أكد مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المملكة العربية السعودية، أن التسامح يشكل إحدى القيم السامية، التي تسهم في بناء المجتمعات الإنسانية واستقرارها، إذ يكفل ترسيخ مبادئ العدالة، واحترام الآخر، والتعاون، والتعايش السلمي، لافتاً إلى أنه يسعى إلى تعزيز ثقافة الحوار، واحترام الاختلاف والتنّوع.
وأفاد المركز في تقرير عرضه على هامش فعاليات الدورة الثانية للقمة العالمية للتسامح، التي عقدت في دبي، أخيراً، بأن أهمية التسامح في الوقت الحاضر برزت لازدياد وتيرة التفاعل بين الحضارات الإنسانية، بفعل التقدم التقني والمعرفي الذي حوّل العالم إلى قرية صغيرة.
وأضاف أن التسامح له مردود إيجابي على مختلف جوانب الحياة، وهو قيمة تحقق السلام والتوازن الاجتماعي، وتحافظ على المصالح العامة والخاصة للمجتمع السعودي.
ولفت إلى أن مصطلح التسامح أحد المفاهيم العلمية التي فسرت بالعديد من التعريفات، والتي اختلفت في طرحها، واتفقت في مضمونها، بأن التسامح قيمة إيجابية تعبر عن الاحترام الكامل للتنوع والاختلاف الثقافي، والاجتماعي، والديني، والعرقي، والإقرار بحق الجميع في التمتع بحقوقهم، وحرياتهم الأساسية المعترف بها عالمياً.
وتابع أنه وفق الأدبيات والتجارب العالمية يمكن تحديد التعريف الإجرائي لمؤشر التسامح بأنه احترام الاختلاف مع الآخرين، وقبولهم، سواء كان اجتماعياً أو ثقافياً أو اقتصادياً أو سياسياً أو دينيا، والاعتراف بحقهم في التعبير عن آرائهم، وتفهم مواقفهم، بما يحقق الانسجام بين أفراد المجتمع، لافتاً إلى أن أبعاد هذا المؤشر تتمثل في البعد الاجتماعي الثقافي، والبعد الاقتصادي، والبعد السياسي، والبعد الديني.
وقال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، إنه لإدراكه أهمية قيمة التسامح في المجتمع، فقد عمل على بناء «مؤشر التسامح»، للتعبير عن حقيقة قيمة التسامح في المجتمع السعودي، ودعم مبادئ الوسطية، التي تسمح بزيادة الآفاق الفكرية، والثقافية، والاجتماعية، والمذهبية في المجتمع.
وذكر أن الهدف من المؤشر هو وصف واقع التسامح في المجتمع السعودي، عبر بناء أداة علمية منهجية ذات موثوقية عالية، وتقديم المعلومات المعززة لبرامج رؤية المملكة العربية السعودية المتعلقة بقيمة التسامح، والرامية إلى بناء مجتمع حيوي، موضحاً أن خطوات بناء مؤشر التسامح صممت وضبطت منهجياً وميدانياً، ابتداءً من الاطلاع على الأدبيات السابقة، والدراسات العلمية، والتجارب، التي تناولت التسامح بشكل عام أو فرعي، ثم الاستفادة منها في إثراء الإطار النظري للمؤشر، وتحديد أبعادة ومجالاته، وبناء عباراته، وعرضها على الخبراء والمحكمين.
وأشار المركز إلى أن رسالته تتمثل في تعزيز ثقافة الحوار واحترام الاختلاف والتنّوع، والمحافظة على الوحدة الوطنية، وحماية الرسالة للنسيج المجتمعي، من خلال التواصل الفاعل، والشراكات المثمرة محلّياً ودولّياً، مستهدفاً مناقشة القضايا الوطنية من اجتماعية، وثقافية، وسياسية، واقتصادية، وتربوية، وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته، وتشجيع أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني على الإسهام والمشاركة في الحوار الوطني، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال، وكذلك الإسهام في توفير البيئة الملائمة لإشاعة ثقافة الحوار داخل المجتمع.
تحصين المجتمع
وقّع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أخيراً، اتفاقاً مع الأمانة العامة لجائزة القصيم للتميز والإبداع، يستهدف تعزيز الاعتدال، وتحصين المجتمع ضد التيارات المتطرفة، وحماية الأمن الوطني من المهددات، وغرس وتعزيز القيم الإسلامية، والمواطنة الصالحة، وتعزيز قيم التعايش والتسامح.
يذكر أن المركز تم تأسسه في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز.