أكد عبد الله بن أحمد آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتبوأ مكانة مهمة في مشهد الاستثمار الأجنبي المباشر على الصعيدين الإقليمي والدولي، موضحاً أن ملتقى الاستثمار السنوي يمثل فرصة لبناء وتعزيز الشراكات الاستثمارية بين دولة الإمارات ومختلف الدول الصديقة.
، أشار إلى أن الدولة نجحت في تطوير سياسات استثمارية فعالة وهيأت بيئة جاذبة ومشجعة لممارسة الأنشطة الاقتصادية في ظل وجود مجموعة متكاملة من الحوافز والتسهيلات والمزايا التي تقدمها للمستثمرين، وأنها في الوقت نفسه تمتلك كيانات وشركات استثمارية ذات قدرات وخبرات عالمية المستوى في مختلف القطاعات الحيوية، حيث نجحت في تأسيس وتشغيل مشاريع استثمارية وتنموية رائدة في عدد كبير من دول العالم بما يحقق المصالح المتبادلة لجميع الأطراف.
جاء ذلك خلال عدد من اللقاءات التي أجراها سعادته على هامش الدورة الثامنة لملتقى الاستثمار السنوي، مع مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين في عدد من دول العالم والمنظمات الدولية.
السودان
فقد بحث عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، مع معالي مبارك الفاضل المهدي، نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار بجمهورية السودان، أطر التعاون المشترك في المجالات التجارية والاستثمارية.
وأشاد الجانبان بالروابط الأخوية المتينة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان الشقيقة، وناقشا سبل تنمية التعاون القائم في العديد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك، ومن أبرزها الزراعة والاستثمار الزراعي والتعدين والبنى التحتية.
وأكد آل صالح أن دولة الإمارات تدعم المشاركة النشطة للمستثمرين الإماراتيين في المشاريع الحيوية والتنموية في السودان، مؤكداً أهمية العمل على تكثيف الحوار واللقاءات الرسمية والتجارية خلال المرحلة المقبلة لتعميق الروابط على مستوى القطاع الخاص والتعريف بالفرص الواعدة المطروحة للتجارة والاستثمار في جمهورية السودان الشقيقة.
الشيشان
وبحث عبد الله آل صالح، مع معالي حسن حكيموف، نائب رئيس الوزراء في حكومة جمهورية الشيشان، سبل تطوير التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية. وأكد الجانبان قوة الروابط بين دولة الإمارات وجمهورية الشيشان.
وأعرب حكيموف عن اهتمام بلاده بتطوير شراكة اقتصادية مثمرة مع دولة الإمارات، وناقشا سبل تنمية التعاون في مجال الطيران المدني، لفتح المجال أمام تكثيف الزيارات ولقاءات المسؤولين ورجال الأعمال وزيادة التبادل التجاري والثقافي بي البلدين.
وأكد آل صالح أهمية العمل المشترك لترجمة العلاقات الوطيدة بين البلدين إلى استثمارات ومشاريع على أرض الواقع عبر توثيق التواصل بين قطاعي الأعمال والتعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة في جمهورية الشيشان وطرحها على القطاع الخاص بدولة الإمارات، مؤكداً حرص الإمارات على دعم توجه الاستثمارات الإماراتية نحو القطاعات الواعدة في الأسواق الشيشانية بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين.
الكونغو
والتقى عبد الله آل صالح معالي موديست باهاتي لوكويبو، وزير التخطيط في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبحث الجانبان فرص التعاون الاستثماري في المجالات ذات الأولوية ضمن أجندة التنمية الاقتصادية للبلدين، ومن أبرزها ومن أبرزها الزراعة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة الكهربائية والبنى التحتية والقطاع المصرفي والمالي والتعدين والسياحة والطيران المدني.
وأثنى الوزير لوكويبو على نمو العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكونغو، وإقامة استثمارية إماراتية رائدة وذات أثر تنموي مهم في بلاده، ومنها المشروع الذي أعلن عنه مؤخراً لموانئ دبي العالمية بتطوير وإدارة ميناء بانانا في الكونغو. وأكد معاليه حرص بلاده على توسيع نطاق هذا التعاون ليشمل مختلف القطاعات التنموية.
