تسجيل الدخول

صحف عربية: الأبعاد الاستراتيجية للحراك الإقليمي المتسارع بالشرق الأوسط

حديث الشارع
H4CK3D BY Z3US16 يوليو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
صحف عربية: الأبعاد الاستراتيجية للحراك الإقليمي المتسارع بالشرق الأوسط

في وقت يعيش فيه العالم فترة استثنائية تنذر بتطورات غير عادية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد الاستقطاب بين الغرب وروسيا، تتجه أنظار العالم إلى منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية، وفي هذا الإطرات تأتي جولة الرئيس الأمريكي في النطقة، في وقت أعلنت الإمارات نيتها، تعيين سفير لها في طهران.

زاجل نيوز، ١٦، تموز، ٢٠٢٢ | حديث الشارع 

ووفق صحف عربية صادرة اليوم السبت، بات الشرق الأوسط رقماً مهماً وسط حالة الزخم السياسي الذي يشهده العالم الأن، لتعيش المنطقة العربية أجواء جديدة ستزيد من المكانة العالمية والقيمة النسبية للمنطقة العربية، حيث أدرك بايدن بعد عام ونصف العام من دخوله البيت الأبيض أهمية ورقة المنطقة العربية، فيما يأتي إعلان الإمارات فتح صفحة ديبلوماسية جديدة مع إيران، ليكون ذلك امتداداً لاستراتيجية أبوظبي في تصفير المشاكل، وبناء علاقات إقليمية على قاعدة المصالح المشتركة، بعيداً عن سياسية المحاور.

حراك إقليمي

وفي صحيفة “الخليج” الإماراتية، قال الدكتور ناصر زيدان إن “العالم يعيش فترة استثنائية تنذر بتطورات غير عادية، حيث يجري حراك دولي واسع في منطقة الشرق الأوسط، أبرزه الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعلى الضفة الأخرى يأتي اجتماع القمة الثلاثي بين قادة روسيا وتركيا وإيران في طهران”.

وأضاف أن “تغييرات جوهرية حصلت في الحسابات السياسية لدى القوى الدولية الكبرى بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لاسيما عند الولايات المتحدة وروسيا، وقد أعاد القطبان الكبيران النظر بمجموعة من الاعتبارات التي حكمت مقارباتهما السابقة، ومنها خصوصاً تغيير نمطية التعاطي مع الدول العربية الرئيسية، ومع القضية الفلسطينية. وبالفعل فقد حملت زيارة وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف مطلع  يونيو ومشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض دلالات واسعة، كما أن زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة جاءت في ذات السياق، وتؤكد اعتماد مقاربة أمريكية جديدة”، لافتاً إلى أن “التجاهل الاستراتيجي الذي اعتمدته إدارة بايدن منذ ما يزيد على العامين، سمح بتسلل حالة من الفوضى إلى بعض دول المنطقة”.

ويرى الكاتب أن “محاولة استخدام المنطقة العربية كورقة ضاغطة في الحرب الأوكرانية لن يكتب لها النجاح، ذلك أن مواقف الدول العربية – لاسيما النفطية منها – كانت واضحة لناحية رفض الانخراط في المحاور الدولية المتنافسة في هذا السياق، من دون أن تقفل الباب على التعاون مع الدول الغربية في مجال النفط والغاز، وهي بقيت على تواصل مع روسيا”، مضيفاً أن “تحميل زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة أكثر من قدرتها؛ مقاربة غير واقعية، لكن لا يجوز التقليل من شأن تأثيرها على ملفات أساسية في ذات الوقت”، وأنه “في ظل الحديث عن أزمة تضخُم اقتصادية دولية تشبه “الكساد الكبير” الذي سبق الحرب العالمية الثانية، يحتاج الحراك الدولي إلى ضبط نفس إيجابي بعيداً عن التهوُّر”.

زيارة بايدن

وفي صحيفة “الاتحاد” الإماراتية، أوضح الدكتور عبدالله جمعة الحاج، أن “زيارة بادين تأتي في وقت حرج من تاريخ منطقة الخليج العربي والعالم أجمع، حيث تسير المفاوضات بين دول الغرب وإيران حول ملف الأخيرة النووي إلى سبل مغلقة”، مضيف أن “إيران أصبحت قريبة جداً من القدرة على صنع قنبلتها النووية وتتفاقم الأحداث إلى مستويات منذرة بالخطر الشديد بالنسبة للحرب في أوكرانيا ووقت وصلت فيه إعدادات النفط إلى التراجع وأسعاره إلى ارتفاعات غير مسبوقة منذ أمد طويل ويثير فيه العالم إلى مستويات خطيرة من التضخم ونقص الغذاء واتخاذ عدد من الدول المصدرة للغذاء تدابير احترازية تتعلق بالإيقاف المؤقت لتصدير عدد من الأغذية، خاصة الحبوب كالقمح والأرز والذرة إلى غير ذلك من أحداث خطيرة في هذا الجزء من العالم أو ذاك”.

