تسجيل الدخول

تعليم المرأة بين الماضي والحاضر وتحديات المستقبل

زاجل نيوز3 نوفمبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
تعليم المرأة بين الماضي والحاضر وتحديات المستقبل

arabstoday-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-4

يعد التعليم الخطوة الأولى على طريق التحرر الفكري والثقافي للإنسان عمومًا وللمرأة خصوصًا باعتبارها المربية الأولى في الأسرة، والمرأة في المجتمعات القديمة لم تنل مكانتها التعليمية التي تستحقها، لأنه كان يُنظر إليها على أنها دون الرجل في كل شيء، فكانت مكانتها الاجتماعية تتسم بالدونية، وظلت المرأة تتخبط في الظلام حتى ظهر الإسلام وأعزها فلم نجد بين الأديان والمذاهب والمعتقدات تقديسًا للعلم وحثًّا عليه كما هو موجود في الإسلام، ووردت عشرات الآيات والأحاديث تؤكد على أهمية السعي لتحصيل العلم دون التفريق بين الرجل والمرأة.

وقد بلغ اهتمام المرأة المسلمة بالدراسات الشرعية درجة كبيرة لتتعرف على تعاليم الدين الإسلامي الصحيح لتطبيقه عمليًّا، وقد أشارت كتب التراجم إلى النشاط العلمي الملموس لهذه الفئة حيث ذكرت تلك المصادر أسماء العديد من المقرئات، والمحدِّثات والفقيهات، والأديبات، إلى غير ذلك من العالمات بالعلوم الأساسية الأخرى.

وظل المجتمع الدولي رافضًا لتعليم المرأة إلى أن ظهرت أصوات ضعيفة تنادي بتعليم المرأة في أواخر القرن السابع عشر الميلادي، وبُعيد الغزو العسكري للعالم الإسلامي، حل محله الغزو الفكري، ليلعب دوره المرسوم، لأجل مواصلة الهيمنة الغربية على مقومات الأمة الإسلامية، المادية والمعنوية.

وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت هناك شبكة واسعة من المدارس في البلاد العربية والإسلامية، وكان هناك تحفُّظ في الدول العربية تجاهها، والذي مرده إلى التخوف من التمرد على بعض أحكام الشرع والدعوة إلى المساواة بالرجل، فلم يكن التحفظ للتعليم بذاته، بل كان في نوعيته وطريقته، ومن يقوم به، وإلى أي مدى سيصل بالفتاة العربية؟

في منتصف القرن العشرين اهتم المجتمع الدولي بقضايا المرأة، وتكررت مطالبته بتحسين أوضاعها المختلفة، وإلغاء كافة أشكال التمييز ضدها، وعلى رأس ذلك مطالبته بتحسين تعليمها، وإزالة العقبات التي تحول دون مشاركتها الفعالة فيه، ولما كانت المرأة العربية تعاني من سوء الأوضاع التعليمية، فقد بذلت الدول العربية جهودًا واضحة من أجل تحسين تلك الأوضاع وتحقيق التربية للجميع، حتى تتمكن الأمة من مواجهة الكثير من التحديات المتمثلة في التجزئة والتخلف والهجمة الصهيونية، وتعرض الأمن القومي لمخاطر الحروب الإقليمية والأهلية والنزاعات العصبية والقبلية والدينية، فضلاً عن التحدي المتمثل بضرورة اللحاق بالثورة العلمية والتكنولوجية.

وقد حدثت في البلاد العربية جملة من العوامل الاقتصادية والسياسية والثقافية أدت إلى تطور الأوضاع التعليمية تطورًا واضحًا، خاصة في عقد التسعينيات من القرن الماضي وما بعده؛ فارتفع الإنفاق العام على التعليم، وصدرت قوانين وتشريعات بشأن إلزاميته ومجانيته، وبذلت جهود لتعميم التعليم الأساسي ومحو الأمية، فزادت معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي بعامة ومعدلات التحاق الإناث بخاصة، وتمكنت بعض الدول من تقليص الفجوة بين تعليم الذكور وتعليم الإناث.

إن التحديات التي يواجهها المجتمع العربي سلاحها ثورة في المعلوماتية ومفاهيم جديدة في العلاقات الاجتماعية والقيم والمتطلبات الإنتاجية، وهذا يجعل الحاجة ملحة لإحياء علوم الدين الصحيح وإحياء علوم الدنيا معًا في توازن وتكامل، وإعادة النظر في مجموعة من المقولات والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية التي تشكل القاعدة التي تشيد عليها صورة المرأة، ومعالجتها في ضوء هذه التحديات.

