تسجيل الدخول

رسالة الأدباء

2016-07-12T12:28:20+02:00
2016-07-13T14:33:38+02:00
عربي دولي
زاجل نيوز12 يوليو 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
رسالة الأدباء

books2

بالنّسبة للإنسان المتحضّر فالألسُنُ في حدّ ذاتها ليس لها سلّم تعلو فيه أو تتدنّى ، فالمهم هو التّواصل بين البشر و لذلك فلا تفَاخُرَ بين العلماء فيما يخصّ لغاتهم و لا أبجاديّاتهم … غير أنّهم يُمايزون بين الأمم بما تُنتجه من أفكار ذات قيمة للإنسانيّة جمعاء .
و من هذا المنطلق فلكلّ أمّة مخزون ثقافي يسري في إنتاجاتها الكتابية سواء من النّاحيّة الأدبية أو من النّاحيّة العلميّة و نحن في هذا المقام أكثر ما يهمّنا الأدب و روافده ، فالحياة الثقافيّة للبشر تعجّ بالأدباء و الشّعراء الذين ساهموا كلّ بطريقته في حفظ موروث الإ‘نسانيّة فهل يمكن لسطور الكتب أن تنسى ” لافونتان ” أو ” فيكتور هيجو ” أو ” إميل زولا ” أو إرنست همنقواي ” أو ” أقاتا كريستي ” أو أو … صدقوني في الثقافة ليس للأديب جنسية … ثم ماذا لو لاعب الكرى جفونكم و تسلّل إلى مسامعكم صليل السّيوف و صهيل الجياد ؟ أنت يا حامل القلم أنظر معي في سراب الفلاة ألا تر امرئ القيس و أطلاله ألا تشعر بالعرق البارد يسقيك من حميميَة أبي تمّام ، أم تراك تحبّ الرّكض و النّزال فأنت عتق من رقّي وذاك عروة بن الورد وهذا الشّنفرى و ذاك تأبّط شرّا … مهلا أريد البكاء مع تلك المفجوعة في صخر ألا تذكرها إنّها الخنساء … أراك أحببت هذه النّافذة لكن دعنا نغيّر المكان فالقطار بطيء و واسع ، أعلم أعلم أنّك في شوق للمهنّد و الرّقطاء و الآل و السّؤر و الدّبس و الصّوى و لكن أريد يا قارئ حروفي أن تنحى معي حيث ذهبت . صفحات الشّعر الجاهلي طُوّيت في خزائن سنفتحها فكلّما قرأته شعرت بالصحراء و العير و الغزو و العطش و السّقاء … العربي بقي وفيّا للغته فأحيانا تراها تعلو حتى تكاد تلامس السّماء و أحيانا تنحدر و تنحدر بشكل أي نعم مخيف لكن دائما هناك أديب يحييها و ينفخ الرّوح في صوّر معه فيعجّ صالون مي زيادة بجفون الأدب الحديث الذي غازل أفكار الغرب فخلق الرّواية و القصّة و شعرا آخر خطواته غير الخطوات و لا بحور له و لا موانئ ، دعك من ثرثرتي و تململ مع السّحاب الأحمر للرافعي و استحل ريفيا مع هيكل و زينب ثم ذب تفكّرا و إلهاما مع آلهة الأرض لجبران خليل جبران و قدّم العزاء لميخائيل نعيمة في غرسة الكرز في رائعته الهوامش و طف مع لالاّ عيني بالدّار الكبيرة لمحمد ديب و تذكر ما قد تنساه أحلام مستغانمي في ذاكرة الجسد …
ما أحلاها من خرافات تبدأ حروفا بالقلم و المداد و يأتي زمان بعد ذلك يستحيل حلم محمد درويش حقيقة … نكتب لنقترب أكثر من أنفسنا و لنشمّ جمال ذواتنا في أقلامنا

كلمات دليلية
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.