تسجيل الدخول

السفير الأمريكي في البحرين ويليام روبوك في حوار شامل مع «أخبار الخليج»: شراكتنا الإستراتيجية مع البحرين ستصبح أكثر قوة

زاجل نيوز20 أبريل 2017آخر تحديث : منذ 7 سنوات
السفير الأمريكي في البحرين ويليام روبوك في حوار شامل مع «أخبار الخليج»:  شراكتنا الإستراتيجية مع البحرين ستصبح أكثر قوة

3

في أعقاب تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في أمريكا، والمواقف الجديدة التي اتخذتها وأعلنتها، حرصت «أخبار الخليج» على إجراء حوار شامل مع ويليام روبوك السفير الأمريكي في البحرين.
الحوار تطرق إلى العلاقات البحرينية الأمريكية ومستقبلها، وإلى مختلف القضايا في المنطقة وموقف إدارة ترامب منها.
وفيما يلي النص الكامل للحوار.
}} ما هي الإنجازات التي حققتها منذ أن توليت منصبك سفيرا لأمريكا في البحرين؟ وما هي الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها في الفترة القادمة؟
أولا وقبل كل شيء، اسمحوا لي أن أشكركم على إجراء هذه المقابلة معي. بصفتها أقدم جريدة في البحرين، قامت «أخبار الخليج» بعمل رائع في تغطية الأحداث في البحرين والمنطقة وخارجها والتعليق عليها.
بصراحة، من الصعب أن أصدق أنني أتممت عامين في البحرين، لقد مر الوقت بسرعة كبيرة! إن أولويتي الأهم كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في مملكة البحرين هي البحث عن سبل لمواصلة بناء العلاقات الأمريكية-البحرينية القوية، وفهم أفضل لما يمكننا فيه مساعدة بعضنا البعض في تحقيق أهدافنا المشتركة. وهناك مجالات كثيرة نعمل فيها معا عن كثب مثل الأمن الإقليمي، والتجارة والاقتصاد، وبرامج التبادل التعليمي والثقافي. وأعتقد أنني في غضون السنتين الأوليين لي كسفير للولايات المتحدة، استطعنا تحريك الأمور إلى الأمام في جميع جوانب صداقتنا الوطيدة، وأنا أتطلع إلى مواصلة إحراز المزيد من التقدم.
لقد كان أفضل جزء بالنسبة إلي في العامين الماضيين دفء وسخاء شعب البحرين، حيث بذل البحرينيون من جميع أنحاء الجزيرة جهدًا فائقًا ليجعلوني أشعر بأنني في بلدي الثاني. إنني ممتن لشعب البحرين على طيبته وآمل أن أقضي وقتي المتبقي في البحرين في مواصلة البناء من أجل الشراكة الاستراتيجية القائمة بين بلدينا والتي ستضمن لشعبينا السلام والازدهار.
وقبل أن نتعمق في المقابلة، أود أن أقول شيئا عن سوريا. كما تعلمون، ردت الولايات المتحدة على استخدام نظام الأسد الذي لا يمكن قبوله واحتماله للأسلحة الكيماوية وذلك من خلال شن هجوم صاروخي نسبي استهدف منشأة نظام الأسد العسكرية الجوية في خان شيخون، وهي المنشأة التي شنت ذلك الهجوم الأخير في محافظة ادلب السورية بتاريخ 4 أبريل ونحن نرحب ببيانات الدعم من جانب حكومة البحرين وحلفائنا الآخرين.
