تسجيل الدخول

“اتفاق الحبوب”.. هل يصمد وينقذ العالم من “المجاعة المرتقبة”؟

2022-07-29T16:10:15+02:00
2022-07-29T16:10:38+02:00
مال وأعمالمنوعات
H4CK3D BY Z3US29 يوليو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
“اتفاق الحبوب”.. هل يصمد وينقذ العالم من “المجاعة المرتقبة”؟

اتجهت أنظار العالم، الجمعة الماضية، إلى مدينة اسطنبول، حيث وقِعت “اتفاقية” بين ورسيا وأوكرانيا لاستئناف تصدير الحبوب والقمح من الموانئ الأوكرانية إلى العالم عبر البحر الأسود، برعاية تركية وأممية، ويعد هذا الاتفاق هو الأول من نوعه الذي يتم التوصل إليه بعد دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها السادس، لذا فهو يُشكل خطوة مُهمة لإنقاذ العالم من تداعيات الحرب التي تركت 47 مليون شخص في حالة جوع حاد وضاعفت أسعار الغذاء.

زاجل نيوز، ٢٩، تموز، ٢٠٢٢ | مال وأعمال 

وجاءت هذه الخطوة، لتريح العالم من مخاوف حدوث أزمة غذاء عالمية، بعد أن تراجعت الصادرات الأوكرانية من القمح والحبوب، لكن تلك “الاتفاقية” أثارت تساؤلات عديدة بشأن إمكانية نجاح تلك الخطوة في إنقاذ العالم من “المجاعة المرتقبة”، حيث أن التوقيع على الورق شيء وتنفيذ وصمود الاتفاق شيء آخر.

ووقعت روسيا وأوكرانيا، الاتفاقية كل على حدة، مع الأمم المتحدة وتركيا، الأمر الذي جعل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يصف الاتفاق بأنه “منارة أمل وراحة.

الهدف

ويهدف الاتفاق إلى المساعدة على تجنب مجاعة، وذلك من خلال ضخ المزيد من القمح وزيت دوار الشمس والأسمدة والمنتجات الأخرى في الأسواق العالمية، بما في ذلك تلبية احتياجات الإغاثة الإنسانية بأسعار رخيصة جزئياً.

كما تهدف المبادرة إلى العودة إلى مستوى ما قبل الحرب، وهو تصدير 5 ملايين طن متري كل شهر من القمح الأوكراني.

ويقول برنامج الأغذية العالمي: إن “نحو 47 مليون شخص وصلوا إلى مرحلة من “الجوع الشديد” بسبب تبعات الحرب”.

هذا وتحتاج أوكرانيا إلى تفريغ صوامعها قبل الموسم القادم، في حين سيكون من شأن زيادة صادرات الأسمدة تجنب إنتاجية عالمية أقل في المواسم الزراعية المقبلة.

وأيضاً وقعت الأمم المتحدة وروسيا مذكرة تفاهم تلزم المنظمة الدولية بتسهيل وصول الأسمدة والمنتجات الروسية الأخرى إلى الأسواق العالمية بلا عوائق. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن “الهدف من هذه الاتفاقات هو تقديم نوع من تسكين الآلام لجنوب العالم الفقير”.

الإطار الزمني

وستكون مدة سريان الاتفاق 120 يوماً، وتتوقع الأمم المتحدة تجديده إلا إذا انتهت الحرب بحلول ذلك التاريخ.

كما تطلب الموانئ الأوكرانية نحو 10 أيام للاستعداد، ولذلك ستمضي أسابيع قلائل قبل أن تتحرك السفن دخولا وخروجاً. وقال المسؤول “نتوق إلى معدل تنفيذ سريع للغاية”.

ويذكر أن المفاوضات بدأت في أبريل (نيسان) عندما أثار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الفكرة خلال اجتماعين منفصلين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

ويضمن الاتفاق مروراً آمناً من وإلى أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين، فيما سماه البعض “وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع” ينطبق على السفن والمنشآت التي يشملها الاتفاق.

