أعاد خبر الترتيب لنقل رفات جندي من الجيش العربي الأردني كان قد استشهد في العام 1967 بالقرب من قرية بيتا جنوبي نابلس، الحديث عن القبور المجهولة في فلسطين وعن الشهداء الفلسطينين والأردنيين المفقودين الذين انقطعت أخبارهم أيام حرب 1967م وما تلاها من أحداث خلال السنوات التالية (1967- 1970) التي عرفت باسم (حرب الاستنزاف)، ويرقد أكثرهم في مقابر الأرقام التي أقامها الاحتلال الصهيوني في الأغوار.
سيتم نقل رفات الجندي الواقع تحت شجرة تين بالقرب من زعترة/ بيتا تجنباً لأن يمر من فوقه طريق التفافي جديد يتم العمل عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي يمتد من حاجز زعترة ماراً بأرضي بلدتي بيتا وحوارة جنوبي نابلس. وبحسب النشطاء فسيكون نقل الرفات بالتنسيق مع الجهات الأردنية في فلسطين، وهذا ما يعني أن الجهات الرسمية اعتمدت روايات الأهالي حول القبور المنسوبة لشهداء الجيش العربي في فلسطين.
ولعل المعلومات الأساسية المتوفرة لدى الأهالي حول حكاية قبر الجندي الأردني بالقرب من بلدة بيتا هو ما يرويه الحاج رزق الله أقطش والبالغ من العمر 73 عاماً، حيث روى تفاصيل إعدام الشهيد وتركه لعدة أيام قبل أن يتم دفنه بجانب الطريق لتظلله شجرة تين لاحقاً.
يتسلم الأردن، الخميس، رفات جندي استشهد في فلسطين منذ 53 عاما، وتم العثور عليه مدفونا تحت شجرة تين بالقرب من قرية بيتا ببلدة زعترة جنوبي نابلس.
وعثرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على رفات الجندي الأردني أثناء أعمال شق الشارع الالتفافي، الذي يمتد من حاجز زعترة مارا بأرضي بلدتي بيتا وحوارة جنوبي نابلس، وصولا لدوار “يتسهار”.
ومن المقرر أن يتم تسليم رفات الجندي المجهول للسلطات الأردنية بالتنسيق مع السفارة الأردنية في رام الله، وسيجري أخذ عينة من الحمض النووي للشهيد، لمقارنتها مع حمض الذين أعلنوا عن فقدان أقاربهم في تلك الفترة، ومن خلال نتائج الفحص قد يتم التعرف على هويته.
وبحسب النشطاء، فإن الجندي الأردني استشهد خلال حرب ١٩٦٧، على يد جنود إسرائيليين قاموا بإعدامه وتركه لعدة أيام، قبل أن يتم دفنه بجانب الطريق لتظلله شجرة تين لاحقا، وفقا لرواية الحاج الراحل محمود عبد الله أقطش.
ويتداول سكان زعترة رواية للحاج أقطش، الشاهد الوحيد على واقعة قتل جنود إسرائيليين للجندي الأردني، في اليوم الثاني أو الثالث لاحتلال الضفة الغربية في شهر حزيران/ يونيو 1967.
تقول الرواية: “بعد هزيمة 67، كان أقطش يراقب الشارع الخالي تماما إلا من سيارات الاحتلال العسكرية، التي كانت تعبر الشارع في فترات متباعدة، وفي عصر ذلك اليوم لاحظ سيارة جيب تابعة للاحتلال قادمة من جهة نابلس، توقفت السيارة بعد المنعطف الأول، ونزل منها شاب، ومشى نحو الجبل، توقف الشاب لفترة قصيرة ورجع إلى السيارة، ثم عاد ومشى مرة أخرى نحو الجبل (يبدو أن جنود الاحتلال طلبوا منه ذلك)، وما أن خطا بضع خطوات حتى أطلق الجنود عليه النار من الخلف، دون أن ينزل أحد منهم من السيارة، وبعد أن ارتكب جنود الاحتلال الجريمة عادوا بسيارة الجيب من حيث أتوا باتجاه نابلس”.
وبحسب الرواية: “بقي جثمان الشهيد في العراء ما يزيد على أسبوعين، وكان الناس الذين فقدوا أقرباءهم في الحرب يخاطرون بأنفسهم ويأتون إلى بيت أقطش في زعترة عبر الطرق البرية، ويستغلون الفرصة التي لا تتواجد فيها سيارات الاحتلال، ثم يذهبون لإلقاء نظرة على الشهيد، متوقعين أن يكون قريبهم المفقود. وبعد أن هدأت الأوضاع، أحضر جنود الاحتلال موظفين من دائرة الأشغال العامة في نابلس، وطلبوا منهم دفن الجثمان”.