إن الهجوم الذي شنه النظام السوري بالأسلحة الكيماوية، والذي أسفر عن مقتل العشرات من الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال الصغار، أظهر إهانة كبيرة للأخلاق الإنسانية. إن أولئك الذين يدافعون عن الأسد ويدعمونه، بمن في ذلك روسيا وإيران، وهما الضامنان لوقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في أستانا، «يتحملون أيضا مسؤولية أخلاقية كبيرة عن هذه الوفيات» على حد تعبير الوزير تيلرسون. وكما أشار الوزير تيلرسون أيضا، فإن ردنا «يدل على أن الرئيس ترامب مستعد للعمل عندما تتخطى الحكومات والجهات الفاعلة الخط، وتتجاوز خط الالتزامات التي قطعتها، وقد تجاوزت الخط بأشد الطرق فظاعة». أعتقد أن الأسد حصل على رسالة مفادها أنه لن يتم التسامح مع مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية.
}} منذ أحداث 20111 في البحرين، اتخذت إدارة أوباما موقفا سلبيا من البحرين على الرغم من علاقات التحالف الاستراتيجي بين البلدين، ودعمت عمليا القوى الطائفية في البلاد. كيف تقيمون هذا الموقف الآن على ضوء خبرتكم؟ وما هو تقديركم لمستقبل العلاقات البحرينية الأمريكية بشكل عام في عهد إدارة ترامب؟
أولا وقبل كل شيء، أود أن أختلف معك بكل احترام مع فرضية سؤالك. إن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد بقوة حكومة مملكة البحرين، والتي لدينا معها شراكة استراتيجية قوية ومتنامية. إن العلاقة البحرينية -الأمريكية تمتد إلى أكثر من 120 عاما، وهي قائمة على أساس شراكة قوية متنوعة من الأمن إلى التجارة. وتتجسد رمزية العلاقة الأمنية في وجود القيادة المركزية للبحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي في البحرين، كما أنها تشمل أيضا التعاون في جهودنا المشتركة لمكافحة داعش وعملنا معا للحفاظ على أمن الخليج العربي. إن علاقتنا التجارية تعزز اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين وأمريكا -وهي أول اتفاقية من نوعها في منطقة الخليج- والتي ضاعفت حجم التجارة بين البلدين منذ بداية العمل عليها. كما أن علاقتنا الوثيقة تتمثل في مجالي التعليم والثقافة، حيث يستفيد الطلاب البحرينيون من النظام الجامعي الأمريكي المتميز والمؤسسات الثقافية الأمريكية مثل مستشفى الإرسالية الأمريكية، الذي يسهم في جودة الحياة في البحرين. إن صداقتنا مع البحرين طويلة الأمد ولا يمكن زعزعتها، وأي محاولة لتوصيفها بأي طريقة أخرى هو أمر خاطئ.
في بعض الأحيان، وجهنا دعوات لحكومة البحرين إلى احترام الالتزامات التي تعهدت بها لدعم حقوق الإنسان الأساسية. إنني أفهم أنه لا يوجد بلد مثالي عندما يتعلق الأمر بهذه المسائل، بما في ذلك بلدي. لقد كافحت أمريكا طوال فترة وجودها في محاولة لضمان الحقوق الأساسية لجميع مواطنيها، ولا يزال أمامنا عمل يجب القيام به في هذا المجال أيضا. وعندما ندعو البحرين إلى الدخول في حوار واحترام حقوق الإنسان الأساسية، فإننا نفعل ذلك لأننا نرى البحرين صديقا مقربا، ولأننا نعتقد أن الحوار والإصلاح هما أفضل السبل لتحقيق الاستقرار والأمن في البحرين على المدى البعيد.
}} خلال فترة أوباما أيضا، اتخذت إدارته موقفا متحفظا، بل وسلبيا، من الإصلاحات الكثيرة في البحرين. كيف ترى الموقف اليوم في عهد ترامب؟
كما ذكرت أعلاه، فإن البحرين والولايات المتحدة لديهما بالفعل شراكة استراتيجية تعاونية قوية. إنها علاقة واسعة النطاق، وأرى أنها مهمتي لجعلها أكثر قوة. ويمكننا أن نبني في مجالات التعاون الأمني، ما يجعل الخليج العربي مكانا أكثر سلاما وأمنا للتجارة. ويمكننا أن نبني على الاقتصاد والتجارة، ومساعدة الشركات البحرينية على الاستفادة بشكل أفضل من اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة وتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في البحرين ما يجلب وظائف ومنتجات ذات جودة عالية لهذا البلد. كما يمكننا أن نبني على برامج التبادل الأكاديمي، ومساعدة المزيد من الطلاب البحرينيين على إيجاد طرق للدراسة في الولايات المتحدة، والاستفادة من أحد أرقى أنظمة التعليم العالي في العالم، والمساعدة في بناء العلاقات بين الشعبين من أجل تعزيز علاقتنا.