فيما أكد آل صالح من جانبه الاهتمام الذي تبديه دولة الإمارات بتعزيز حضورها في الأسواق الإفريقية الواعدة، ومنها أسواق جمهورية الكونغو الصديقة، وأهمية العمل على تعريف المستثمرين بما تطرحه هذه الأسواق من فرص وإمكانات.
كما استعرض الوفد الفرص الواسعة التي تزخر بها الكونغو في مجال الكاكاو، عن طريق تطوير الاستثمارات الزراعية في هذه السلعة وتجارة محاصيل ومنتجات الكاكاو عبر الأسواق الإقليمية والعالمية بما يحقق المصالح المشتركة.
مالطا
كما بحث عبد الله آل صالح مع معالي كريستيان كاردونا وزير الاقتصاد بجمهورية مالطا سبل تنمية العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية ذات الاهتمام المشترك. وأشاد كاردونا بالنمو المتواصل في دولة الإمارات على جميع الصعد.
وأكد أن مالطا تتطلع إلى المشاركة بفاعلية في إكسبو دبي 2020 لتحقيق الاستفادة المشتركة من فرصه الواعدة.
وقد أكد آل صالح أن إكسبو 2020 يحظى بثقة عالمية عالية وأنه يجتذب مزيداً من الدول والجهات المشاركة.
وأشار كاردونا إلى أن مالطا تعد اليوم ضمن الاقتصادات الأوروبية المهمة وحققت نمواً سنوياً بأكثر من 5%، وأنها تركز على مجالات التصنيع والعلوم الحيوية وتقنيات البلوك تشين والاستثمارات ذات القيمة المضافة، وأنها تعمل على تطوير قطاعات الخدمات والإنشاءات والضيافة لديها، مشيراً إلى أنها تمثل مجالات مهمة للتعاون مع دولة الإمارات.
بوركينا فاسو
والتقى عبد الله آل صالح بمعالي هاديزاتو كوليبالي وزير الاقتصاد في بوركينا فاسو. وبحث الجانبان تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولا سيما في ظل توقيع اتفاقية الأجواء المفتوحة لزيادة التعاون في مجال الطيران المدني لزيادة التجارة والسياحة والاستثمار بين بوركينا فاسو والإمارات، وتهيئة العوامل المعززة لنمو التبادل التجاري ولقاءات رجال الأعمال وتبادل الخبرات الاستثمارية وزيادة فرص التعرف على الإمكانات الاقتصادية المتاحة في جمهورية بوركينا فاسو.
إقليم بيرم الروسي
واستقبل عبد الله آل صالح معالي مكسيم كوليسنيكوف وزير التنمية الاقتصادية في إقليم بيرم كراي الفدرالي بروسيا الاتحادية. وبحث الجانبان آفاق التعاون الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة.
وأعرب كوليسنيكوف عن اهتمام إقليم بيرم بتطوير علاقاته التنموية مع دولة الإمارات، مشيراً إلى أن إقليم بيرم شهد تطورات اقتصادية مهمة ولا سيما في السنوات الأخيرة، حيث يركز على منتجات الابتكار والتكنولوجيا والاتصالات، وبرز في مجالات التصنيع، ومنها إنتاج الآلات الصناعية وأجزاء الطائرات والعديد من الصناعات الثقيلة ومجالات الطاقة والتكرير.
وأكد كوليسنيكوف أن حكومة إقليم بيرم تسعى إلى تعزيز هذه الصناعات والمجالات من خلال الاستثمار الأجنبي وبناء الشراكات مع الوجهات الرائدة، وفي مقدمتها دولة الإمارات، بهدف تطويرها وزيادة خبراتها وتعزيز قدراتها على النفاذ إلى الأسواق العالمية. كما أشار معاليه إلى أهمية الفرص الاستثمارية في مجالات الزراعة والثروات الطبيعية.
من جانبه، أكد عبد الله آل صالح أن دولة الإمارات تتمتع بعلاقات اقتصادية قوية مع روسيا الاتحادية ومختلف أقاليمها وكياناتها الفدرالية، وأن تطوير التعاون مع إقليم بيرم سيمثل امتداداً وإضافة قيمة إلى هذه العلاقات المتميزة، مشيراً إلى أهمية إطلاع الشركات الإماراتية على الفرص التي يطرحها هذا الإقليم، وكذلك أهمية الاستفادة من الصناديق الاستثمارية القائمة بين البلدين.