والعمل بصدق وجدية على إخراج المرأة من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة، لتصبح فاعلة ومؤثرة في الحياة الاجتماعية، وتتمكن من مواكبة مستجدات العصر، والارتقاء بمستواها العلمي والفكري وتذليل الصعوبات التي تقف أمام تعليمها، لتمكينها من المشاركة في عملية البناء والتنمية الشاملة للمجتمع.

1- اعتبر العلم قديمًا رذيلة بالنسبة للمرأة إلى أن جاء الإسلام بالعلم، وحرص على طلبه، فحفل التاريخ بطالبات العلم والمتعلمات في شتى المجالات العلمية.

2- تعددت الأسباب التي أدت إلى حرمان المرأة من التعليم أو مواصلته؛ كالعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات، ونتيجة الفهم الخاطئ للدين لدى طائفة من الناس، أو خوفًا من فتنة الاختلاط بالشباب، أو نتيجة لأسباب اقتصادية؛ كالفقر، أو شخصية تتعلق بالمرأة نفسها.

3- تأثر تعليم المرأة إلى حد كبير بالفكر الغربي من حيث مضمون التعليم وكيفيته.

4- تدني الجودة النوعية في كافة مراحل التعليم، ونقص في التمويل اللازم لمواجهة التحديات.

5- قصور البيانات المصنفة على أساس النوع الاجتماعي التي تمكن من النهوض بالوضع الحالي للمرأة في مجال التعليم.

6- وما زالت المرأة العربية حتى الآن تعاني من التمييز ضدها، ومن ظروف تعليمية واقتصادية واجتماعية غير ملائمة، بل إن تمكين المرأة العربية يأتي في المرتبة الأخيرة بين مناطق العالم، مما يستدعي بذل المزيد من الجهود لتحسين مكانة المرأة في كافة المجالات، وعلى رأسها مجال التعليم والتدريب.

1- التوعية الدينية المستنيرة لأفراد المجتمع حتى لا يستغل الدين استغلالاً خاطئًا للتقليل من شأن المرأة بقصور في فهم الدين الصحيح، وإكساب الفتيات القيم والعادات والتقاليد السليمة، وتهيئتهن ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم محبين لوطنهم معتزين بتاريخه وحضارته وتراثه؛ ليتمكن من مواجهة تحديات العولمة.

2- إعادة بناء نظمنا التربوية على أساس الإسلام، وتطوير الأهداف التعليمية لكل مرحلة مع دراسة احتياجات سوق العمل من القوى العاملة، وتحديد المهارات الأساسية اللازمة لكل نوع من الأعمال أو المهن الواجب توافرها في المتخرجات من فروع التعليم المختلفة، وتضمين هذه المهارات في المناهج الدراسية.

3- الاستفادة من الاتجاهات العالمية الحديثة في بناء وتطوير التعليم كتنمية مهارات التفكير، والتأكيد على عمل المشروعات في عملية التعلم والتعليم، وتشجيع التعلم الذاتي وبالاكتشاف، والتعلم المستمر، والتربية البيئية والسكانية والوقائية.

4- تحقيق التوازن بين التوسع في التعليم العام النظري والتعليم الفني والتقني، وفتح مدارس ومعاهد وكليات فنية وتقنية لإعداد وتخريج الأيدي العاملة الماهرة.

5- أن تجسد المرأة النموذج المتوازن الذي يؤدي واجبه داخل أسرته، بحبٍّ وتفانٍ، من دون أن يكون منقطعًا عن دوره في العمل المجتمعي.

6- وبصفة المرأة المسلمة المربية الأولى للإنسانعليها أن تحسن من أدائها التربوي، فتتوسع في ثقافتها الإسلامية مهما كان تخصصها العلمي ووظيفتها، لتخرج للمجتمع أبناءً منفتحين وأصيلين، أبناء قادرين على مواجهة تحديات عالم سريع التغير بشجاعة وثقة بالذات.

وفي النهاية، فإن أفكارنا حول التغيير والتجديد والنمو ستظل عديمة الفائدة, ما لم نمتلك الإرادة الصلبة التي تكتشف الإمكانات وتصنعها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.