مرور آمن

يضمن الاتفاق مروراً آمناً من وإلى ميناء أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين فيما سماه المسؤول “وقف إطلاق نار بحكم الأمر الواقع” ينطبق على السفن والمنشآت التي يشملها الاتفاق.

وعلى الرغم من أن أوكرانيا قامت بتلغيم المياه القريبة منها في إطار الدفاع عن نفسها فإنه لا حاجة لنزع ألغام، ذلك لأن مرشدين أوكرانيين سيوجهون السفن إلى قنوات آمنة في المياه الإقليمية الأوكرانية. وستكون هناك كاسحة ألغام تحت التصرف إذا دعت الحاجة، لكن لن يرافق عسكريون السفن.

وبعد ذلك ستبحر السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في البحر الأسود إلى مضيق البوسفور التركي ومنه إلى الأسواق العالمية.

واتفقت كل الأطراف على ألا تكون هناك هجمات على هذه الكيانات. وقال المسؤول، دون الخوض في التفاصيل، إنه إذا ظهر نشاط محظور فسيكون من واجب مركز التنسيق المشترك “إيجاد الحل له”.

ترحيب أمريكي

ورحبت الولايات المتحدة باتفاق تصدير الحبوب، مطالبة موسكو بتنفيذه، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: “نرحب بإعلان هذا الاتفاق من حيث المبدأ، ولكن ما يهمنا الآن هو تحميل روسيا مسؤولية تنفيذه، والسماح للحبوب الأوكرانية ببلوغ الأسواق العالمية”، مضيفاً: “كان ينبغي ألا نكون في هذا الوضع منذ البداية. كان ذلك قراراً متعمداً من روسيا باستخدام الأسمدة الغذائية كسلاح”.

وأشاد برايس خاصة بالجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة وتركيا في هذا الشان، موضحاً أنه تم إطلاع واشنطن على تفاصيل الاتفاق.

وبحسب محللون، دخلت موسكو إلى صفقة الحبوب التي تم توقيعها مع الجانب الأوكراني بوساطة تركية ورعاية أممية مدفوعة بعدة محركات أهمها تفويت الفرصة على الغرب في الدعاية المضادة لها وإثارة بروباغندا تتضمن أن موسكو تتسبب في أزمة غذاء عالمية. أما السبب الذي دفع كييف إلى الدخول للصفقة فهو تصريف الملايين من أطنان الحبوب المكدسة لديها منذ الموسم الماضي.

إيجاد البحارة

ومن جهة أخرى، تسود مخاوف من أن يشكل إيجاد عدد كاف من البحارة المستعدين للإبحار بالسفن العالقة في موانئ أوكرانيا تحدياً كبيراً أمام نجاح اتفاق ممر الحبوب المقترح والذي يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

وما زالت هناك نحو 80 سفينة عالقة في أوكرانيا، وبعد إجلاء معظم أفراد أطقمها، تبرز الحاجة إلى مزيد من البحارة في المنطقة لنقل الشحنات.

وقال العضو المنتدب لشركة دانيكا المتخصصة في توظيف أطقم للسفن في أوكرانيا وأوروبا الشرقية، هنريك يانسن إنه “قد يكون من الصعب العثور على أشخاص مستعدين للعمل في خضم الصراع. وأضاف “الشاغل الرئيسي في الوقت الحالي هو أمن أفراد الأطقم”.

وفي بداية الصراع في أواخر فبراير (شباط)، تقطعت السبل بنحو ألفي بحار من جميع أنحاء العالم على متن 94 سفينة في الموانئ الأوكرانية.

وتشير بيانات المنظمة البحرية الدولية إلى أن حوالي 450 بحاراً فقط ظلوا على متن السفن المتبقية والتي يقدر عددها بنحو 80 سفينة، معظمها سفن تحمل الحبوب بجانب سفن شحن تنقل سلعاً أخرى.

وبعد 5 أيام من توقيع الاتفاق، افتتح في إسطنبول رسمياً مركز مراقبة صادرات الحبوب من البحر الأسود إلى مضيق البوسفور في تركيا ومنه إلى الأسواق العالمية، بمشاركة وفود من أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة.

