تسجيل الدخول

تطورات الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة تثير إشكاليات قانونية

2019-07-02T09:53:41+02:00
2019-07-02T10:06:33+02:00
حديث الشارع
زاجل نيوز2 يوليو 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
تطورات الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة تثير إشكاليات قانونية

ما زالت المشكلات القانونية والمجتمعية تبحث عن حل مع تطورات الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة.

وبحسب الوكالة “الألمانية” ثمة قاعدة قانونية سائدة في كل المجتمعات البشرية منذ الأزل -على الأقل من ناحية المبدأ- تقول إنه إذا قتل شخص شخصا آخر أو تسبب في إصابته، فإنه يكون مسؤولا عن جريمته أمام القانون.

غير أن ظهور ما يعرف باسم الذكاء الاصطناعي يثير مشكلات جديدة عند التعامل مع مثل هذه الجرائم، لم تكن في الحسبان بالنسبة للسلطات القضائية، فمثلا ما هو التصرف حيال قيام روبوت بالتسبب في حادث خطير أو قاتل؟، في هذه الحالة لن يكون بوسع قاض أن يأمر الروبوت بدفع تعويض أو بوضعه داخل السجن.

وهناك مناقشات متزايدة تدور داخل الدوائر القضائية والسياسية، حول الملابسات القانونية التي تحيط بتطورات الذكاء الاصطناعي، كما تثار مخاوف حول هذه الملابسات في الدوائر الصناعية، وأيضا تناقش مشكلات تتعلق بعمل شركات التأمين، ويتفق الخبراء على أنه في غضون بضعة عقود ستصبح استخدامات السيارات ذاتية القيادة والروبوتات الذكية العاملة في المجال الصناعي، وكذلك الآلات التي تعمل بشكل مستقل عن الإنسان، شائعة وواسعة الانتشار مثلما هو الحال اليوم مع الكهرباء والهواتف.

وما زالت المسائل العملية المتعلقة بالقانون المدني سائدة، خاصة فيما يتعلق بالسيارات ذاتية القيادة بالكامل أو في بعض عملياتها.

وفي هذا الصدد، يقول يواخيم موللر مدير التأمين على الممتلكات والحوادث في شركة “أليانز دويتشلاند أيه. جي” للتأمين ومقرها ميونيخ “لكي نجعل القيادة الذاتية الكاملة تلقى قبولا مجتمعيا واسع النطاق، فيجب على الدوام توضيح على من تقع المسؤولية القانونية في حالة وقوع حادث”.

ومنذ عام 2017 نص قانون المرور الألماني على نوعية البيانات التي قد أو ينبغي على السيارة أن تخزنها، ويضيف موللر إن “القانون لم ينظم بعد كيفية حصول الأطراف المخولة قانونا على هذه البيانات من الناحية الفنية والتنظيمية، ويعد هذا التنظيم محل اهتمام مشترك بالنسبة لسلطات تنفيذ القانون وشركات التأمين”.

ويوضح موللر “أن تساؤلات كثيرة تطرح في هذا الإطار، مثل هل يجب أن تكون هناك عملية قراءة تستغرق وقتا طويلا للمعلومات الإلكترونية المسجلة لدى شركات بيع السيارات متاحة لجميع الأطراف المعنية؟.

وكيف يمكن ضمان عدم إتلاف البيانات التي تؤدي إلى توجيه الاتهام بارتكاب جريمة؟، وماذا يحدث للبيانات في حالة تحويل السيارة إلى خردة؟، ومن الذي له صلاحية حذف البيانات في حالة بيع السيارة؟.

وتسعى شركة “أليانز” لمنع شركات صناعة السيارات من أن يكون لها السيطرة المنفردة على البيانات، وفي هذا الصدد يعرب موللر عن وجهة نظره قائلا “يجب أن تكون البيانات في أيدي طرف ثالث مستقل ومحايد – مثل وصي أو حارس – بحيث يمكن لجميع الأطراف المخولة من الحصول عليها تحت الظروف القانونية نفسها”. وجلب ظهور الروبوتات معه تداعيات بالنسبة للقانون الجنائي، وبدأ الباحثون في مجال القانون بالفعل في دراسة تساؤلات بعيدة المدى حول الآثار القانونية لعمل الروبوتات، حيث إن القانون الجنائي يقوم على مبدأ الجريمة الفردية، في الوقت الذي لا تمتلك فيه أكثر الآلات ذكاء الوعي أو الضمير.

بينما ترى سوزان بيك أستاذ القانون الجنائي وفلسفة القانون في جامعة هانوفر الألمانية أن “القانون الجنائي الذي تم وضعه للتعامل مع الأفراد من البشر، يواجه صعوبات في مسايرة تطوير الآلات المستقلة عن الإنسان في العمل، وكذلك التصرف مع تطورات الذكاء الاصطناعي”.

وتقول سوزان بيك “ينص القانون الجنائي بشكل طبيعي على تحمل مشغل الآلة المسؤولية، فمثلا إذا قدم “جوجل” لك معلومات زائفة واتخذت قرارا يستند إليها فستكون أنت من يتحمل المسؤولية”.

غير أن الوضع يكون أكثر بساطة بالنسبة للقانون المدني، فيقول نيكولاس وولتمان ويعمل مساعدا في مركز أبحاث قانون الروبوت في جامعة فيرزبورج في ألمانيا، إن “قائد السيارة يكون في الوقت الحالي مسؤولا أيضا عن الحوادث المتعلقة بسيارته حتى ولو لم يكن متورطا فيها”.

ويضيف إن “الشركة يمكن أن تكون أيضا مسؤولة عن الحوادث في القانون المدني” بعكس القانون الجنائي، ويوضح أن “الأفراد فقط يمكنهم ارتكاب جرائم وليس الشركات أو الآلات”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.