رغم التنديد الأميركي والاستنفار الإسرائيلي، الاثنين، بإعلان وزارة الدفاع الروسية أنها ستزود النظام السوري بصواريخ أس 300، وأنها ستشوش على الطائرات التي ستقترب من الشواطئ السورية، إلا أن روسيا عازمة على ما يبدو على المضي بمشروعها.
فقد أفادت صحيفة “إزفيستيا” الروسية أنه تم، الاثنين، إيصال أولى مجموعات وسائل الحرب الإلكترونية إلى قاعدة حميميم على متن طائرة “إيل-76”.
وأضافت بحسب ما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية، أن عمل هذه المجموعات سيهدف إلى تشويش عمل الرادارات وأنظمة الاتصالات والتحكم بالطائرات التي ستهاجم الأراضي السورية.
وأوضحت أن وسائل الحرب الإلكترونية سيقوم بالتشويش على عمل أنظمة الملاحة الفضائية.
يذكر أن تلك الخطوات تأتي بعد أن أُسقطت طائرة استطلاع روسية في 17 سبتمبر قبالة اللاذقية، ما أدى إلى مقتل 15 عسكرياً روسياً كانوا على متنها. وقد حملت وزارة الدفاع الروسية القوات الجوية الإسرائيلية المسؤولية عن ذلك الحادث، ووصفت التصرف الإسرائيلي بالـ”متعمد”.
الخارجية الروسية: أميركا تتخابث
بالتزامن، أعلنت الخارجية الروسية، الثلاثاء، أن حجج شركاء روسيا الذين طلبوا سابقا عدم تسليم سوريا منظومات “إس-300” لم تعد مقنعة، مؤكدة أن من حق أي دولة تقديم دعم عسكري تقني لشركائها.
وشددت على أن تزويد دمشق بمنظومة إس-300 لن يؤدي إلى التصعيد في سوريا بل إلى الاستقرار، مشيرة إلى أن هذه المنظومة دفاعية، والولايات المتحدة “تتخابث” عندما تقول إن تصدير روسيا لها يهدد أمنها.
وأوضحت الخارجية الروسية أن منظومات “إس-300″، التي ستتسلمها سوريا ستتمكن من تغطية الأجواء السورية، حيث يتطلب فعل ذلك..
يذكر أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أعلن الاثنين، أن موسكو ستسلم منظومات “إس-300” للدفاع الجوي إلى النظام السوري خلال أسبوعين، على خلفية إسقاط طائرة إيل-20 الأسبوع الماضي.
وحمل شويغو، مجدداً وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام روسية، إسرائيل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية.
وقال الوزير الروسي: “بالقرب من الحدود السورية على البحر المتوسط سيتم إيقاف كافة الرادارات وأجهزة الاتصال للقوات التي تقوم بتوجيه ضربات للقوات السورية باستخدام التشويش الكهرومغناطيسي لتعطيل الأقمار الصناعية والطائرات الاستطلاعية”.
تنديد أميركي إسرائيلي
في المقابل، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية، الاثنين إلى عدم تزويد أطراف غير مسؤولة بنظم أسلحة متقدمة، لأنها ستؤجج المخاطر في المنطقة، مؤكداً مواصلة بلاده حماية أمنها ومصالحها في المنطقة.
في حين اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، قرار موسكو هذا تصعيداً خطيراً، معرباً عن أمله في أن تعيد الحكومة الروسية النظر في المسألة.
إلى ذلك، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الاجتماع، الثلاثاء، قبل توجه نتنياهو إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسيبحث اجتماع الكابينت الإسرائيلي، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، الأزمة الحالية مع روسيا التي اندلعت على خلفية سقوط طائرة الاستطلاع الروسية بالأجواء السورية.