زاجل نيوز – البحرين
كشفت عائشة خالد الحرم أول مهندسة فضاء في البحرين أن فريق البحرين للفضاء يعمل حاليا على بناء قمر صناعي ثانٍ بأيادٍ بحرينية في مملكة البحرين، معبرة عن تطلعها أن يكون لها مساهمة فعالة في خلق قطاع فضائي وطني يسهم في تقديم حلول متقدمة تدعم كافة الأنشطة العلمية والاقتصادية في مملكة البحرين، داعية الشباب إلى محاولة الخروج بحلول تحوّل التحديات إلى فرص نجاح والاهتمام بالبحث المستمر والتحلي بالصبر في كل التحديات.
وقالت إن المهمة الأساسية لأول قمر صناعي بحريني إماراتي مشترك (ضوء-1) هي كشف أشعة جاما الأرضية، وهذه الأشعة متزامنة مع العواصف الرعدية، وسيقوم القمر بجمع البيانات الخاصة بأشعة جاما الأرضية، ومن ثم تنزيل البيانات من خلال المحطات الأرضية، وسيتم استخدام هذه البيانات في عدة مهمات، من أهمها رسم خرائط توضح المناطق التي تنتشر فيها أشعة جاما وتحدد شدتها ودراسة تأثير شدة هذه الأشعة على الغلاف الجوي، وسلامة الطيران وصحة الانسان، وسيتم نشر هذه البيانات لمراكز الأبحاث والجامعات المهتمة بهذا المجال بعد معالجتها.
وتطرقت عائشة الحرم إلى التحديات التي واجهتها وفريقها أثناء العمل على القمر الصناعي، مؤكدة أن أبرز هذه التحديات هي ردود الأفعال السلبية من فئة معينة أثناء بناء القمر الصناعي ما زادهم إصراراً على المواصلة والنجاح في هذا المشروع، كما أن التحدي الأكبر الذي واجه الفريق وواجهته كل الدول هو جائحة كورونا بسبب صعوبة الوصول إلى المختبرات وحصول بعض التأخير في الشحن، كذلك عدم تمكنهم من عمل بعض التجارب التي كان مطلوبا عملها في دول خارج مملكة البحرين، ورغم كل هذه التحديات فإن القمر الصناعي انطلق في الوقت المحدد ولاقى نجاحاً باهراً بفضل من الله ثم دعم القيادة الرشيدة ودعم الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء.
وعن شعورها بعد حصولها على لقب أول بحرينية تشارك في تصميم وتطوير عدة أقمار صناعية، قالت عائشة الحرم إنها فخورة جداً بكونها أحد أعضاء فريق عمل تصميم وبناء أول قمر صناعي بحريني لأن هذا المشروع يثبت أن طموح شباب البحرين قد وصل إلى الفضاء. وأضافت أنها استفادت من هذا المشروع وغيره من المشاريع إذ إنها تعلمت العديد من المهارات، أهمها مهارة إدارة المشاريع الكبيرة في جميع الظروف وخصوصاً جائحة كورونا التي زادت من صعوبة التحديات.
وعن تجربتها أثناء مقابلتها للعمل في الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، أشارت إلى أنها تجربة فريدة من نوعها ورحلة ممتعة ومتعبة في نفس الوقت، إذ إنها مرت بعدة مراحل وعدة مقابلات وامتحانات سواء كتابية أو شفهية قبل حصولها على الوظيفة وتفوقها على ما يزيد على الأربعة آلاف متقدم، من بين هذه المراحل قدمت امتحاناً شفهياً أمام لجنة تحكيم كل أعضائها علماء فضاء من خارج مملكة البحرين.
وأشادت الحرم بالمرأة البحرينية إذ أثبتت كفاءتها في شتى المجالات، مشيرة إلى أن المرأة البحرينية اليوم ليست مجرد موظفة بسيطة بل وصلت إلى مناصب مرموقة، وقد شغلت مواقع في العديد من الوظائف المتعلقة بعلوم المستقبل، وأكدت أن مملكة البحرين مستمرة في دعم المرأة وإتاحة الفرص لها.. وهذا كله بدأ عند تأسيس المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى.
وحثت عائشة الشباب على التوجه إلى مجال علوم المستقبل، من ضمنها علوم الفضاء، لأنه بحسب دراسات عالمية متخصصة في سوق العمل، ثبت أن مئات الوظائف الحالية ستلغى خلال العقدين القادمين وستحل محلها آلات مبرمجة تقوم بالوظائف، ونصحت الشباب وأولياء أمورهم بالاطلاع الدائم على متغيرات سوق العمل والاهتمام بالتخصصات المستقبلية لضمان مستقبل أفضل لأبنائهم.
وختمت عائشة الحرم بحديثها عن طموحها الذي لا حدود له وذكرت \أن من أهم خططها المستقبلية التي بدأت فيها المواصلة في تطوير نفسها في تخصصها، وكذلك الاستمرار في البحث العلمي الذي يلعب دوراً كبيراً في اكتشاف الحلول المبتكرة لجميع التحديات التي يواجهونها في المجال، كما أنها ستعمل بشكل مضاعف لنقل معرفتها إلى شباب مملكة البحرين وتوظيف هذه المعرفة في المشاريع المستقبلية للهيئة.
يذكر أن عائشة خالد الحرم أول مهندسة فضاء في البحرين حاصلة على البكالوريوس في هندسة الحاسوب بامتياز مع مرتبة الشرف والماجستير في تقنية المعلومات بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة البحرين. تم ابتعاث عائشة من قبل الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لدراسة ماجستير الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في تقنيات ونظم الفضاء، وقد تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وبذلك تصبح عائشة أول مهندسة فضاء بحرينية متخصصة في برمجة نظم تحديد الاتجاه في الأقمار الصناعية.
بدأت عائشة مسيرتها المهنية معلمة في وزارة التربية والتعليم، وأكدت أنها استفادت من تجربة التدريس إذ تعلمت العديد من المهارات. ثم انتقلت إلى تطوير البرامج الإلكترونية في إدارة نظم المعلومات. وحالياً عائشة هي أحد أعضاء فريق البحرين للفضاء، وقد شاركت في تطوير وبناء أول قمر صناعي بحريني حيث كانت تقود فريق البحرين للفضاء في هذا المشروع.