تسجيل الدخول

دوالي الساقين.. وهن الأوردة

الصحة
amir11 سبتمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
دوالي الساقين.. وهن الأوردة

تعتبر دوالي الساقين من الأمراض الشائعة التي تحدث نتيجة توسع الأوردة السطحية بالجلد وخلل في عمل الصمامات الوريدية بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تجمع الدم وعدم قدرة العضلات على دفعه بشكل طبيعي للأعلى في اتجاه القلب. ويعاني المريض آلاماً وانتفاخاً وتكتلات وتورماً وتغير لون شرايين الدم الموجودة تحت الجلد في الساقين والقدمين. ويمكن أن تنتقل الخثرات الناجمة عن الركودة الدموية إلى جدار الأوعية والرئة وتصنف ضمن الحالات الخطيرة.

زاجل نيوز، ١١، أيلول، ٢٠٢٢ | الصحة 

يوضح محمد رأفت عكيلة، استشاري جراحة الأوعية الدموية والباطنة، أن دوالي الساقين هي ضعف في جدران الأوردة السطحية، وحدوث ارتجاع في الصمامات، ما يؤدي إلى احتقانها، وأن هذه المشكلة تستهدف السيدات أكثر من الرجال. ويقول: تزيد فرص الإصابة لدى من يعملون في المهن التي تستدعي الوقوف لفترة طويلة كأعمال الحراسة والتدريس، وكذلك الأشخاص قليلو الحركة، واللواتي يستخدمن أدوية منع الحمل التي تحتوي على هرمونات الأنوثة.

ويذكر د.عكيلة أن أعراض الدوالي تختلف بحسب شدة الحالة، ويرافقها بشكل عام آلام، إرهاق، تورم، وشدّ عضلي يصيب الساق ويزداد في الليل، ويرافقه أيضاً ظهور أوردة سطحية بلون بنفسجي أو أحمر، وأوردة زرقاء أو خضراء بارزة من الجلد. ومع تطور المرض يحدث، كما يقول، تغير بلون الجلد بأسفل الساق أو قرحة وريدية، ويكون التشخيص عن طريق الكشف السريري وإجراء أشعة الموجات الصوتية في مكان الإصابة.

مضاعفات ومخاطر

تبدأ مضاعفات الدوالي على شكل انزعاج بسيط أو ألم وتوتر بسبب عدم القدرة على الوقوف لفترة طويلة والأداء، حتى تصل إلى مرحلة متقدمة، وربما تسبب تورماً في الساق وتغيراً في لون وشكل الجلد وتساقط الشعر، ويعاني المرضى أيضاً تقرحات وتجلط الدم في الوريد، حسب د. أشكان شناس، أخصائي جراحة الأوعية الدموية.

ويقول: رغم تصنيف الدوالي ضمن المشكلات المرضية الوراثية في أغلب الحالات، إلا أن بعض الممارسات يمكن أن تكون سبباً في زيادة فرص الإصابة، مثل: الوزن الزائد والسمنة المفرطة، الوقوف لفترات طويلة، ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي، عدم ممارسة الرياضة، كما يؤدي التعرض لدرجات الحرارة الشديدة إلى توسع الأوردة.

ويلفت د.شناس إلى أن علاج دوالي الساقين يعتمد في المقام الأول على اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، ومعالجة سبب الإصابة في البداية وقبل تطور الحالة وظهور المضاعفات. ويؤكد ضرورة الفحص الذاتي بشكل دوري، واستشارة الطبيب في حال الشعور بأحد الأعراض أو حدوث تغيرات في لون الجلد، كما يفيد إجراء تغييرات في نمط الحياة وتجنب الأشياء التي يمكن أن تسبب المشكلة في الحد من المخاطر والدخول في المراحل الخطيرة التي تتطلب عمليات جراحية.

أما المرضى الذين يعانون الدوالي والقصور الوريدي، فإن علاجهم يتطلب، وفق د.شناس، التدخل الجراحي، ويعتبر الليزر (عملية غلق الدوالي بالقسطرة) والتردد الحراري، من التقنيات الحديثة الفعالة لهذه الحالات، ويجب على المصابين اتباع أسلوب حياة صحي بعد العملية، وتجنب الوقوف لفترة طويلة، وارتداء الجوارب الضاغطة حتى لا تتضرر الأوردة الأخرى في المستقبل، كما يحتاج هؤلاء المرضى الحفاظ على الوزن المثالي.

انتفاخ وتمدد

تذكر د.باسمة جبر، استشارية النساء والولادة، أن التغيرات الهرمونية المرافقة لفترة الحمل تلعب دوراً مهماً في حدوث الدوالي، إذ يساعد هرمون البروجسترون في إرخاء جدران الأوعية، ما يسهل انتفاخها وتمددها، بالإضافة إلى أن الضغط الميكانيكي للرحم المتضخم يسبب إعاقة العود الوريدي إلى الوريد الأجوف السفلي، فضلاً عن العوامل الوراثية التي تعتبر أحد الأسباب الرئيسية، وانتشار الإصابة بين أفراد الأسرة الواحدة.

وحسب د.جبر، هناك العديد من الطرق الفعالة في تفادي هذه الإصابة، ومن أهمها رياضة المشي التي تقلل من الركود الوعائية وتمنع الكثير من العقابيل الخطيرة كداء السكري أثناء الحمل وارتفاع التوتر الشرياني (ضغط الدم)، وتساعد الحامل على الحفاظ على الوزن المثالي.

وتنصح الحامل بعدم الجلوس لفترات طويلة، ومحاولة رفع الساقين والقدمين إلى مستوى القلب كلما سنحت لها الفرصة، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة التي تمنع الدم من الوصول إلى الأوردة المركزية، وكذلك التقليل من تناول ملح الطعام للحيلولة دون احتباس السوائل ومنع الوذمة من التفاقم، كما تساعد الجوارب المطاطية بسند

جدر الأوردة، وتدفع الدم باتجاه الدوران المركزي.

وتؤكد د.جبر أن شفاء دوالي الساقين المرافق للحمل يحدث بعد تراجع الضغط الميكانيكي من الرحم وانحسار التدفق الهرموني البروجستروني، وربما تستمر الحالة لفترة تصل إلى عام بعد الولادة، ما يتطلب استخدام بعض الأدوية والعلاج الطبيعي، بينما تحتاج الحالات المتفاقمة للتدخل الجراحي.

وتنبه إلى احتمالية تكرار ظهور الدوالي، عند التعرض للظروف الهرمونية والميكانيكية والوراثية نفسها وزيادة حمول الجسم.

الجوارب الضاغطة

يمكن علاج حالات دوالي الساقين التي تُكتشف وتُشخص مبكراً، بارتداء جوارب الدوالي الضاغطة الطبية التي تعتبر إحدى الطرق للسيطرة على تطور الأعراض والمضاعفات، مثل: الألم والتقلصات وثقل الأطراف والسخونة.

وتكمن فائدة الجوارب الضاغطة في أنها تُغطي المنطقة بداية من الكاحل وحتى الفخذ، وتضغط تدريجياً على الأوردة لتساعد على تدفق الدم إلى القلب بدلاً من عودته إلى الساقين، وتحسن الدورة الدموية الوريدية وتمنع حدوث الجلطات.

كما تتميز هذه الجوارب بسهولة الاستخدام، ولذلك يفضلها العديد من المصابين، مقارنة مع الضمادات وغيرها من طرق العلاج الأخرى.

زاجل نيوز 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.