والمركز الذي هو جزء من الاتفاق،  سيكون مكلَّفاً بإجراء عمليات تفتيش للسفن لدى ابحارها، ولدى وصولها إلى إسطنبول للتحقُّق من أنها لا تنقل إلا الحبوب.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار خلال مراسم الافتتاح التي أقيمت بجامعة الدفاع الوطني، إن بلاده ترى أن “المركز سيقدم مساهمة كبيرة للتغلب على أزمة الغذاء”، مضيفاً أن 5 ممثلين مدنيين وعسكريين عن كل طرف يعملون في المركز.

وأضاف الوزير التركي، أن تنفيذ اتفاقية نقل الحبوب سيسهم في خفض أسعار الحبوب على مستوى العالم، وأن اتفاقية إسطنبول حول نقل الحبوب مهمة جدّاً للدول الإفريقية والدول الأخرى التي تستورد الحبوب.

واعتبر آكار أن قيام أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة بإرسال ممثلين عنهم بعد يوم واحد فقط من التوقيع على الاتفاق مؤشراً على عزمهم على تنفيذ الاتفاق، وقال آكار إن “5 ممثلين، مدنيين وعسكريين، عن كل من طرف يعملون في المركز”.

وكانت أوكرانيا، أعلنت أمس الخميس، استئناف عمليات تصدير الحبوب من موانئها، بعد توقفها جرّاء العملية العسكرية الروسية، وقالت البحرية الأوكرانية، إن المرافئ المحددة لتصدير الحبوب “استأنفت عملها”، وذلك عبر الموانئ الثلاثة المخصصة لتصدير الحبوب، على الرغم من أنه لا يزال يتعين بذل الجهود لضمان سلامة القوافل.

وفي قت سابق، توقعت الأمم المتحدة، مغادرة أول سفن حبوب موانئ أوكرانيا على البحر الأسود اليوم على أقرب تقدير، على الرغم من أن تفاصيل مسارها غير معروفة حتى الآن.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، أمس الخميس في نيويورك إنه تم تحميل سفن بالحبوب وجاهزة للإبحار.

وقال إنه “لا يزال يتم العمل على وضع اللمسات الأخيرة لتحديد الإحداثيات على وجه الدقة من جانب أوكرانيا وروسيا، إلى جانب الأمم المتحدة وتركيا”.

وتعهدت أوكرانيا بإرشاد السفن عبر المياه المزروعة بالألغام، ووعدت روسيا بعدم استهدافها .

وستساعد الأمم المتحدة وتركيا في عملية تنسيق الصادرات ومراقبة الشحنات من أجل ضمان ألا تهرب السفن أسلحة إلى داخل منطقة الحرب.

وقال غريفيث إنه “بمجرد أن تتحرك السفن ويتم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، ستصل الصادرات من الموانئ في نهاية المطاف إلى مستويات ما قبل الحرب وتبلغ 5 ملايين طن في الشهر”.

ولا يزال أكثر من 20 مليون طن من الحبوب من حصاد العام الماضي عالقة تنتظر التصدير، وفقاً لبيانات صادرة من أوكرانيا، التي توصف بأنها “سلة خبز أوروبا”.

وتُعتبر روسيا وأوكرانيا موردي قمح عالميين رئيسيين، وأدت الأزمة الأوكرانية إلى احتجاز عشرات ملايين الأطنان من الحبوب، وهو ما تسبب في زيادة اختناقات سلسلة التوريد العالمية، الذي تسبب بدوره إلى جانب العقوبات الغربية على روسيا، في قفزة في أسعار الغذاء والطاقة.

وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء وتنحي باللوم على العقوبات الغربية في تباطؤ صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة وعلى أوكرانيا بسبب تلغيم الطرق المؤدية إلى موانئها.

ويصف بوتين الهجوم على أوكرانيا بأنه “عملية عسكرية خاصة”، ويقول إنها تهدف إلى نزع السلاح من أوكرانيا و”اجتثاث القوميين الخطرين”. لكن كييف والغرب يقولان إن ذلك ذريعة لا أساس لها من الصحة، وإن الهدف من الهجوم هو السيطرة على الأراضي.

زاجل نيوز 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.