قبل أربعة عقود، كان لدى عالم المعلومات فريدريك ويلفريد لانكستر فكرة مفادها أن الورق – والطريقة التي نتعامل بها في أداء المهام الإدارية والحكومية اليومية – يمكن استبدالها في النهاية بمعلومات مخزنة رقمياً. كانت فكرة المنظر البريطاني الأمريكي بعيدة المنال حين كانت الحوسبة في مهدها، وكانت فكرة العصر الرقمي هي مادة للخيال العلمي.
والآن، بات العصر الذي تصوره لانكستر موجود بالفعل، على الأقل فيما يتعلق بستة كيانات حكومية منفصلة في دبي. وتمكنت شرطة دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي وهيئة الطرق والمواصلات ودائرة التنمية الاقتصادية ودائرة الأراضي والأملاك ودائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي من خفض استخدام الورق اليومي من 64 مليون ورقة إلى 37 مليون فقط.
إذن كيف أصبح هذا التحول الثوري من الورق إلى البكسل ممكناً؟
حسنًا، يسمح الانتشار الواسع للإنترنت بتخزين سجلاتنا الشخصية على السحابة، مما يسمح للمسؤولين بالوصول إلى تلك السجلات الرقمية بشكل فوري. البيانات محمية وآمنة ومأمونة، وتمكن العملية من إزالة أطنان الورق فعليًا من الأنظمة الإدارية، مما يساعد على زيادة الفعالية وتحقيق وفورات في التكاليف أيضًا، بحسب غلف نيوز.
بالطبع، نحن جميعًا نحب هواتفنا الذكية، ووجود هذه الأجهزة في متناول يدنا وفي جيوبنا، يوفر وسيلة آمنة وفعالة ومحمية للاتصال، والوصول إلى السجلات والمعلومات التي تم تحديثها لتعكس أحدث وضع لدينا – سواء كان ذلك حسابات المياه والكهرباء، وملفات المرور والغرامات أو حالة التطبيقات مع مختلف الكيانات.
كما يعكس التحول من الورق إلى البيكسل التزام الكيانات الحكومية على جميع المستويات في دولة الإمارات بجلب تفاعلات العمل والتفاعلات اليومية بشكل فعال، وزيادة الإنتاجية والسماح بمزيد من الشفافية في تفاعلاتنا مع المسؤولين. وفي حين أن البعض لا يزالون يفضلون استخدام الورق في المعاملات، إلا أن الواقع يقول أنه سيتم التخلص منه تمامًا قريبًا في تفاعلاتنا مع الوكالات والإدارات.
والهدف الموضوع هو أنه بحلول عام 2021، ستصبح جميع المعاملات على كل مستوى من مستويات الخدمات الحكومية في دبي غير ورقية – وستتبعها الإمارات والكيانات الأخرى، وسيؤدي انتقال دبي إلى إدارة لا ورقية إلى تحقيق 900 مليون درهم من الكفاءة، مما يوفر 125 مليون ساعة عمل، ويزيل ملايين الأطنان من الورق من البيئة، ويقلل من انبعاثات الكربون، ويلتزم بالمنهجيات الخضراء والعادات الأكثر استدامة.