ويمكننا أن نفعل كل هذا في الوقت الذي نعمل فيه بشكل وثيق مع شركائنا البحرينيين لحماية وتعزيز حقوق الإنسان وتعزيز الحوار الذي سيساعد في أمن البحرين واستقرارها وازدهارها على المدى البعيد.
ونتطلع أيضا إلى انتخابات عام 20188 وإلى الخطوات التي من شأنها ضمان انتخابات حرة بمشاركة كاملة من المرشحين والناخبين البحرينيين. نحن نريد الأفضل للبحرين.
وفي النهاية، فإن مستقبل البحرين يحدده الشعب البحريني وحكومة البحرين والمجتمع البحريني، بقيادة صاحب الجلالة الملك. وإذا طُلب منا المساهمة في وضع الاقتراحات، فسنكون سعداء بذلك، ولكن الحلول لهذه القضايا والتحديات ستأتي من داخل البحرين، ومن شعب البحرين ومن حوار واسع النطاق بين المواطنين البحرينيين حول أفضل طريق للمضي قدما، وهو طريق إلى الأمام يتسم بالتعددية والشمولية والتسامح وهذا هو الحل. إذا كنا نستطيع تقديم اقتراح هنا أو هناك، فإننا نفعل ذلك بنفس الروح التي ذكرتها أعلاه. إن جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة، هي مشاريع قيد العمل. إن الاقتراحات التي نقدمها هي وسيلة لمواصلة هذه المحادثات الموسعة حول كيفية تحسين مجتمعاتنا، وضمان الحقوق الأساسية لجميع المواطنين، وتعزيز استقرار وازدهار وأمن بلداننا.
}} الرئيس ترامب أعلن أكثر من مرة أنه سيوقف سياسة إثارة الفوضى في المنطقة والتدخل في شؤون الدول باسم الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو غيرها. من وجهة نظركم، كيف سيتم تطبيق هذه السياسة عمليا؟ وإلى أي حد سينعكس هذا على الموقف الأمريكي من البحرين وعلاقات البلدين؟
دائمًا ما يستغرق الأمر بعض الوقت لأي إدارة جديدة حتى تضع سياساتها بشكل كامل. ولكن الرئيس ترامب عين أشخاصا لديهم معرفة عميقة للغاية بالمنطقة وتاريخ شراكاتنا وتحالفاتنا فيها. هذه التجربة تمد تفاصيل سياسات الإدارة الجديدة بالمعلومات وتُشكلها.
ومن المهم أن نشير إلى أن حقوق الإنسان والديمقراطية هي قيم أمريكية أساسية. وتشمل السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك التصريحات العامة، تقليديا مفاهيم تقرير المصير، وحقوق الإنسان، والديمقراطية. صحيح أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تسترشد أيضا بمصالحنا الحيوية ومعرفتنا بالديناميكيات الإقليمية والثقافية إلا إن القيم والمصالح واحترام الديناميكيات الثقافية والإقليمية تُشكل ذلك التفاعل الذي يصوغ سياستنا الخارجية. وقد شكلت كل إدارة جديدة في الماضي هذا التفاعل، وكما أشرت، نظرت أيضا إلى احترام التقاليد المحلية لحلفائنا، ولكن هذه العناصر الأساسية -القيم والمصالح- كانت دائما تُأخذ في الحسبان بدرجات متفاوتة. إن السياسة الخارجية الجيدة تجسد أيضا تواضعا معينا، وهو اعتراف بأن جميع المجتمعات، بمن فيها الولايات المتحدة، هي مشاريع قيد العمل.

