تباينت ردود أفعال العديد من الخبراء والمحللين السياسيين السعوديين تجاه فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية وانعكاسات ذلك على العلاقات الخارجية مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية عموماً، فبينما رأى البعض أن ترامب سوف يحدث تغييراً جذرياً في سياسات واشنطن تجاه قضايا المنطقة الملتهبة وفقاً لرؤيته المعلنة والقائمة «العداء للمسلمين»، والوضع في سوريا، ونظرته المخيبة للأمل تجاه دول مجلس التعاون والمنطقة العربية.. رأى فريق آخر أن فوز ترامب سوف يحدث تطوراً نوعياً وتغييراً إيجابياً تجاه تعامل واشنطن مع قضايا المنطقة، بل مؤكدين أن تصريحاته العدوانية ضد العرب والمسلمين وصعوده على موجة الإسلاموفوبيا كلها مجرد وسائل لجذب أصوات الناخبين الأميركيين المحبطين من سياسات الديمقراطيين، وأنه سيتراجع عن كل مواقــفه الانتخابية بعد أن حققت أهدافها.
واعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك فيصل د. أسامة مطرفي أن علاقات الولايات المتحدة تجاه الدول العربية والخليجية ستحتفظ بصورتها النمطية التي تعتمد على تحقيق المصالح، خاصة المصلحة الأميركية أن ترامب سوف يتراجع عن كل مواقفه العدوانية تجاه العرب والمسلمين والمهاجرين لأنها كانت تهدف لجذب أكبر قدر من أصوات الناخبين، وقد تحقق له ذلك وأنه مثله مثل كل الرؤساء السابقين سوف يتنصل عن كل ما وعد به في الانتخابات وسوف يحتكم إلى ثوابت سياسية تجاه الشرق الأوسط وإلى «المؤسسية» التي تحكم السياسة الأميركية.
وأضاف مطرفي أن ترامب سيحدث تطوراً نوعياً في العلاقات العربية والأميركية ورجح أن أول دولة سيزورها ستكون من دول مجلس التعاون الخليجي، ما سيمثل مفاجأة للمتشائمين من فوزه برئاسة أقوى دولة في العالم.
ومن جانبه، قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق د. محمد آل الزلفة إن الرياض وبقية العواصم الخليجية والعربية سترحب بفوز ترامب لأسباب عدة، أولها أنه خيار الشعب الأميركي، وثانياً لأنه سيغيّر السياسة الأميركية السابقة، والتغير سيكون أفضل لأن دول المنطقة وشعوبها عانوا من السياسات الأميركية السابقة.
وأضاف آل الزلفة أن رفض ترامب للاتفاق النووي الإيراني واعتباره «أسوأ اتفاقية» لأنها تضع إيران الراعي الأول للإرهاب في طريق الحصول على سلاح نووي، سوف يعزز من العلاقات الخليجية الأميركية، خاصة إذا ما نفذ تعهداته بتمزيق هذه الاتفاقية الكارثية.