( قصة واقعية والأسماء وهمية) دارت أحداثها في منطقة جبل الأشرفية وسط العاصمة الأردنية عمّان.
إستمر زواجهما أكثر من 15 عاما.. كان يَعمره الحب والإحترام والتفاهم، ولم يكن يُعكر صفو هذا الحب شيء، ولم يكن أي شيء يشغل الزوج عن زوجته ورعايتها، ولم يُرد الله أن يرزقه من يُشغله عن زوجته، ونقصد هنا الأولاد، لأن الله لم يمنحهما هذه ‘الزينة’ بعد أن أنعم عليهما بالمال. هذا ما حدثتنا به سامية شقيقة الزوجة.
وأضافت: في إحدى المساءآت، وبينما هما يتسامران أمام التلفاز، قالت شقيقتي منال لزوجها وليد: أريد منك أن تتزوج، فصعق من كلامها، وقال لها: ‘أنا بحبك وما بحب ‘تفتحي’ معي هذا الموضوع مرة ثانية’. فقالت له: ‘أنا بحكي هيك من كُثر حبي إلك، وبدي أزوجك من وحدة ثانية بلكي الله رزقك منها ولد يملى عليك حياتك’.
حاولت شقيقتي كثيراً أن تقنع وليد بالزواج، وكان في كل مرة يقول لها: أنتِ تملئين عليّ حياتي، ولا أريد أحداً أشاركه حبي وحياتي غيرك.
قالت محدثتنا: قرار شقيقتي بتزويج زوجها من أخرى ليس قراراً سهلاً من إمرأة، أن تطلب من زوجها أن يتزوج عليها. وشقيقتي كانت متفهمة لوضع وليد، وتعلم مدى حاجته لطفل يحمل إسمه ويكون عوناً له في مكبره، لذلك فضلت أن تُسعد زوجها على حساب نفسيتها وراحتها وسعادتها وحبها، فهي زوجة فاضلة ومتعلمة وتعمل في مهنة محترمة، ولم يخطر ببال منال بعد كل تلك السنوات أن تذهب هي ووليد لأي طبيب لإجراء فحوصات.
وتضيف: واصلت شقيقتي الضغط على وليد إلى أن رضخ لرغبتها بعد أن تردد كثيراً، حتى لا يجرح شعورها، ووافق وليد على الإرتباط بأخرى، وقام باختيار الـ ‘عروس’ التي ستشارك منال حياته. وتم الزواج، وحضرت منال حفل الزفاف حتى تثبت للجميع بأنها راضية عن هذا الأمر، مما جعل الكثيرون يحترمون هذه التضحية وينتصر حب الزوجة لزوجها على أي شيء سواه.
وقبل الزواج الجديد، وعد وليد منال بأنها ستكون هي فقط الحبيبة الغالية، وسيدة البيت الأولى والأخيرة، والمقدَّرة لديه مهما حدث، وبأنه سيكون معظم وقته لها وحتى لو تزوج بأخرى، فستكون هي الآمرة والناهية لكل شيء يتعلق به، ولن يغضبها أو يقسو عليها يوماً. وتم الزواج الجديد.
وقضى وليد أسبوعاً مع الـ ‘عروس’ خارج اليلاد، وبعد عودته من السفر، ذهب مباشرة إلى منال لكي يثبت لها بأنها ستبقى هي سيدة دنياه.
ومضت الأيام، تتبعها الشهور، وسنة وراء أخرى، وشقيقتي تزداد معاناتها ومكابدتها من الوضع، وبدون أن تُشعر أحداً من المحيطين بها بذلك، إلا أنا، لأني بمثابة ‘توأم روحها’، والكل يعتقد بأنها تعيش بسعادة وراحة بال ولا ينقصها شيء إلا أن ترى طفلاً لزوجها يملأ عليه حياته، ولذلك زوجته بأخرى.
أما زوجة وليد الثانية فلم تكن بحال جيدة كونها كانت تعيش صراعاً بين زوجها و’ضرَّتها’ منال، وتفضيل وليد لزوجته الأولى على عليها، فقد كان يقضي معظم الليالي عند منال، فكانت تغضب من ذلك كون أن الشرع يقول أن لها يوماً ولـ ‘ضرَّتها’ يوم. وأيضاً لم يظهر عليها علامات الحمل بعد ما يزيد عن الثلاث سنوات، مما إستدعاها أن ‘تُلح’ على وليد أن يراجعا الأطباء ويُجريان فحوصات لعل هناك خللاً في أحدهما، وفعلاً تم لها ما أرادت حيث ظهر بأن الخلل في عدم الإنجاب من وليد، وقرر أخذ العلاجات لعل الله أن يرزقه بطفل يملأ عليه حياته.
وتقول سامية: هذه النتيجة في أن الخلل كان من عند الزوج، أظهر بأن منال كانت صابرة على قدر الله، ولم تشأ مع ما كان لديها من حب لزوجها أن تفاتحه بهذا الأمر خوفاً من أن تسبب له أي إحراج أو ألم نفسي، كونها ذهبت معي إلى إحدى الطبيبات وتبيَّن أنها سليمة ولا مشاكل عندها بالنسبة للحمل، فكظمت ألمها وصمتت. وكنت أطلب منها دائماً أن تخبر وليد بذلك لكنها كانت ترفض خوفاً من أن تجرح رجولته وكبريائه.
