تسجيل الدخول

خالد ومايسة.. قصة حب تتحدى المجتمع

زاجل نيوز25 أغسطس 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
خالد ومايسة.. قصة حب تتحدى المجتمع

أحدث «فوتوسيشن» للشاب خالد السيد وزوجته مايسة، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث اعتبر السيد صور زفافه فرصة لتغيير نظرة المجتمع تجاه أصحاب الهمم فيما يخص حقهم في الزواج.
ووُلِد خالد السيد جلال «27 عاماً» مُصاباً بمرض العظام الزجاجية، وهو مرض يؤثر على عظام الجسم كلها بسبب خلل وراثي، إلا أن والديه كانا أكبر داعمين له ولشقيقه الذي وُلد أيضاً بنفس المرض.

رحلة خالد الحياتية تجربة تستحق الثناء، فالشاب الذي يعيش في كفر محمد أبو حسين بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، لم يهتم كثيراً بنظرات التنمر التي تلقاها مُنذ صغره، نشأ على أنه إنسان كامل لا يعيبه مرض خلقه به الله.

دعم أسري
تجري العادة خصوصاً في الريف أن الابن الذي يولد بإعاقة حتى وإن كانت خفيفة فمحله فقط المنزل، يطلقون عليه «بركة» البيت، وخروجه محدود، حتى دراسته ربما لا تكون مُهمة، فوجوده في المنزل جوار أسرته يحميه من نظرات المجتمع، وأيضاً تُبرد قلب أهله الذين يطمئنون لوجوده معهم، فلا قلق من خروجه للشارع، إلا أن حالة خالد كانت نادرة فالوالد والأم لم يتأثرا بنظرات المجتمع تلك بل تحدياها، التحق خالد بالتعليم الحكومي، وحقق تفوقاً كبيراً.

ويقول خالد لـ«الرؤية»: «في الحقيقة أنا مدين لأبي بما أنا عليه الآن، كان دائماً يُشجعني على الدراسة، رغم نشأتي في بيئة ريفية إلا أنه لم يتأثر مُطلقاً بما حولنا، تفوقت طوال دراستي والتحقت بكلية الآداب قسم الفلسفة، وأمارس حياتي بشكل طبيعي جداً».
ويتابع مُثمناً دور والده في حياته «كان أبي يرفض علاجنا على نفقة الدولة، إذ كانت حالتي تستدعي العلاج دائماً بسبب كسور العظام التي كنت أتعرض لها، إلا أنه كان يُعالجنا على نفقته الخاصة، ليُربي فينا عزة النفس».

ولدعم نفسي أكبر التحق خالد بإحدى المؤسسات الخيرية، ودرس بالمجان للطلاب، لتصحيح نظرة المجتمع الريفي الذي يعيش فيه تجاه أصحاب الهمم، وعن ذلك يقول «أقول لكل شخص من أصحاب الهمم، أنت مهم، ولك دور حقيقي تجاه مجتمعك، ومكانك ليس بالمنزل قط».

فوتوسيشن

لم يقتصر تأثير خالد في المجتمع على عمله التطوعي فقط، بل استمر في تصحيح الصورة النمطية عن أصحاب الهمم، فهو يرى أن من حقهم الحياة، الحياة بكل معانيها، حب وزواج وعمل، لذا تخطى زواجه حدود قريته، ليُحدث فرحة كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً.

ويقول خالد «أحببت مايسة جارتي، وكانت نظرات الحب مُتبادلة، كنت أتردد في التصريح لها بحبي، إلى أن وجدت من تصرفاتها حباً أكبر، لذا قررت طلب يدها، لم أجد أي ممُانعة رغم تدخل البعض لإفساد الزيجة، إلا أن الأمر نجح في النهاية، وكان من المُفترض أن نُجري حفل زفاف داخل قريتنا، لكن ظروف كورونا منعت ذلك، لذا قررنا تصوير مجموعة من الصور للذكرى».

ويُتابع في حديثه «قد تكون جلسات تصوير الزفاف تحتاج لحركات خاصة، لكنني عبرت عن حبي لزوجتي بتعبيرات الوجه، هي لا تعترف بإعاقتي وأنا أيضاً، لذا خرجت الصور من القلب، ورسمت ملامح فرحتنا، ولعل هذا ما ساهم في انتشارها سريعاً».

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.