تسجيل الدخول

سامر المصري: «نزوح» خطف وجدان جمهور «فينيسيا »

فن ومشاهير
amir23 سبتمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
سامر المصري: «نزوح» خطف وجدان جمهور «فينيسيا »

«معتز متشبث ببيته، بأرضه ووطنه، يرفض فكرة النزوح بشكل قطعي، إنه ابن الشام كما يقول، فكيف يترك الشام»، بهذه الكلمات، يختزل الفنان السوري سامر المصري جوهر الفيلم الروائي «نزوح» للمخرجة سؤدد كعدان، الذي حاز جائزتين خلال حفل ختام النسخة 79 من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي الذي أقيم مؤخراً.

زاجل نيوز، ٢٣، أيلول، ٢٠٢٢ | فن ومشاهير

في منزل بسيط في سوريا تدور أحداث الفيلم، مصوراً منزل زينة ذات ال14 عاماً، وهي تنام على سطح منزلها للمرة الأولى بعد أن دمر صاروخ سقف المنزل، وللمرة الأولى تنام الصبية تحت النجوم، وتقيم صداقة مع ابن الجيران، بينما تناضل الأم للإمساك بزمام الأمور لتقنع الأب «معتز» بضرورة التخلي عن معتقداته الحالمة والنزوح طلباً للأمان، بينما يستمر هو برفض التحول إلى لاجئ، هو وعائلته.

ولأكثر من ربع ساعة، واصل جمهور مهرجان فينيسيا السينمائي التصفيق للفيلم الذي أجج المشاعر والوجدان، وهنا لا بد من التساؤل عن هذه الشيفرة التي ترتقي بالعمل الفني وترفعه على أكف الجمهور، عن هذه الجزئية قال «المصري»: «الذي أشعل حماس الجمهور هو التقاطهم لمجموعة الرسائل الذي طرحها الفيلم عبر شخصياته وأحداثه مجتمعين، وملامسة الجمهور لصدق الشخصيات التي يرونها ولتعاطفهم مع تغيير قراراتها بالبقاء تحت جهنم الحصار والقصف، والبدء بالهروب للبحث عن وطن جديد يعيشون فيه بأمان، أو على الأقل ليعيشوا فيه».

معتز مواطن سوري بسيط يعمل في تصليح السيارات، زوج حنون وأب لطيف لمجموعة بنات، هو أبو البنات الذي حتى عندما يفقد أعصابه وتقسو عليه الظروف والحياة يبقى محافظاً على هدوئه ولطفه، همه الأول والأخير إسعاد زوجته وبناته وتأمين الحياة الكريمة لهن، وتجميل الواقع المر الأليم الذي يعشنه يومياً من القصف المتكرر والتدمير المتتالي للمنزل، مروراً إلى تأمين الطعام والماء الذي بدأ يختفي يوماً بعد يوم.

متشبثاً ببيته بأرضه ووطنه، يرفض فكرة النزوح بشكل قطعي، إنه ابن الشام -هكذا يقول، فكيف يترك الشام، لا يوجد مثل الشام في العالم، هذا إيمانه الذي يحاول أن يقنع عائلته البسيطة التي تحبه به، ولكنها تضطر للتمرد عليه لأنه بدأ يعيش عالماً من الوهم بأن الحياة لا تزال كما هي لم يتغير شيء، وما أفسدته الحرب والقنابل والمدافع والرشاشات يستطيع إصلاحه وحده، ويستطيع إعادة الحياة لكل تفاصيل المنزل والأسرة.

وألمح المصري في تصريح سابق عن بعض التقاطعات ما بين شخصية معتز وبين شخصيته هو، كمواطن سوري، عن هذه المساحة المشتركة بين الشخصيتين، قال: «طبعاً هناك نحن متشابهان بالظروف الصعبة التي مررنا بها حتى أرغمنا على الخروج إلى ملاذ آمن لنحمي أسرتنا».

ولعل الوقوف عند محتوى الفيلم ورسائله المحورية يحمّلنا مسؤولية الوقوف أمام مشهد الصراع الذكوري الأنثوي الذي تم تقديمه بأسلوب مباشر كما أشار بعض النقاد، معتبرين أن الفيلم يجعلك تشعر وكأنك في فيلمين مختلفين ينقسمان إلى فيلم الأب، وفيلم الأم.

ويرى المصري أن المخرجة والكاتبة سؤدد كعدان تعاملت مع الصراع الذكوري الأنثوي بذكاء وبراعة، هو ليس صراعاً ندّياً من أجل السيطرة أو فرض الذات على الآخر، إنه صراع منطقي بين رجل وامرأه يعيشان في مكان بدأ البقاء فيه يصبح مستحيلاً.

وقال: «عند هذا المنعطف، نجد المرأة المحبة المطيعة بدأت تتمرد، وهنا أرادت المخرجة أن تقول كلمتها للنساء، أن بإمكانهن الإمساك بزمام المبادرة في الوقت المناسب، فلن يبقى الرجل هو الوحيد المخول بإصدار القرارات والأوامر في الظروف الاستثنائية واللحظات المصيرية».

زاجل نيوز 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.