تسجيل الدخول

حقوق المرأة هل اخذتها ام لا ؟

2016-11-07T11:34:53+02:00
2016-11-07T12:04:57+02:00
اخبار المجتمع
زاجل نيوز7 نوفمبر 2016آخر تحديث : منذ 7 سنوات
حقوق المرأة هل اخذتها ام لا ؟

14144

لقد أتى على المرأة حين من الدهر ، لم تقم لها قائمة ، فكانت تائهة عائمة ، كانت مسلوبة الإرادة ، محطمة العواطف ، مهضومة الحقوق ، مغلوبة على أمرها ، متدنية في مكانتها ، مُتَصَرَّفاً بشؤونها ، فكانت عند الرومان تعد من سقط المتاع ، وعند اليهود تعتبر نجسة قذرة ، واحتار فيها النصارى أهي إنسان له روح ؟ أم إنسان بلا روح ؟ ثم انتهى بها الأمر إلى دفنها حية عند العرب الجاهليين

وبعد تلك الويلات ، وإثر تلك النقمات التي كانت تعيشها المرأة ، جاء الإسلام وأشرق نوره في جميع أصقاع المعمورة ، فأعلن مكانة المرأة ، ورفع قدرها ، وأعظم من شأنها ، فأخذت كامل حقوقها ، ومن أعظم ذلك الصداق وهو المهر ، فالمهر ملك لها وحدها تقديراً لها ، ورمزاً لتكريمها ، ووسيلة لإسعادها ، لها في مهرها حرية التصرف بضوابطه الشرعية ، فهو ملك لها ، وليس لأحد من أوليائها أن يشاركها فيه ، ومن فعل غير ذلك ، فأخذ من مهرها ولو شيئاً يسيراً بغير إذنها ورضاها ، فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الظلم والتعسف ، وأكل الأموال بالباطل ، قال الله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً * ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً ” ، وقال صلى الله عليه وسلم : ” إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ” [ رواه البخاري ] . وما أخذ بسيف الحياء فهو حرام . فاتقوا الله أيها الأولياء في بناتكم ومن ولاكم الله أمرهن ، أحسنوا إليهن ، وأكرموهن ، وأعطوهن مهورهن ، فهذا هو الشرع المطهر ، والبنت على كل حال لن تنسى تربية والديها ، ولن تهمل تعبهما ونصبهما ، ولن تغفل تعليمها والإنفاق عليها ، فقد أوصى الله بالوالدين أيما وصية ، فقال تعالى : ” وبالوالدين إحساناً ” .

المرأة ليست سلعة تباع وتشترى ، وليست دجاجة تبيض كل يوم بيضة من ذهب ، وليست عنزاً حلوباً يحلبها صاحبها متى شاء ، المرأة إنسانة مكرمة ، ذات مشاعر وأحاسيس مرهفة ، تحمل بين جنباتها قلباً عظيماً ، ونفساً طيبة ، ولقد أوصى الإسلام بها وصية عظيمة ، ورغب في ذلك ، وجعل جزاء ذلك دخول الجنة دار الأبرار ، والبعد عن النار ، قال صلى الله عليه وسلم : ” من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين ” وضم أصابعه [ رواه مسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ” من ابتلي ـ أي اختبر ـ من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ” [ متفق عليه ] ، وحذر الشارع الكريم من إهمال حق البنات ، أو عدم العناية بهن ، قال صلى الله عليه وسلم : ” اللهم إني أحرج حق الضعيفين ، اليتيم والمرأة ” [ رواه النسائي وغيره بإسناد حسن ] ، ومعنى ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم يلحق الإثم بمن ضيع حقهما ، وحذر من عاقبة ذلك تحذيراً بليغاً . فالمرأة هي الأم والأخت ، والزوجة والبنت ، وهي الخالة والعمة ، هي صانعة الرجال ، ومعدة الأبطال .

لما ضعف الإيمان ، وقل اليقين ، ولما طغت على الناس الماديات ، ولما انجرف الناس وراء المغريات والملهيات ، ولما طغى على الناس حب الدنيا ، هبت عاصفة المدنية الحديثة ، والتحضر الزائف ، فأحدث الناس أموراً عجيبة ، وعادات غريبة ، بعيدة كل البعد عن الدين ، ومن هذه العادات الباطلة ، التغالي في مهور البنات ، حتى وصلت إلى مئات الآلاف من الريالات ، والبنت لا حول لها ولا قوة ، لقد أعادوا عادات الجاهلية السحيقة ، وأحيوا جذوة نار الظلم والجور التي كانت تعاني منه المرأة في الأزمنة الغابرة ، سبحان الله العظيم ، أنرضى بعادات الجاهلية لنا ديناً وقد أبطلها محمداً صلى الله عليه وسلم ، أنحن أفضل من رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في مهر بناته وزوجاته أمهات المؤمنين ، كلا والله ، لسنا بأفضل منه ، فهو القدوة والأسوة التي يتحذى به ، فقال عليه الصلاة والسلام : ” خير الصداق أيسره ” [ رواه الحاكم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ” إن من يُمن المرأة تيسير خطبتها ، وتيسير صداقها ، وتيسير رحمها

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.