بالنسبة للسيد “كريستيان ديو” Christian Dior لطالما كان الفن عنصراً أساسياً في تشكيل مجوعاته، ولطالما استوحى من أعمال أهم الفنانين أفكار لتصاميمه، وكذلك الأمر بالنسبة لليد العاملة التي أولاها اهتماماً خاصاً وطالما اعتبرها جزءاً أساسي من نجاحه، وقد اعتبر أن المشاغل هي أشبه بالمعابد، تحرس الأفكار وتحميها. في قلب هذه الذكريات الخاصة بتصميم الأزياء – التي تضمّ سلسلة من الصور والأشكال والألوان والمواقف – تتجسّد الرؤية الإبداعيّة أيضاً للمديرة الابداعية الحالية للدار ”ماريا غراتسيا كيوري”. بنفس الطريقة أيضاً.
يُعتبر تصميم الأزياء تجسيداً للفن الطليعيّ، شكل من أشكال الفنون الذي يتطوّر بفضل المخيلة. أفكار تعزّز الجرأة المتمثّلة بتكرار الرموز مع البحث عن كسر القواعد وتجاوز الأعراف. حيث إنّ تصميم الأزياء في هذا هو عمل تصوّري قبل كلّ شيء. على غرار قطعة فنية من “الفن الجاهز” لـ”مارسيل دوشان”.
التصاميم المترفة “أوت كوتور” هي القدرة على التمتّع بجودة فريدة، وجعل التحفة الفنية المثاليّة تتكيّف مع جسمنا. تعود “ماريا غراتسيا كيوري” إلى المبادئ الأساسيّة وتتصوّر بذلات نسائيّة تتحوّل فيها أكمام سترة “بار” إلى أجنحة الخفافيش. ويأتي تخطّي الأعراف الحقيقيّ من خلال الرجوع إلى قواعد الاستخدام وتغيير سياقها وإحداث انقلاب فيها.
أمّا لوحة ألوان البودرة (الأحمر القرميديّ، الأخضر، الزهريّ أو البرتقاليّ)، بالإضافة إلى الألوان المحايدة، فهي تضفي الألوان على الثياب وعلى الأكسسوارات أيضاً – مجوهرات الزينة المترفة، الأوشحة والقبعات – وهي بمثابة استمراريّة متكاملة للجسم الذي تكرّمه تصاميم الأزياء. وبدورها تسحر فساتين السهرة الألباب من خلال الأقمشة المختلفة المكسّرة، أو من خلال التراكبات، وهي تتباين مع الصدارات البسيطة التي تقدّم تنافراً مفاجئاً. الشكل المنحوت لفستان الحرير الأحمر المصنوع من قطعة واحدة يُفسح في المجال أمام مجموعة من الإبداعات الفخمة والحميمة، المحافِظة والجريئة على حدّ سواء: وبالتالي يصبح تصميم الأزياء بمثابة موقع نفسيّ للمقاومة النسائيّة.
حضر عرض دار “ديور” Dior عدد كبير من أهم النجمات العالميات اللواتي تألقن بتصاميم الدار اللافتة والمفعمة بالأنوثة ونذكر منهن “كايت بوزورث” Kate Bosworth، “أوليفيا باليرمو” Olivia Palermo، “كاميلا كويهلو” Camila Cohelo، “كيارا فيراغني” Chiara Ferragni وغيرهن.