يعاني المصابون بالتوحد من بعض الصعوبات الاجتماعية التي تعيق اندماجهم في المجتمع. دراسة جديدة قد تساعد على حلّ هذه المشكلة بوساطة مشتق من الفيتامين “بي” وهو حمض الفوليك
أشارت الدراسة التي نشرت في مجلة الطب النفسي الجزيئي إلى آثار حمض الفوليك على 48 طفلاً يعانون من اضطرابات طيف التوحد (ASD). لمدة 12 أسبوعاً، أعطيت المجموعة الأولى من الأطفال جرعة قوية من حمض الفوليك، بينما أعطيت المجموعة الثانية دواءً وهمياً خالياً من المادة الفعّالة للتحقق من الأثر الملحوظ في الجزيء. وأشارت النتائج الأولية إلى وجود تأثير إيجابي ملحوظ في الأعراض الاجتماعية التي يعاني منها الأطفال.
المؤشرات الأولية تؤكد فعالية حمض الفوليك
يحظى حمض الفوليك، المشتق من الفيتامين “ب”، باهتمام العلماء منذ عقود. وفي واقع الأمر، فإنَّ الأشخاص الذين يعانون من نقص في حمض الفوليك الدماغي (عدم وجود حمض الفوليك في الدماغ) يصابون كثيراً بأعراض الصعوبات الاجتماعية، ما يُماثل أولئك المصابين باضطرابات طيف التوحد.
وأشارت دراسات أخرى إلى أن النساء الحوامل اللواتي يتناولن مكمّلات حمض الفوليك يلدن أطفالاً أقلّ عرضة للإصابة بالتوحد من غيرهن من النساء. ويبقى الآن إجراء المزيد من التحقق والبحث لمعرفة آثار حمض الفوليك مباشرة على الأشخاص المعنيين، وقد تمَّ إجراء ذلك فعلياً؛ فالأطفال الذين تمّت معالجتهم بحمض الفوليك أظهروا تحسناً مهمّاً في مهارات اللغة والاتصال مقارنة بالمجموعة الأخرى التي أعطيت دواءً وهمياً. هذه النتائج مشجّعة للأشخاص المصابين باضطرابات طيف التوحد الذين يعانون من صعوبات بالغة في التواصل والتفاعل مع الآخرين، خصوصاً في الحالات الاجتماعية التي تتطلب إطاراً معيناً. وفي أيّ حال، لا يوجد أيّ علاج حالياً يساعد على تخفيف هذه الأعراض.
بعض الأطفال استجابوا بشكل أفضل للعلاج
حدّد الباحثون كذلك علامات محدّدة في الدم يمكن أن تتنبأ بفرص نجاح العلاج. وفي واقع الأمر، فإن العديد من الأطفال الذين لديهم الأجسام المضادّة لمستقبلات حمض الفوليك استجابوا بشكل أفضل من أولئك الذين لديهم كميات أقلّ. وسوف تؤكد الدراسات الإضافية في المستقبل هذه النتائج التي ما زالت تعتبر أولية من قبل فريق البحث الأمريكي.