كازاخستان
واستقبل عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، السيد ساباربك طوياكباييف، رئيس الشركة الوطنية الكازاخية للاستثمار (كازاخ إنفست)، وبحث الجانبان سبل تطوير العلاقات الاستثمارية والتجارية.
وأكد عبد الله آل صالح أن التعاون الاقتصادي بين الإمارات وكازاخستان يشهد تنامياً كبيراً ولا سيما على مستوى الحكومات، مشيراً إلى أهمية انعكاس هذه العلاقات المتينة على تعزيز الروابط بين القطاع الخاص في البلدين للاستفادة من الفرص الاستثمارية في البلدين، ولا سيما في ظل التطور الذي تشهده كازاخستان في العديد من المجالات الاقتصادية.
ومن جانبه، أعرب طوياكباييف عن أهمية المشاركة الكازاخية في ملتقى الاستثمار السنوي الثامن لكونها فرصة للتعريف بالفرص الاستثمارية في كازاخستان، مشيراً إلى أن العام المقبل سيشهد مشاركة بوفد حكومي وتجاري كازاخي رفيع المستوى. وأثنى على التطور الذي شهدته العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وكازاخستان هذا العام بتوقيع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار وبامتيازات جاذبة للاستثمارات الإماراتية، ما يشير إلى مدى اهتمام كازاخستان بتعزيز حضور المستثمر الإماراتي فيها بما يحقق الفائدة المشتركة للجانبين، معرباً عن تطلعه إلى توثيق الروابط مع الشركات الاستثمارية الإماراتية، ومجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج.
وبحث الجانبان سبل تطوير التعاون في مجال الاقتصاد الإسلامي، وأعرب الجانب الكازاخي عن حرصه على دعوة المسؤولين المعنيين في دولة الإمارات للمشاركة في عدد من الفعاليات الاقتصادية المهمة التي ستشهدها كازاخستان في يوليو من هذا العام، من أبرزها المنتدى الاستثماري الكازاخي ومنتدى كازاخستان للاقتصاد الإسلامي وافتتاح مركز أستانة المالي، كما أشار طوياكباييف إلى أن الشركة الوطنية الكازاخية للاستثمار تخطط لافتتاح مكتب تنفيذي لأعمالها في دبي.
لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا
وبحث عبد الله آل صالح مع سعادة فيرا سونغوي، المديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، فرص التعاون الاقتصادي وتعزيز جذب الاستثمارات إلى إفريقيا. وناقش الجانبان التطور الذي تشهده منظومات الاستثمار في ظل الإصلاحات والتشريعات الحديثة التي تتبناها دول إفريقيا.
وأكد آل صالح أن إفريقيا تمثل إحدى الوجهات المهمة للأنشطة الاقتصادية الإماراتية على مدى السنوات القليلة الماضية، وأن الدولة لديها عدد من الاستثمارات الطويلة المدى وذات الأثر المهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان الإفريقية الصديقة، حيث شملت قطاعات الطاقة الشمسية والموانئ والعقارات والاتصالات والتعدين والطيران والخدمات اللوجستي والزراعة، مشيراً سعادته إلى أهمية العمل على تعريف القطاع الخاص والشركات الاستثمارية في دولة الإمارات بالفرص التجارية والاستثمارية البارزة في مختلف الأسواق الإفريقية.
وأوضحت سونغوي أن الأسواق الإفريقية تعد واعدة على المدى الطويل وما يزال كثير منها غير مكتشف ومليء بالفرص الاستثمارية، وشجعت على استكشاف ما تتمتع به بلدن إفريقيا جنوب الصحراء من إمكانات، مع الاهتمام بدعم الدول الإفريقية الصغيرة عبر مشروعات تنموية تحقق المصلحة المشتركة، مشيرة إلى أهمية المشاركة في إكسبو دبي 2020، والاستفادة الخبرات الإماراتية في العديد من القطاعات التنموية، ولا سيما الطاقة والطاقة النظيفة والرعاية الصحية وغيرها.
