وتكشف دراسة نشرت في دورية «نيتشر كلايميت تشينج» أن تدهور السطح من خلال جريان مياه الجليد الذائبة كان الدافع الرئيسي لتغيير ميزانية كتلة صفيحة الجليد في غرينلاند، من سنة إلى أخرى، ويعتقد أن هذه النتائج تُعد تحذيراً لمستقبل غرينلاند، مع ارتفاع درجات الحرارة في القرن الحادي والعشرين.
ومن خلال النظر إلى المناخ في القطب الشمالي في الفترة من عام 2000 إلى عام 2019، ورصد اختلال التوازن الذي أحدثه في صفيحة غرينلاند الجليدية، توصل الباحثون إلى أن شكل الجليد يتحرك من خلال فقدان 3.3 % من حجمه الحالي.
وحتى لو توقف العالم بأسره عن حرق الوقود الأحفوري اليوم، سيستمر ذوبان الكتل الجليدية حول جزيرة غرينلاند بحيث ستفقد نحو 110 تريليونات طن من الجليد، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 27 سنتمتراً على الأقل، بغض النظر عن المسار المناخي المستقبلي الذي يتخذه العالم.
ويقول ويليام كولجان، الخبير في «هيئة المسح الجيولوجي في الدنمارك وغرينلاند»: نظرنا إلى صور الأقمار الصناعية لتقييم مناطق تراكُم الغطاء الجليدي ومناطق التراجُع، كل صيف خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2019، ثم عملنا على مقارنة هذه التغييرات في هذه الأجزاء من مناطق الغطاء الجليدي بفقد كتلة كل صفيحة جليدية في كل سنة من هذه السنوات.
وسيتيح ذلك للفريق التنبؤ بالخسارة المستقبلية المطلوبة من حجم الغطاء الجليدي لتحقيق التوازن، مع منطقة تراكُم الصفيحة الجليدية التي كانت مميزة للفترة من عام 2000 إلى عام 2019.
ودرس الباحثون التغيّرات في ما يسمى ب«خط الثلج» للغطاء الجليدي، الذي يشير إلى الحدود بين مناطق الغطاء الجليدي المعرّضة للذوبان الصافي خلال الصيف، والمناطق غير المعرّضة للذوبان، موضحين أن الجليد لا يذوب بالتساوي في جميع أنحاء السطح، بل بشكل أساسي على طول الحواف عند الارتفاعات الهينة الأكثر دفئاً، وأن ارتفاع الغطاء الجليدي يجعل الجو بارداً، بحيث لا يحدث ذوبان للسطح.
ويتم تعيين الحد الفاصل بين الذوبان وعدم الذوبان «خط الثلج» بواسطة الخط الذي لا تذوب فيه الطبقة العليا من ثلج الشتاء في الصيف، ولكنها تظل في الأعلى، ما يغذي الغطاء الجليدي، ويختلف خط الثلج من سنة إلى أخرى، وفق الأحوال الجوية.
زاجل نيوز