بعد 4 أشهر من التدريب والتأهيل، اختتم بنجاح برنامج الشباب البحريني للوقاية من المخدرات «تكاتف»، تلك المبادرة المهمة أطلقتها وزارة شؤون الشباب والرياضة، لتأهيل 60 شابا وشابة ليكونوا بمثابة حائط صد مجتمعي ضد آفة المخدرات في المجتمع البحريني، وفي إطار المسؤولية المجتمعية للوزارة لحماية شباب المملكة من مخاطر هذه الآفة التي باتت أكبر خطر يهدد الشباب في جميع أنحاء العالم، بحسب التقارير الدولية.
هذه المبادرة الفريدة من نوعها، أطلقتها وزارة شؤون الشباب والرياضة باعتبارها عضوا في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتحقيقا لاستراتيجية الوزارة بتفعيل دور المراكز الشبابية لجعلها الوجهه الأولى للشباب في مملكة البحرين.
ويقول وزير شؤون الشباب والرياضة السيد هشام بن محمد الجودر إن فكرة البرنامج نابعة من المسئوليات الملقاة على عاتق الوزارة تجاه الشباب بتنفيذ برنامجاً وطنياً للوقاية من المخدرات وخلق جيل واع مدرك بمخاطر هذه الآفة المدمرة، مشددا على أن برنامج «تكاتف» جاء متوافقا مع توجيهات القيادة الرشيدة في ضرورة عدم تجاهل المشكلات التي يعاني منها الشباب والعمل على توفير مختلف الأنشطة الوقائية منها وهو الأمر الذي دائما ما يشدد عليه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية الحريص على بناء الشاب البحريني بالصورة السليمة وأبعاده عن المخاطر التي قد تؤثر عليه سلبا في تفاعله مع التطور الحضاري الذي تعيشه البحرين.
وتابع وزير شئون الشباب والرياضة «جاءت فكرة البرنامج لتتوافق مع استراتيجية اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية في تكوين شراكة مجتمعية وبناء جهد وطني متكامل يجمع وزارات المملكة والمؤسسات الخاصة ومنظمات المتجمع المدني بالإضافة الى الأسرة والأندية والمراكز والجمعيات الشبابية في مجال وقاية شبابنا من هذه الآفة الخطيرة عبر حملات توعوية أو برامج وورش عمل تدريبية أو محاضرات وندوات تثقيفية أو من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة في دول العالم لتطبيقها في البحرين».
من جانبه أكد مدير إدارة المراكز الشبابية السيد نوار عبدالله المطوع أن البرنامج الذي استمر لمدة أربعة أشهر تضمن العديد من الفعاليات والبرامج التي تسهم في تثقيف الشباب حول المخاطر المحدقة بهم من آفة المخدرات من خلال حزمة من ورش العمل التي تركزت على قانون المخدرات، المخدرات وماهيتها وأضرارها، المعايير الدولية للوقاية من المخدرات، دورة الاتصال والتواصل، دورة العروض الفعالة، دورة فن الإقناع، إعداد قادة للوقاية من المخدرات، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في تنفيذ البرنامج من داخل البحرين وهم وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم ووزارة شؤون الإعلام بالإضافة الى الشركاء الدوليين وهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج حماية الدولي بشرطة دبي.
وأوضح المطوع أن البرنامج يتسق مع الرغبة في تمكين الشباب البحريني وتأهيله في برامج الوقاية من المخدرات، لافتا إلى أن البرنامج استهدف بناء جهد مجتمعي طوعي واع ولديه القدرة الكافية للتعامل مع إشكاليات تعاطي المخدرات والإدمان عليها، خاصة من الشباب الذين لديهم القدرة للتعامل مع متغيرات العصر وتفعيل استراتيجية تثقيف الأقران في المجتمع لمواجهة آفة المخدرات وبناء قدرات ومهارات جيل الشباب من منتسبي المراكز الشبابية ليكونوا مدربين ومحاضرين كركيزة أساسية تعتمد عليها الوزارة في خطتها للوقاية من المخدرات بين الشباب بالإضافة الى تفعيل دور المراكز الشبابية في تعزيز مكافحة الظواهر السلبية في المجتمع بين الشباب وتعزيز العادات السليمة واستثمار طاقات الشباب للقيام بأدوار مجتمعية.