وتابع قائلاً: “ذلك فإن هذه الزيارة مهمة، وستتضمن مناقشة ملفات تخص مصالح كلا الدولتين مثلما تخص مصالح العديد من دول المنطقة، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي الست، وفي الوقت ذاته، فإن الرئيس يلتقي بقادة دول المجلس والأردن والعراق ومصر أثناء زيارته للمملكة على نفس النهج الذي اتبعه سلفه دونالد ترامب”.

وطرح الكاتب في مقاله منظومة واسعة من الأسئلة المعيارية كمقدمة وأساس لما يمكن طرحه لتقويم العلاقات بين أمريكا والسعودية، تتكون تلك الأسئلة من 4 مجموعات كبرى، أبرزها المجموعة الأولى: إذا ما كانت العلاقات قد تأسست على النفط، فكيف يمكن لهذا الأساس أن يكون صلباً؟ هذه المجموعة تضم في داخلها سؤالين فرعيين: الأول، هل خطر ارتفاع الأسعار سيكون خطيراً بحيث يهدد المصالح الحيوية للطرفين؟ والثاني، هل ستستمر المملكة في لعب الدور الفريد لها كموازن للسيطرة على ارتفاع الأسعار وموازن أخير على هذا الصعيد، والمجموعة الثانية: كيف هو ثابت ومؤثر تَجمعُ الدول المكون من المملكة العربية السعودية ودول التعاون ودول الجوار الجغرافي في مواجهة الأخطار الإقليمية؟ والمجموعة الثالثة تضم السؤال التالي:ما هو وضع علاقات المملكة المستقبلية مع أطراف أخرى شريكة للولايات المتحدة في المنطقة؟ المجموعة الرابعة: هل يتوجب على الولايات المتحدة وقف الحديث عن الشؤون الداخلية لدول مجلس الأخرى؟.

أجواء جديدة

فيما، يرى جمال الكشكي في صحيفة “البيان” الإماراتية، أن “بايدن أدرك بعد عام ونصف العام من دخوله البيت الأبيض أهمية ورقة المنطقة العربية”، مشيراً إلى مقال كتبه الرئيس الأمريكي قبيل زيارته للمنطقة  في “واشنطن بوست” تحت عنوان:”لماذا أنا ذاهب إلى المملكة العربية السعودية؟”، طاف من خلاله حول القضايا التي تحمل مناوراتلامست مصالح البيت الأبيض، ومصالح المنطقة العربية، وقدمت الوجه البريء لواشنطن منذ دخول بايدن البيت الأبيض.

وتابع الكاتب: “تأتي القمة في توقيت استطاعت المنطقة العربية ترسيخ أهميتها، كإقليم فاعل وحيوي، في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، فعلى سبيل المثال نجد أن واشنطن باتت تدرك الآن أن حلول الطاقة تبدأ وتنتهي من العالم العربي”، مضيفاً أن “العالم بات يعرف جيداً أهمية المنطقة العربية، كحلقة وصل مهمة وحيوية في سلاسل الإمداد، بين آسيا والغرب، وهذه أهم التحديات التي يسعى العالم لتجاوزها من أجل تحقيق تأمين الطاقة والأمن الغذائي، وسهولة ويسر سلاسل الإمداد”.

وختم مقاله قائلاً: “ثمة قراءة مباشرة تقول إن أجواء ولادة نظام عالمي جديد تدفع واشنطن للتسريع في مد جسور تضمن لها عدم الخروج من حسابات الشرق الأوسط، لصالح قوى منافسة في معادلة النظام العالمي الجديد، سيما في ظل ما قيل عن الخروج الأمريكي من الشرق الأوسط.

إذاً وسط حالة الزخم السياسي العالمي التي بات الشرق الأوسط رقماً مهماً في حساباته وملامحه الجديدة، أجدني أتوقف لأقول إن المنطقة العربية تعيش أجواء جديدة قطعاً ستزيد من المكانة العالمية والقيمة النسبية للمنطقة العربية.

شراكة

ومن جهته، أشار إميل أمين في صحيفة “الشرق الأوسط” إلى تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير عن المملكة العربية السعودية، حيث وصفتها بأنها “شريك استراتيجي على مدى 8 عقود، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتبر الرياض شريكاً مهماً في استراتيجيات إقليمية وعالمية”، مضيفاً أن “التحليل الموضوعي والعقلاني لما بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من علاقات، يكشف كيف أن هناك أبعاداً أخرى غير العلاقة النفطية، تجعل من الرياض قوة حضور أدبي وأخلاقي في محيطها الجغرافي الإقليمي والعالمي، ومن هنا يمكن للمرء أن يتفهم تصريحات البيت الأبيض الأخيرة بشأن حرص قادة أمريكا على التواصل العقلاني والوجداني مع القادة السعوديين، وكيف أن ذلك ينعكس بالإيجاب على صالح ومصالح الشعب الأمريكي في الحال والاستقبال”.