وتضيف: في أحد الأيام، شعرت الزوجة الثانية بتعب وإرهاق شديدين، فاتصلت بوليد والذي نقلها للمستشفى، وبعد أن تم فحصها، خرج الطبيب وقال للزوج: مبروك، زوجتك حامل في شهرها الثالث، ولم تصدق الزوجة ما سمعت، وكانت تنظر إلى دموع زوجها وهي تنسكب على وجهه فرحاً.
وتشير سامية إلى أن وليد أصبح يميل أكثر لزوجته الثانية، ويقضي الكثير من الأيام بلياليها معها على حساب منال، التي بدأت تظهر عليها علامات الغضب الشديد والعصبية، وأصبح الكل ينتبه على تصرفات منال غير المعتادين عليها، وعندما يسألونني عن سبب تصرفات منال هذه، أقول لهم بأن زوجها أصبح يميل للزوجة الأخرى كونها حامل، وأنه أصبح يعامل منال بقسوة ويهجرها بالأيام. حتى زميلاتها في العمل إستغربوا من عصبيتها، وعندما علموا الحقيقة عذروها وأصبحوا يواسونها.
وتقول سامية: قدمت منال إجازة سنة بدون راتب وجلست في البيت لترتاح وتعيد توازن حياتها. هذا ما أخبرتنا به، لكنها أخفت عنا أمراً أكبر من ذلك، وهو أنها حامل في الشهر الخامس، وصعقنا من الفرحة، وكنت أريد أن أتصل بوليد لأخبره بذلك لكن منال أخذت مني وعداً أن لا أخبره. وعندما كان وليد يتصل بها ليطمئن عليها كانت تعاتبه على غيابه فيتحجج بكثرة العمل والمهمات التي يخرج بها، وفي إحدى المكالمات عرض عليها أن يجتمعوا جميعاً في بيت واحد فرفضت بشدة. مما زاد من بعده عنها وهجره لها بالأسابيع، فقد أغنته الزوجة الثانية عن منال، وكيف لا فهي حامل بإبنه الذي ينتظره بلهفة، ونسي تضحيات منال وأنها كانت هي السبب في زواجه هذا.
وتضيف: أصبح الصراخ والنكد يُغلف حياة منال ووليد، إلى أن جاء يوم واتصلت بي منال تصرخ من الألم، فذهبت إليها، ونقلتها إلى المستشفى، وفوراً أدخلوها إلى غرفة العمليات، وهنا إتصلت بوليد وأخبرته أن يأتي بسرعة، وعندما جاء وسألني عن منال، أخبرته بأنه أصابها مغص شديد جداً في بطنها وقد تكون ‘المرارة’. وبعد وقت خرج الطبيب من غرفة العمليات وقال لنا: ‘مبروك، الله أعطاكم ولد جميل جداً’. وأغمي على وليد. وعندما أفاق لم يصدق الأمر، وحاول إصلاح علاقته مع منال لكنها رفضت، وطلبت منه الطلاق، فلم يُجبها وغادر المستشفى.
وتشير سامية إلى أن الزوجة الثانية عندما علمت بالأمر إشتعلت بها نار الغيرة والحقد، وأصبحت تستخدم كل أساليب النكد على زوجها، الذي كان يلجأ للإتصال بي حتى أقنع منال بأن يأتي ويعيش معها، وكنت أقول له بأنها ترفض. وبدأت زوجته الثانية وبعد أن أنجبت له طفلة تقوم بـ ‘الزَّن’ على رأسه حتى يقوم بتطليق منال لأنها لا تستحقه، وكان وليد يرفض ويتركها ويذهب لخارج المنزل ولا يعود إلا بعد منتصف الليل. وأصبح يهملها ويهمل طفلتها.
وتقول سامية: وفي إحدي الليالي وقبيل الفجر بقليل وإذا بالهاتف يرن، وليد على الخط يصرخ ويقول: إلحقوني.. زوجتي حرقتني، فأيقظت شقيقي واتصلت بمنال التي أصرت على مرافقتنا، وقمنا بنقل وليد إلى المستشفى يعاني من حروق في منطقة حساسة من جسمه، فقد سكبت عليه زوجته الثانية الزيت المغلي بعد أن أزاحت عنه الغطاء وهو نائم.
وعندما سألونا في المستشفى عن الحادث، وقبل أن أنطق بالأمر، سارعت منال للقول بأنه كان يقوم بـ ‘قلي’ البطاطا وانسكب عليه مقلى الزيت. وكنت أقول لها لماذا لم تخبريهم بما حدث، فقالت لي: علشان طفلتها ما تتشرّد.
وتضيف سامية: وعندما أفاق وليد وبدأ الألم يخف عنه وأخبرته بما فعلته منال، أخذ يبكي وطلب منها السماح، وقال لمنال: ‘قلبك الطيِّب عمره ما حقد على حد مهما فعل’. و’رمى’ يمين الطلاق على زوجته الثانية، والتي إختفت مع أغراضها خوفاً من السجن.