طوّرت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل مشروع «الاستجابة الفورية»، الذي يعتمد على تطبيق إلكتروني يقوم على تقنية الذكاء الاصطناعي، لتوجيه المتطوّعين وتعريفهم بحالة المريض وبالإجراءات التي يجب أن يتم اتخاذها لمساعدته قبيل وصول الإسعاف، ما يسهم في تمكين سكان دبي من القيام بدور المنقذ بصورة مؤقتة، ما يعزز من إمكانات الحفاظ على حياة من يتعرّضون لمواقف صحية طارئة أو حوادث على اختلاف أشكالها.
شركاء
سيتم تنفيذ مشروع «الاستجابة الفورية» خلال عامين، حيث تتعاون مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين بما يشمل شرطة دبي، وهيئة تنمية المجتمع، وهيئة الصحة، وهيئة تنظيم الاتصالات، وهيئة الإمارات للهوية، وشركات التأمين الصحي، والشركات المطوّرة للتطبيقات والبرامج الذكية.
ويتم العمل في الوقت الحالي على صياغة الأطر القانونية للمشروع، واختيار التقنيات المناسبة للتعامل مع مختلف التحديات الممكنة، على أن يتم تطبيق الفكرة كمشروع تجريبي، بهدف التقييم وإجراء التعديلات اللازمة في ضوء نتائج التجريب، ومن ثم الإطلاق النهائي.
وقال المدير التنفيذي للمؤسسة خليفة بن دراي: «نسعى من خلال المشروع الذي جاء في إطار المشروعات التي اعتمدها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل ومبادرة (دبي 10x)، إلى تحويل جميع أفراد المجتمع في دبي إلى منقذين قادرين على المساعدة في تحسين جودة خدمة الإسعاف، وتسريع زمن الاستجابة إلى أقل من أربع دقائق، نظراً إلى أهمية عنصر الوقت في عملية الإنقاذ وتقديم المساعدة، وتماشياً مع أهداف خطة دبي 2021 الرامية إلى توفير بيئة آمنة وصحية لأفراد المجتمع، بما يترجم الخطة الاستراتيجية للمؤسسة الهادفة إلى تعزيز المؤشر الوطني للاستجابة للحالات الطارئة خلال أربع دقائق».
وأضاف: «تعد سرعة الاستجابة تحدياً عالمياً لخدمات الإسعاف، حيث لم يسبق لأي مؤسسة أن حققت الاستجابة لجميع البلاغات خلال أربع دقائق، لكن من خلال هذا المشروع المبتكر ستتمكن مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف من تحقيق هذا الهدف في الأماكن الحيوية في دبي وتجاوزه بشكل كبير، وذلك عن طريق الاستعانة بأفراد المجتمع كمنقذين مؤقتين لحين وصول سيارة الإسعاف المجهزة وطاقمها المتخصص، وتبني الأنظمة المتطورة المعتمدة على تقنيتي الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، لتمكينهم من تقديم خدمات الإسعاف الفورية خلال دقائق قليلة قبيل وصول الطاقم المُسعف».
ويسهم الذكاء الاصطناعي بصورة أساسية في المشروع، من خلال تحليل كم ضخم من البيانات للوقوف على الحالة الصحية للمرضى وتوقع تطوراتها، ومن ثم توفير توجيهات صائبة ودقيقة عبر التطبيق الإلكتروني لمستخدميه من الأفراد العاديين حول الإجراءات التي يجب اتباعها، فضلاً عن إمكانية التواصل المرئي مع الطاقم الإسعافي لدعم القرارات العلاجية الفورية الواجب اتخاذها لحين وصول الطاقم.
وأضاف الدراي: «سيشكل المشروع نقلة نوعية غير مسبوقة في قطاع خدمات الإسعاف والرعاية الصحية، حيث يسخر التحديات التي تواجهنا، والمتمثلة في تنوّع الثقافات في إمارة دبي، وصعوبة تحديد الأماكن بدقة عالية، وعدم تمتع شريحة كبيرة من أفراد المجتمع بالوعي الكافي لتقديم خدمات الإسعافات الأولية، وتحويلها إلى فرص تدعم تطور بيئة الخدمات الطبية، والإسهام في تعزيز مستوى الصحة العامة في دبي».
ومن المنتظر أن يكون للمشروع أثره الإيجابي الكبير والمباشر على صحة أفراد المجتمع، لاسيما أن 80% من البلاغات التي تتلقاها المؤسسة تصنّف ضمن الحالات البسيطة، ومع الأخذ في الحسبان أن عدد البلاغات المستقبلة في عام 2017 بلغت نحو 180 ألف بلاغ، ستقوم هذه الخدمة المبتكرة بالتعامل على النحو الأمثل مع العديد من الحالات، بما يسهم في إنقاذ حياة الكثيرين.