}} في خطاب التنصيب، قال الرئيس ترامب إنه سوف يعزز تحالفات أمريكا القديمة. كيف سينعكس هذا على علاقات التحالف بين أمريكا والبحرين ودول مجلس التعاون الخليجي عموما؟
تتمتع الولايات المتحدة بعلاقات وثيقة مع البحرين، وأنا أعمل على جعل تلك الروابط أكثر قوة. إن أمن واستقرار البحرين لا يزالان يشكلان أحد أهم مصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة. الشراكة الاستراتيجية بين البحرين والولايات المتحدة، والتي تشمل أيضا جوانب مثل التعاون الوثيق لضمان أمن الخليج العربي ومكافحة داعش، واتفاق التجارة الحرة الذي تضاعف والتجارة بين البحرين وأمريكا في السنوات العشر الماضية، وأكثر من 100 سنة من التعاون والصداقة، كلها مستمرة في النمو بشكل أقوى كل عام.
ولدينا أيضا علاقات دفاعية وأمنية قوية مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست، ونحن مستمرون في التزامنا بأمن واستقرار منطقة الخليج. وعلى مدى عقود، أثبتنا هذا الالتزام من خلال مؤتمرات القمة الرئاسية مع زعماء الخليج والجهود المتواصلة لتعزيز علاقاتنا الدبلوماسية وبناء القدرات الدفاعية في جميع أنحاء المنطقة.
}} تحدث أحد مستشاري الرئيس ترامب عن عزمه تكوين تحالف بين أمريكا والدول العربية، وخصوصا مصر ودول مجلس التعاون لمحاربة الإرهاب وحفظ الاستقرار في المنطقة ومواجهة إيران. هل هذا الاقتراح مطروح بالفعل؟ وهل يوجد تصور معين لهذا التحالف؟
أنا لست على دراية بالاقتباس الذي تشير إليه، ولكن لدينا بالفعل تحالف دولي قوي لمحاربة داعش، وسنواصل العمل عن كثب مع الحلفاء الرئيسيين في المنطقة لمحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن. وأعتقد أنه من المهم التأكيد على أن هناك تقليديا قدرا كبيرا من الاستمرارية في مجال السياسة الخارجية بين إدارة وأخرى تليها. ولكل إدارة بعض السياسات ونقاط التركيز المختلفة، ولكن أهداف سياستنا الخارجية عموما -مثل مصالحنا وقيمنا- تتسم باستمرارية كبيرة.
}} موقف الرئيس ترامب معروف برفض الاتفاق النووي مع إيران، ورفض السياسات والتصرفات العدوانية الإرهابية الإيرانية في المنطقة. في تصوركم، كيف سيكون موقف إدارة ترامب من الاتفاق النووي؟ وما نوع السياسات التي يمكن أن تتبعها لردع السلوك العدواني الإيراني؟
نحن قلقون جدا إزاء دعم إيران للإرهاب ودعم وكلاء زعزعة الاستقرار. وكنا نشعر بالقلق إزاء اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة ومازلنا نشعر بالقلق. وكان الاعتقاد هو أنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فستكون مواجهة جهودها الخبيثة الأخرى في دعم العناصر المزعزعة للاستقرار بالوكالة أو في دعم الإرهاب أكثر صعوبة. وفي محادثة مع ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اتفق الرئيس ترامب مع الملك سلمان على أهمية التنفيذ الصارم لبرنامج العمل المشترك مع إيران ومعالجة الأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار في إيران.