وأوضح أنه “في توقيت مواكب لتصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، خرج الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن على العالم بتأكيدات على أهمية الدور السعودي في إرساء الاستقرار في المنطقة، وذلك حين أشاد بما قامت به الدبلوماسية السعودية من نجاحات في بلورة هدنة في اليمن، ومشيداً بدور الرياض في محاولة التوصل إلى حلول دبلوماسية تقي المنطقة شر الصراع المستقر والمستمر”.

وختم الكاتب مقاله قائلاً: إن “واشنطن باتت تدرك من جديد، وربما بعد انجلاء سحابة صيف مرت على عام ونصف العام من إدارة بايدن، كيف أن السعودية قادرة على إدارة التوازنات السياسية في المنطقة بحكمة وحنكة، توازنات مردودها حكماً إيجابي على المنطقة والعالم، لا سيما في ظل الأزمات الأممية المتراكمة والمتشابكة، وبصورة تستدعي القلق الكوني قولاً وفعلاً”، مؤكداً أن “زيارة الرئيس بايدن للمملكة تؤكد ومن جديد على مرحلة تاريخية استشرافية جديدة للعلاقات بين الرياض وواشنطن، مرحلة تعزز من الاستقرار العالمي والإقليمي، ولصالح شعوب البلدين، ومن أجل مسيرة تنموية للحياة والنماء حول العالم برمته”.

استراتيجية تصفير المشاكل

ومن جهة أخرى، تناولت صحيفة “العرب” اللندنية، موقف الإمارات من إيران الذي سابق زيارة بايدن للمملكة، مؤكدةً أنه امتداد لاستراتيجية تصفير المشاكل وبناء علاقات إقليمية على قاعدة المصالح.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن متابعون للشأن الخليجي، أن “الإمارات تريد إنشاء علاقات مع مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين على قاعدة المصالح المشتركة، وهي الاستراتيجية التي قادت إلى فتح قنوات جديدة مع تركيا وقطر وإيران وإسرائيل”

وأضافت “تحرص الإمارات على تنقية منطقة الخليج من عناصر التوتر عبر الحوار خاصة مع إيران، لأن الوضع الملتبس القائم على التوترات المستمرة ودون أفق للحل سيعيق دول المنطقة عن أداء دورها الأساسي، وهو العمل على تطوير إمكانياتها اقتصادياً وعلمياً، واستثمار طاقاتها وإمكانياتها للحاق بالدول المتقدمة ومزاحمتها. وتعتبر أن علاقاتها الخارجية مهما كانت أهميتها لا ينبغي أن تكون على حساب مصالحها”.

وأقرّ المتابعون بأن الموقف الإماراتي من هذه الملفات سابق لزيارة بايدن، وصدر على لسان مسؤولين بارزين عدة مرات، لافتين إلى أن واشنطن لم تتواصل بالشكل الكافي مع حلفائها في المنطقة لمعرفة مواقفهم، وأنها لم تحضّر جيداً لإنجاح الزيارة، وأن إدارة بايدن ركزت على قضايا هامشية في التسويق للزيارة وتناست أن عليها أن تقوم بما هو أهم، وهو الاتصال بزعماء الدول المعنية لسبر آرائهم ومعرفة مواقفهم من القضايا المهمة بدل محاولة إلزامهم بمواقف معينة ووضعهم أمام الأمر الواقع، وفق “العرب”.

كما أشارت الصحيفة إلى إعلان  مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش، أمس، بأنّ الإمارات “ليست طرفاً في أي محور في المنطقة ضد إيران”، دون أن يستبعد عضوية بلاده في أي تحالف إقليمي “إنّما من دون أن يضر بأي دولة أخرى”.

وقال مراقبون إن “إدارة بايدن كان يفترض أن تستمع إلى مواقف حلفائها الخليجيين بشأن الملف الإيراني، فهناك اختلاف في المقاربات بين الدول المختلفة، وواشنطن نفسها تميل إلى الحوار مع طهران للتوصل إلى حل لملفها النووي بشكل يراعي مصالحها ودون وضع اعتبار لمصالح الخليجيين”، وتساءل هؤلاء المراقبون: كيف ترضى واشنطن لنفسها الحوار مع إيران وتريد من حلفائها الذين هم على حدود هذه الدولة أن يختلفوا مع طهران؟”.

وينتظر أن يكون ملف إيران مثار خلاف في قمة جدة التي يفترض أن يعقدها بايدن مع زعماء إقليميين. ويضاف إلى ذلك ملف النفط؛ ففي الوقت الذي تريد فيه واشنطن ممارسة “ضغوط” على حلفائها الخليجيين لزيادة الكميات المعروضة والمساهمة في تعديل الأسعار، تعتقد الإمارات والسعودية أنه من الضروري الحفاظ على الوضع الحالي ودعم اتفاق أوبك.

زاجل نيوز 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.