تسجيل الدخول

الإمارات واليابان.. 46 عاماً توثّق الصداقة والتعاون

عربي دولي
زاجل نيوز29 أبريل 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
الإمارات واليابان.. 46 عاماً توثّق الصداقة والتعاون
image 16 - زاجل نيوز

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان بعلاقات ثنائية وثيقة حافظت على تطورها المستمر منذ 46 عاماً مستفيدة في ذلك من دعم القيادة الرشيدة في كلا البلدين وحرصهما على تعزيز أواصر التعاون المشترك في المجالات كافة.

وتأتي الزيارة المرتقبة لشينزو آبي رئيس الوزراء الياباني إلى الإمارات اليوم وغداً، في إطار الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين وضمن التاريخ الحافل من الزيارات المتبادلة بينهما وتأكيداً على عمق تلك العلاقات.

وتتواصل علاقات البلدين منذ قيامها في إطار من الصداقة والمصالح المتبادلة وتعود بدايتها إلى ما قبل تأسيس اتحاد دولة الإمارات من خلال المبادلات التجارية التي كانت تقوم بها الشركات اليابانية في منطقة الخليج العربي.

وتعتبر اليابان من أوائل دول العالم التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات في عام 1971 ومن ثم افتتاح سفارة لدولة الإمارات في طوكيو في ديسمبر 1973 وسفارة لليابان في أبوظبي في أبريل 1974.

زيارات متبادلة
وشهدت العلاقات بين البلدين زيارات متبادلة لكبار قادة البلدين، حيث قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارة تاريخية إلى اليابان في مايو 1990 التقى خلالها كبار المسؤولين اليابانيين وفي مقدمتهم الإمبراطور أكيهيتو.

وفي عام 2007 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة تاريخية لليابان استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء شينزو آبي الذي قام بزيارة مماثلة للدولة في العام نفسه.

كما التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في عام 2014 الإمبراطور اكيهيتو إمبراطور اليابان في طوكيو وبحث سموه مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي علاقات التعاون والصداقة بين الإمارات واليابان، والقضايا التي تهم البلدين، والمستجدات في المنطقة وشهد سموه وشينزو آبي، مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، في ختام الزيارة التي استغرقت يومين.

وأكد سموه أن العلاقات بين الإمارات واليابان تمثل نموذجاً للعلاقات المتطورة باستمرار، مشيراً سموه إلى حرص قيادتي البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1971 على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات بما يحقق مصالح البلدين الصديقين ويعزز الرفاه والازدهار لشعبيهما».

قفزة نوعية
وأشار سموه إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت قفزة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية توجت بتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون في عدد من المجالات بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنمية التبادل التجاري في قطاع السلع والخدمات وتطوير الاستثمارات بين الجانبين.

ولفت سموه «إلى أن هناك تعاوناً متميزاً في المجالين العلمي والأكاديمي بين الدولتين، إذ إن الكثير من أبنائنا الإماراتيين يستكملون دراساتهم العليا في اليابان ونسعى خلال الفترة المقبلة إلى تعزيز هذا التوجه من أجل تعظيم الاستفادة من النهضة العلمية والتكنولوجية التي تشهدها اليابان في بناء قاعدة من الكوادر المواطنة في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة بما يخدم مسيرة التنمية والتطور في الإمارات».

وخلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء شينزو آبي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2013، أعلن عن استعداد اليابان لاستيعاب المزيد من الطلبة الإماراتيين في الجامعات اليابانية، وكذلك استيعاب المرضى الإماراتيين في المستشفيات اليابانية.

ووفق سفارة الإمارات في طوكيو هناك نحو 3700 مواطن ياباني يعيشون ويعملون في دولة الإمارات، ما يعتبر أكبر جالية يابانية في الشرق الأوسط وأفريقيا مجتمعين، وتعتبر دولة الإمارات حالياً ثاني أكبر مزود لليابان بالنفط، وأحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال والألمنيوم.

وبحسب وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بلغ عدد الشركات اليابانية المسجلة في دولة الإمارات في عام2017 نحو 111 شركة تغطي مختلف الصناعات والطاقة المتجدد والصناعات الغذائية والخدمات والأعمال التجارية، مقابل 5 شركات إماراتية تستثمر في اليابان.

وبلغ عدد السياح اليابانيين إلى الدولة العام الماضي 91 ألف زائر مقابل 6 آلاف زائر إماراتي، فيما بلغ مجموع الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين 35 رحلة جوية 21 رحلة لطيران الإمارات و14 رحلة أسبوعية لطيران الاتحاد وتستغرق الرحلة بين العاصمة أبوظبي وطوكيو نحو 10 ساعات.