لقد أوضح الرئيس ترامب وفريقه جيدا أين تقف الولايات المتحدة فيما يتعلق بسلوك إيران المزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
لقد أذن الرئيس ترامب لوزارة الخزانة بفرض عقوبات على 255 شخصا وكيانا يقدمون الدعم لبرنامج الصواريخ البالستية الإيرانية وفيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني. كما وجهت الإدارة إلى إيران تحذيرا رسميا، بناء على «الأعمال الخبيثة التي تقوم بها طهران، بما في ذلك نقل الأسلحة ودعم الإرهاب وغيره من انتهاكات للقواعد والأعراف الدولية». لطالما وقفت أمريكا جنبا إلى جنب مع حلفائها في دول مجلس التعاون الخليجي لمساعدتهم على التصدي للتهديدات التي يواجهونها، وهذا الالتزام الثابت لا يزال مستمرا حتى اليوم.
}} قانون «جاستا» الذي يستهدف السعودية يثير قلقا لدى دول مجلس التعاون. ماذا تتوقعون أن يكون مصير القانون في ظل إدارة ترامب؟
إنني أدرك أن هناك الكثير من القلق في منطقة الخليج حول هذا القانون، وأثره السلبي المحتمل على مفهوم الحصانة السيادية. وأنا أعلم أن كبار المسؤولين الأمريكيين بحثوا طرقا لإلقاء نظرة أخرى على هذا القانون، وربما إجراء بعض التعديلات المحدودة عليه بطريقة تحترم وتلبي احتياجات وحقوق ضحايا 11 سبتمبر، ولكنها في الوقت نفسه لا تعرض القوات الأمريكية والشركاء الأمريكيين والأفراد الأمريكيين الذين قد يشاركون في أنشطة في بلد آخر لإمكانية دعوى قضائية لتلك الأنشطة. إن الحصانة السيادية هي معيار ثابت وأصيل في القانون الدولي، وأنا أعلم أن بعض أعضاء الكونجرس وكثيرا من أعضاء مجتمع السياسة الخارجية الأمريكية قد أعربوا عن قلقهم بشأن تأثير جاستا على احترام الحصانة السيادية.
}} أيضا، أثار حديث ترامب عن ضرورة الدفع مقابل الأمن قلق دول المجلس. ما هو تقديركم لما يمكن أن تفعله إدارة ترامب بهذا الشأن؟
المهم هو التركيز على (إلى أي مدى لا تزال سياسة الولايات المتحدة تجاه هذه المنطقة متسقة عبر الإدارات المتغيرة؟). فعلى سبيل المثال، أكد الرئيس ترامب في البيان الوارد حول محادثته الهاتفية الأخيرة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود صداقتنا الطويلة الأمد وشراكتنا مع المملكة العربية السعودية، كما أكد تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة انتشار الإرهاب الإسلامي المتطرف، والعمل معا لمواجهة التحديات التي تواجه السلام والأمن الإقليميين، بما في ذلك الصراعات في سوريا واليمن، ومعالجة أنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار. وأعتقد أن الصداقة التقليدية القوية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي تأتي البحرين في مقدمتها، سوف تستمر في التطور والنمو في المستقبل القريب.
}} تحدث الرئيس ترامب مؤخرا عن توسع إيران وسيطرتها في العراق. هل يعني هذا في رأيكم أنه يعتزم العمل على مواجهة الوجود الإيراني في العراق؟
لقد كان الرئيس ترامب واضحا جدا بشأن تصميمه على التصدي لأنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار. وكما ذكرت من قبل، فإن إدارة ترامب فرضت بالفعل عقوبات على 25 من الأفراد والكيانات الإيرانية، فضلا عن توجيه تحذير رسمي إلى إيران بهذا الشأن. ولا أعتقد أن الإدارة يمكن أن تكون أوضح مما هي عليه في نهجها تجاه إيران.
