تسجيل الدخول

250 مليار دولار إجمالي استثمارات الأفراد والصناديق السيادية الخليجية في بريطانيا رئيس جمعية المصارف البحرينية يدعو إلى قرار اقتصادي خليجي موحد من الـ(بريكست)

زاجل نيوز21 مايو 2017آخر تحديث : منذ 7 سنوات
250 مليار دولار إجمالي استثمارات الأفراد والصناديق السيادية الخليجية في بريطانيا   رئيس جمعية المصارف البحرينية يدعو إلى قرار اقتصادي خليجي موحد من الـ(بريكست)

2

تبرز المناقشات والتحاليل الخاصة بانعكاسات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) على دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والبنوك الخليجية بشكل خاص، كأولوية ملحة في الوقت الراهن، ذلك أن معظم تلك الانعكاسات الجوهرية ستتولد بصورة غير مباشرة عن الشروط والتسويات التي سوف تتوصل إليها بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي لإتمام الخروج، إضافة إلى الترتيبات الجديدة للاقتصاد البريطاني بعد الخروج، وهذه أمور من المبكر البت فيها بشكل حاسم، لكن مما لا شك فيه أن ذلك الخروج سوف يكون له انعكاسات على علاقة بريطانيا المالية والاستثمارية والتجارية مع الدول الخليجية، وقد تمثل فرصا إيجابية وتحديات سلبية في الوقت عينه.
أكد ذلك الرئيس التنفيذي لجمعية مصارف البحرين الدكتور وحيد القاسم وقال «ما يهمنا هنا هو التركيز بصورة خاصة على تحليل تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على البنوك الخليجية المحلية أو تلك العاملة في بريطانيا، ومن الواضح ان البنوك الخليجية في بريطانيا ستواصل عملها بشكل طبيعي، فهي غالبا ما تعمل لتلبية الاحتياجات التمويلية للحكومات وللشركات الخليجية والمقيمين والسياح في بريطانيا، وإن كانت هذه المصارف سوف تمنى بخسائر في محفظة قروضها المقومة بالجنيه الإسترليني نتيجة التراجع في قيمته، لكن يظل هذا التأثير محدودا أيضا نظرا الى محدودية انكشاف القطاع المصرفي الخليجي على الجنيه الإسترليني واليورو، وفي الوقت ذاته رأينا أيضا أن خروج بريطانيا كان أحد دوافع البنك الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة واختيار المسار القادم للسياسة المالية، ما أدى إلى رفع أسعار الفائدة في الدول الخليجية، وهذا بحد ذاته له انعكاسات عديدة على المصارف والشركات الخليجية».
وأشار إلى أنه من غير المتوقع أن يتم سحب الودائع المالية الخليجية في المصارف البريطانية، بل يمكن أن ترتفع في ظل توقعات قيام بنك إنجلترا برفع معدلات الفائدة لجذب مزيد من الودائع المالية، ومن بينها الخليجية والعربية بالطبع، بهدف دعم القطاع المصرفي البريطاني، كما حصل بعد الأزمة المالية العالمية، ويقدر إجمالي استثمارات الأفراد والصناديق السيادية الخليجية في بريطانيا بنحو 200-250 مليار دولار، نسبة العقارات منها تفوق 23%.
وتابع أنه في المقابل، قد يتيح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عددا من الفرص والمكاسب الاقتصادية للدول الخليجية تتمثل في تحسين شروط الاستثمار والقوة التفاوضية مع كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وخصوصا فيما يتعلق باتفاقيات التجارة الحرة التي تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين الطرفين، فقد أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أثناء زيارتها عددا من دول مجلس التعاون مؤخرا عن رغبتها باستئناف المفاوضات مع دول المجلس للتوصل الى اتفاقية تجارة حرة.
وأشار الدكتور القاسم إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي كاننت أكثر وضوحا عندما قالت أمام القمة الخليجية في المنامة نهاية العام الماضي إن بلادها تعود الآن بكل قوة الى شركائها التاريخيين في الخليج العربي، موضحة أن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يتيح لها مرونة أكبر في الدخول بصفقات تجارية كبرى بعيدا عن قائمة الاشتراطات الطويلة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على أعضائه.
وأوضح أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يخلق فرصا استثمارية أمام المستثمرين الخليجيين خصوصا في السوق العقاري، بعد تخطي حالة الحذر وعدم اليقين الحالية، وذلك لأن انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي يجعل العقارات والأصول البريطانية الأخرى أرخص وبالتالي أكثر جاذبية بالنسبة إلى المستثمرين من الدول الخليجية التي تربط عملاتها بالدولار الأمريكي. وإن عودة الاقتصاد البريطاني إلى التعافي على المدى البعيد، سيؤدي إلى زيادة أسعار الأصول والعقارات في بريطانيا إضافة إلى ارتفاع قيمة الجنية الاسترليني من جديد، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحقيق أرباح كبيرة للمستثمرين، مع الإشارة في هذا المجال، إلى أن وزارة المالية البريطانية تعمل على خفض الضرائب على الشركات بشكل كبير من أجل تشجيع الشركات الدولية على الاستثمار في بريطانيا وذلك في مسعى لضمان استمرار التدفقات المالية إليها بعض الانفصال عن أوروبا.
وأشار إلى أنه من الناحية التجارية، سيؤدي انخفاض قيمة اليورو والجنيه الإسترليني إلى خفض قيمة الاستثمارات الخليجية في هذه البلدان، لكنه سيؤدي في الوقت ذاته إلى خفض كلفة الواردات الأوروبية والبريطانية وارتفاع قيمة الصادرات إليها، ما يعني انخفاض فاتورة الاستيراد وتقليص العجز في الميزان التجاري وميزان المدفوعات، واحتمال خفض مستويات التضخم في الدول الخليجية التي تستورد من المملكة المتحدة.
واختتم الدكتور القاسم مقاله بالقول «لكننا في كل الأحوال، ونتيجة الدور المحوري الذي تلعبه البنوك والمؤسسات المالية الخليجية في الاقتصاد الخليجي، ندعوها الى العمل على تكوين رؤية موحدة واتخاذ موقف موحد من التأثيرات المحتملة لـ«بريكست» على القطاع المالي والمصرفي الخليجي، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الحكومات الخليجية والبنوك المركزية الخليجية بغية التوصل إلى نهج مشترك في التعامل مع تلك التأثيرات، وبما يحمي مصالحها ويعظم حجم استفادتها، ونعتقد ان اتحاد المصارف الخليجية يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في تحقيق هذا الهدف».

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.