علاقات تاريخية
وفي 3 أبريل الجاري، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال زيارة رسمية لليابان تميز العلاقات التاريخية التي تربط بين دولة الإمارات واليابان منذ عقود من الزمن والحرص المستمر على تعزيزها وتنميتها في ظل دعم ورعاية من قيادة البلدين.

وكرم سموه أسرة الراحل الدكتور كاتسوهيكو تاكاهاشي الذي عمل في أبوظبي عام 1967 كمهندس تخطيط مدن أول في إطار الاحتفاء بـ «عام زايد» وقام سموه بتسليم رسالة شكر إلى عائلة الدكتور كاتسوهيكو وشملت أبناءه وأحفاده، ويأتي هذا التكريم تأكيداً على الإرث التاريخي للعلاقة ما بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان ولاستذكار ما قدمته هذه الشخصية العظيمة من أفكار لامعة وما قامت به من أفعال جليلة مما يؤكد مجدداً عمق الصداقة القائمة وطول أمد التعاون بين البلدين.

وفي كلمته التي ألقاها أمام أعمال الدورة الأولى للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني في القاهرة – أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية تطور العلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الإمارات واليابان داعياً إلى تعميق التعاون العربي الياباني وتعزيز الحوار السياسي بين الجانبين للوصول إلى فهم أفضل وتنسيق أشمل حول قضايا المنطقة والعالم، معرباً عن التقدير الرسمي والشعبي للتجربة اليابانية النهضوية، مشيراً إلى أهمية تطوير العلاقات العربية اليابانية وتعزيزها.

مذكرتان
وتم توقيع مذكرتين لتبادل الإعفاء من التأشيرة بين الإمارات واليابان، وذلك خلال زيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى طوكيو خلال الفترة من 21 إلى 24 أبريل الماضي.

ونصت المذكرة الأولى على إعفاء مواطني دولة الإمارات حملة جوازي السفر الدبلوماسي والخاص من الحصول على التأشيرة المسبقة لدخول اليابان بغرض القيام بمهام رسمية في الأراضي اليابانية دون تحديد مدة زمنية للبقاء، وبالنسبة لحملة الجوازات العادية الراغبين بالسفر إلى اليابان لأغراض السياحة والأعمال فيمكنهم الدخول من دون تأشيرة مسبقة والبقاء لمدة أقصاها 90 يوماً من تاريخ الدخول.

علاقات تعاون
ونجح البلدان في التأسيس لعلاقات تعاون ثقافية وعلمية مميزة تمثلت بفتح حكومة اليابان مكتباً لها في دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي عام 2013، ومذكرة التفاهم بين جامعة طوكيو ومعهد البترول ومركز بحوث أبوظبي بشأن إنشاء أطر للبحوث والدراسات المشتركة.

ويرتبط البلدان بعلاقات تعاون وثيقة في مجال علوم الفضاء، ففي مارس 2013 وقعت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء مذكرة تفاهم وعقداً مع مؤسسات يابانية، لإطلاق مسبار الأمل إلى الفضاء الخارجي، وتعزيز أواصر التعاون في مجال الاستكشاف والتطوير للكوادر البشرية المتخصصة في علوم وتكنولوجيا الفضاء.

طلبة
وتسعى اليابان منذ فترة طويلة إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة الإماراتيين للدراسة في الجامعات المرموقة ويقوم مركز اليابان للتعاون الدولي، ممثلاً بمكتب التطوير التعليمي في العاصمة أبوظبي بإطلاق العديد من المعارض التعليمية والثقافية لتزويد الطلاب المحتملين وأولياء أمورهم بالمعلومات التفصيلية عن البرامج الأكاديمية التي توفرها لهم، والتي تلائم جميع الطلبة على اختلاف أذواقهم.

ومنذ افتتاح مكتب اليابان للتعاون الدولي في العاصمة أبوظبي سنة 2013، ارتفع عدد الطلبة الإماراتيين الذين يدرسون في اليابان لكل من البرامج الجامعية وغير الجامعية بنسبة 158٪، حيث قفز العدد من 102 طالب في 2013 إلى 263 طالباً في 2016 واستمرت هذه الزيادة خلال العام الماضي وهناك خطط لاستقطاب 500 طالب إماراتي للدراسة في مختلف التخصصات التعليمية بالجامعات اليابانية لاسيما المجالات العملية كالهندسة والطب والصيدلة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.