}} تعهد الرئيس ترامب بالقضاء نهائيا على تنظيم داعش. ما هي توقعاتكم بإمكانية تنفيذ هذا التعهد فعلا؟ وفي أي أفق زمني؟
هناك تحالف دولي من 688 دولة -والبحرين تشكل جزءًا مهمًّا منه- ملتزم بإضعاف وتدمير داعش في العراق وسوريا. داعش تتراجع في الموصل، وتتعرض لضغوط شديدة في الرقة. وربما تستغرق هذه العمليات وقتا طويلا، إلا انه من المؤكد أيضا أن داعش سوف يهزم في كلا الموقعين ويفقد السيطرة على ما يُسمى العاصمتين التوأم.
إن تحالفنا ملتزم بدعم القوات المحلية أثناء تحركها لتحرير الموصل والرقة وغيرها من معاقل داعش والعمل على هزيمتها النهائية. كما أننا على استعداد لمساعدة المجتمعات المحررة على التعافي من الأضرار والمعاناة التي ألحقها بهم داعش. ونشدد على ضرورة حماية المدنيين، فضلا عن الوصول الكامل والفوري إلى المساعدات الإنسانية، ولا سيما بالنسبة إلى وكالات الأمم المتحدة وشركائها، من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمعات المحررة من داعش والأشخاص المشردين وغيرهم من المحتاجين في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها في سوريا.
وفي حين أنه من الصعب التنبؤ بالضبط متى ستصل هذه الجهود إلى نتيجة، فيما يتعلق بالموصل والرقة، أعتقد أننا نتحدث عن أشهر وليس سنوات.
}} الرئيس ترامب أعلن تأييده القوي لمصر والرئيس المصري عبدالفتاح السياسي. إلى أي حد في تقديركم سوف ينعكس هذا على جهود مكافحة الإرهاب وقضايا الأمن والاستقرار في المنطقة؟
بصفتي سفير الولايات المتحدة في البحرين، فإن سياسة مصر هي خارج نطاق خبرتي، ولكن ما أود أن أقوله هنا هو إن مصر حليف وشريك قوي للولايات المتحدة، وأنا متأكد من أن ذلك سيستمر. وأود أيضا أن أشير إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تميل عموما نحو الاستمرارية عبر الإدارات، وهذا يشمل منطقة الشرق الأوسط الأوسع.
وبوجه عام، أتوقع أننا سنواصل البحث عن حل سياسي في سوريا. سوف نحط من قدرات داعش وندمرها في كل من العراق وسوريا وبينما نفعل ذلك، سنضاعف الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية في مناطق الصراع هذه، وخاصة مع تكثيف الأعمال القتالية في محاولة لتحرير الموصل. وفي ليبيا، قام المقاتلون المؤيدون لحكومة الوفاق الوطني الليبية في مصراتة بنقل داعش من سرت، ما حرم داعش من أراضيها الوحيدة خارج العراق وسوريا. وسوف نستمر في تشجيع جميع الليبيين على دعم المصالحة السياسية وحكومة الوفاق الوطني فيما تعمل على معالجة التحديات الأمنية والاقتصادية الحرجة في ليبيا، والحفاظ على وحدة ليبيا، والإشراف على الانتقال إلى حكومة جديدة من خلال الانتخابات السلمية، ضمن إطار الاتفاق السياسي الليبي.
وفي اليمن، سنعمل جاهدين على أن نرى وقفا للأعمال القتالية قائما -وعلى أن يستمر- حتى نتمكن من التوصل إلى نتيجة سياسية ويتسنى لنا تقديم المساعدة الإنسانية. كما سنواصل العمل جنبا إلى جنب مع حلفائنا الإقليميين، بمن في ذلك حلفاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي، للمساعدة في حل هذه الصراعات.
