تتناول المجموعة هموما انسانية لا تقتصر على المرأة بقدر ما تجنح اليها في احالات بليغة مليئة بالوجوه والملامح والأسماء في اساليب سردية ممتعة .تنحت عمايرة التي حمل أوّل ابداعاتها القصصية عنوان (صرخة البياض) من متون الواقع رؤى وافكار بديعة الشخصيات والجماليات رغم ما تفيض به من احاسيس ومشاعر الا انها تنطوي على حالات من الانكسار والقلِق والتوتر والانكسارات.
تمتلك المجموعة القصصية الجديدة (الحرب التي لم تقع) فرادة وأهمية خاصة في أعمال الكاتبة القصصية خاصة وانها تحفل بقيم الحق والحرية والجمال والكرامة والعدالة والانحياز للإنسان البسيط في تفاصيل حياته اليومية .
واضح ان صاحبة رواية (بالابيض والاسود) أمينة لمفرداتها وعناصرها الجمالية في كتابتها الجديدة ولا تأبه بكثير من الخطوط والفواصل والحدود فلديها شرطها ورهانها الابداعي الخاص على كتابة القصة القصيرة على نحو فطن لا يخلو من الجرأة، فمثلما تحضر المرأة في نصوصها فانها تستدعي ايضا الرجل بشخصياته المتعددة بحيوية وعنفوان .
من مناخات المجموعة يطالع القاريء لصاحبة قصص (سيدة الخريف) و(الدرجات) : “سارت المشرفة، فتحت واجهتها الزجاجية، فركت عينيها باصابعها، استندت للحافة، وبدا نصفها العلوي في الخارج، لوكان هناك ثمة احد في هذه اللحظة لاقسم انه رأى امرأة تهم بالانتحار، في هذا الوقت المبكر جدا من النها، لكني امرأة لم ابلغ الثلاثين بعد، املك ابتسامة جذابة، ولدي سبع محاولات انتحار فاشلة، شعرت بالبرودة تلسع جسدها، السماء ملبدة بالغيوم الداكنة، والضباب يفترش وجه الارض من كل الجهات، تفاءلت بسقوط وشيك للامطار”