ولفت إلى أن نجاح هذه المبادرات يعزز من مكانة المملكة في التقارير الدولية، ويظهر ما تبذله المملكة ومؤسساتها الرسمية والأهلية من جهود للحفاظ على مواردها البشرية، وخاصة الشباب منهم من خطر آفة المخدرات، لافتا إلى أن الوزارة تتطلع من خلال تطبيق هذا البرنامج إلى توحيد الجهود الوطنية ضمن، إطار واحد، وفق منظومة استراتيجية واحدة، تتبع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ويوسع نطاقها الجغرافي ويضمن تأثيراتها الإيجابية وكذلك نشر ثقافة مخاطر وأضرار المخدرات في المجتمع البحريني للتمكن من القضاء على هذه الآفة، والتعرف على أهم المشكلات الشبابية وتأثيراتها على الوضع العام للمملكة، ومحاولة الحد منها أو تقليل تأثيراتها على المدى القريب والبعيد.
وبين المطوع أن ما يميز نتائج هذه المبادرة هي الواقعية والقابلية للتطبيق الأمر الذي يمنح الشباب الفرصة لتكون تلك المشاريع موجودة وتنفذ بأيدي الشباب البحريني مؤكدا في ذات الوقت أن بعض المشاريع التي تم عرضها كانت نتاجا للتعاون بين عدد من المراكز الشبابية وهو الأمر الذي يؤكد حرص الشباب على التعاون فيما بينهم من أجل حماية أقرانهم من المخدرات.
وكان خريجو الدفعة الأولى من برنامج الشباب البحريني للوقاية من المخدرات (تكاتف) قد اختتموا فعاليات البرنامج بعرض مشاريع التخرج التي يرونها مناسبة لتثقيف الشباب حول آفة المخدرات وأضرارها السلبية على الشباب والمجتمع، أمام لجنة تحكيم تكونت من مدير إدارة المراكز الشبابية نوار عبدالله المطوع، وعضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة علي شرفي ورئيس مجلس إدارة مركز شباب الشاخورة علي سبت ومشرفة البرامج نيلة المير.
واتسمت العروض التي قدمها الشباب المشاركون في البرنامج بالواقعية المبنية على المعطيات التي يعيشها المجتمع البحريني حيث تنوعت أفكارهم بين إقامة الحملات التوعية والدورات التدريبية والألعاب الهادفة والبرامج المستمرة بالإضافة الى تشكيل الفرق التطوعية للتعريف بآفة المخدرات وآثارها السلبية علاوة على الاستخدام الأمثل للإعلام في نشر التوعية وإنتاج الأفلام القصيرة المعبرة وتسخير مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة الشباب.
كما قدم المشاركون مقترحات هامة في مجال تثقيف الأقران والاهتمام بالوصول الى الشباب في مواقع تجمعاتهم وتسخير المنشآت الشبابية والرياضية لاحتضان المزيد من الشباب وتثقيفهم عبر العديد من البرامج المتميزة.
من أبرز المشاريع التي تقدمت (السيارة المتنقلة) حيث عرض محمد النعيمي ولطيفة المير والجازي فوزي من مركز شباب الجسرة مجسم لسيارة متنقلة تجوب المدارس والمعاهد والجامعات والمراكز الشبابية والأندية الرياضية وكذلك الوزارات والدوائر الحكومية للتوعية والتثقيف عن أضرار المخدرات.
وأيضا من المشاريع لعبة (خلك واعي) فكرة وتنفيذ مريم الشايجي وأحمد الأحمد من مركز شباب حالتي النعيم والسلطة وهي عبارة عن لعبة جماعية يمكن ان يلعبها الصغير والكبير تهدف اللعبة لتكوين وعي عن أضرار المخدرات وتعزيز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع وتثقيف العائلة بخطورة تعاطي المخدرات.
ومن المشاريع التي تم تقديمها أمام لجنة التقييم مشروع (حملة وقاية) قدمه إبراهيم العسمي ولينا عبدالحسين من مركز شباب الوسطى ونورة إسماعيل من مركز شباب مدينة عيسى والمشروع عبارة عن مجموعة حملات توعوية تهدف إلى إيصال معلومات ونصائح هامة عن أضرار المخدرات بالإضافة إلى نشر برامج وزارة شئون الشباب والرياضة وبرامج المراكز الشبابية بطريقة الأفلام الصامتة والتي ستقدم مجموعة من الرسائل في دور السينما بمملكة البحرين والتي تستقطب مجموعة كبيرة من الشباب.
وبحسب خطة البرنامج سيبدأ خريجو الدفعة الأولى من البرنامج في تنفيذ مشاريع التخرج وخطة العمل التي تضم عدد من البرامج والأنشطة والفعاليات لتنفيذها في المراكز الشبابية.