}} أثار قرار منع رعايا إيران وست دول عربية من دخول أمريكا قلقا واسعا وانتقادات واسعة، واعتبره البعض استهدافا للإسلام والمسلمين. ماذا تقولون بهذا الشأن؟
الخطاب السياسي أمر طبيعي خلال أي حملة انتخابية. ومن خلال وسائل الإعلام الحرة والمجتمع المدني القوي ناقش الأمريكيون القضايا التي كانوا يشعرون بأنها أهم في مجتمعنا اليوم. وتاريخيًّا كانت قضايا مثل الهجرة وحقوق المرأة والعلاقات العرقية في طليعة اهتمام العديد من الانتخابات الأمريكية. إن التعامل مع تهديد الإرهاب مسألة جديدة نوعا ما، ولكنها كانت محور التركيز الرئيسي في الانتخابات الأخيرة. الأمريكيون يستخدمون الانتخابات للاعتراف بوجود قضايا عميقة وربما في بعض الأحيان مثيرة للانقسام في المجتمع الأمريكي، وكثيرا ما تُظهر الحملات الانتخابية آراء مختلفة بشكل حاد.
إن حرية الدين هي قيمة أمريكية راسخة، وقانون الهجرة في الولايات المتحدة لا يميز على أساس الدين. وكما قال الرئيس ترامب مؤخرا، فإن «أمريكا دولة فخورة بالمهاجرين، وستواصل إظهار التعاطف مع أولئك الذين يفرون من القمع، ولكننا سنفعل ذلك مع حماية مواطنينا وحدودنا (في الوقت نفسه)». وأوضح الرئيس أيضا أن تركيزه كان على حماية الولايات المتحدة من الهجمات الإرهابية، والحفاظ على سلامة البلاد.
}} هناك تصريحات متضاربة حول مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بعد الإعلان عن عزم الإدارة نقل السفارة، قال مسؤولون إن الأمر ليس مطروحا حاليا. ما هي توقعاتكم بهذا الصدد؟
في الوقت الذي أشار فيه الرئيس ترامب إلى مسألة احتمال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كما لاحظتم، فقد أوضح أيضا أنه سيتطرق إلى هذه المسألة بحذر شديد. وكما قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، «نحن ننظر إليه (مسألة نقل السفارة) بعناية كبيرة.. عناية كبيرة، صدقوني، وسنرى ما سيحدث»، مشيرًا إلى الحذر الذي تتبعه الحكومة الأمريكية في التطرق إلى هذه المسألة. ولم يتم اتخاذ أي قرار في هذه المسألة.
ومرة أخرى، من المهم أن نشير إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية ظلت متسقة إلى حد كبير مع تغير الإدارات. وقد أكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر مؤخرا عنصرا رئيسيا آخر في رؤية الرئيس ترامب للوضع قائلا: «إن الرغبة الأمريكية في التوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بقيت من دون تغيير منذ 50 عاما». وكما أعرب الرئيس عدة مرات، فإنه يأمل في تحقيق السلام في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
}} هناك معارضة داخلية في أمريكا لبعض القرارات والسياسات المعلنة للرئيس ترامب، وحتى بعض المؤسسات الأمريكية تعارضها.
إلى أي حد يمكن أن يؤثر ذلك على طبيعة ومستقبل مواقف وسياسات الإدارة؟
في الولايات المتحدة هناك تقليد طويل من حرية التعبير، والخطاب السياسي الساخن، والمعارضة السياسية المحلية. حزب المعارضة، سواء كان الحزب الديمقراطي أو الجمهوري، دائما ما يدقق بعناية في القرارات والإجراءات التي تتخذها الحكومة، بينما يبقى على ولائه للبلد. أما الفرعان الآخران لحكومتنا وهما الكونجرس والقضاء، فإنهما يحافظان بشكل كبير على امتيازاتهما ويضمنان أن نظامنا لفحص الضوابط والتوازنات بين سلطات الحكومة الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) مازال قائما ويضمن لنا حريتنا. أما صحافتنا الحرة والمجتمع المدني فيواصلان محاسبة الإدارة على تصرفاتها. هذه هي الطريقة الطبيعية التي يعمل بها نظامنا، وأنا على يقين من أنه سيواصل العمل بهذه الطريقة في هذه الإدارة وكل إدارة أمريكية مستقبلية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.