفر في ربوع المملكة برّاً.
تقول السائحة الفرنسية: «رغم أن المسافات كانت طويلة، والطرق بشكل عام مستقيمة وممتدة في وسط الصحراء؛ فان الرحلة لم تكن مملة، هذا يعود أساساً إلى لقاءاتي المفاجئة، كنت ذلك الكائن الفضولي الذي يجلب الانتباه إليه، والذي يدفع الآخرين للتعرف عليه ومشاركته بعض التفاصيل؛ فمثلاً: دعاني أحد السعوديين إلى بيته، كما ساعدني مرشد سياحي، وعلمني مغامر على الطيران بالمظلة والقيادة وسط الكثبان الرملية الضخمة على متن سيارة رباعية الدفع، كما دعتني مجموعة من حوالي ثلاثين امرأة قابلتهن صدفة لحضور حفلهن الخاص، وسمح لي مربي خيول عربية أصيلة بركوب خيله، وعرض عليّ المشاركة في أحد السباقات، أخذني غوّاص لمشاهدة الشعاب المرجانية في خليج العقبة.. كل هذا وأكثر كان مجاناً وعفوياً.. في هذا البلد، هناك دائماً من يقدم الشاي ويد العون ويروي قصّة».

الحفاوة والطيبة من دون مقابل

تتحدث السائحة الفرنسية عما اكتشفته عن أخلاق السعوديين وعاداتهم قائلة: «تأثرت كثيراً بحفاوة السعوديين الموروثة عن نبيهم.. التقيت عائلة بدوية أصرّت على أن أبقى معها لمدة شهر في صحرائها.. مقابل لا شيء.. عاملتني كما لو كنت فعلاً فرداً منها، وبعد شهور من مغادرتها لازلت على تواصل معها، هناك ترى من يضع الكوفية على رأسه ويحمل بيده أحدث أنواع الكمبيوترات المحمولة، هناك تمتزج تقاليد أجداد البدو القدامى مع الحداثة».
«في هذه الصحراء، اكتشفت حجم تضامن بين الناس لا يصدَق؛ فمشاكل البعض هي مشاكل الآخرين؛ فمثلاً في إحدى المرات خرجت وحيدة وقطعت مسافة ثلاث ساعات، وواجهت مشكلة كان بإمكاني معالجتها بمفردي، لكنّ أحد رجال الأسرة لم يتردد لثانية واحدة في الخروج بسيارته، وقطع مسافة ست ساعات فقط من أجل مساعدتي».
تضيف الفرنسية: «سرعان ما شعرت بالارتباط مع أولئك الذين كانوا حتى وقت قريب غرباء عني.. كل مساء، كان العشرات يأتون لتناول الطعام معنا، كلهم يجلسون على الأرض ويتناولون الطعام باليدين كما هي تقاليدهم».

حول الموقد البسيط

تواصل الفرنسية تقديم انطباعتها عن حياة السعوديين قائلة: «الأسرة مهمّة، وكذلك الصداقات، وقد التقيت الكثير من الأشخاص الرائعين في هذه الصحراء.. كان الحديث حول الموقد بسيطاً، ودون استفزاز تناقشنا حول كثير من المواضيع، بما في ذلك تلك التي كنت أعتقد أنها محرمة».
«تعلمت هناك أن الحكم المسبق على الآخرين يؤدي دائماً إلى الانغلاق والرفض.. لقد منحني قبول الاختلافات الثقافية والإنصات دون إطلاق أحكام مسبقة، الفرصة لتكوين فكرة عن سعودية مختلفة عما قد يتخيله كثيرون.. كل من قابلتهم هناك منفتحون جداً على الغرباء وآرائهم، وهم سعداء جداً بأن يتجوّل السياح بين أرضهم ويكتشفوا بلدهم».

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.