تسجيل الدخول

الإسلام ليس قائمة محظورات

دين ودنيا
H4CK3D BY Z3US22 يوليو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
الإسلام ليس قائمة محظورات

حذر الأزهر الشريف من إشاعة «ثقافة التحريم» في الفتاوى المتداولة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل؛ حيث لا تعكس هذه الفتاوى الدقة الشرعية والاستناد الفقهي الصحيح، وترسم صورة غير صحيحة لشريعتنا الإسلامية التي جاءت كل أحكامها رحمة وسعة ورفقاً بالإنسان، وتتجاوب مع كل أحداث الحياة المتجددة. وأكد الأزهر أن ديننا يلفظ كل صاحب فكر متشدد، وثقافة تكفيرية، وأن شريعتنا السمحة لا تعترف بالفتاوى المتشددة التي يحاول دعاة التطرف فرضها على المسلمين تحت مزاعم كاذبة ودعاوى باطلة.

زاجل نيوز، ٢٢، تموز، ٢٠٢٢ | دين ودنيا 

كيف ينظر علماء الإسلام إلى خطورة هذا الفكر المتشدد؟ وما تأثير إشاعة ثقافة التحريم في بعض الفتاوى المتداولة عبر مواقع التواصل ؟

يؤكد الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن «ثقافة التحريم» دخيلة على الشريعة الإسلامية التي جاءت كل أحكامها لتجسّد الرحمة بالإنسان وتحقيق مصالحه، موضحاً أن الإسلام دين وسطية واعتدال، وأن القرآن الكريم، وهو دستور المسلمين الخالد، به آيات كثيرة تؤكد وسطية الإسلام، ويسر شريعته، والحكمة النبوية تؤكد أن «العمل القليل الدائم خير من الكثير المنقطع».

ويقول الطيب: الشريعة الإسلامية لا تعرف التضييق على خلق الله، ولا تقر التشدد الذي نراه في بعض الفتاوى، وعلينا أن نتذكر أن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا على المتشددين بالهلاك فقال (ثلاث مرات): «هلك المتنطعون»، وأن التاريخ يشهد أن هؤلاء المتشددين لا يظهرون إلا ريثما يهلكون، وعنف النبي، صلى الله عليه وسلم، الإمام الذي أطال الصلاة بالناس، وقال له: «يا معاذ: لا تكن فتاناً؛ فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر»، وكان صلوات الله وسلامه عليه يسرع في صلاته إذا سمع بكاء الأطفال، ويقول: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي؛ مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه».

ويوضح الطيب أن «الأدلة والبراهين كثيرة ومتنوعة على يسر الشريعة الإسلامية ورفضها لكل فتاوى التشدد والتضييق على الناس، وبلغ يسر التكاليف في الإسلام حداً أن جعل الاقتصار على أداء الفرائض يكفي في تحصيل السعادة في الدنيا والآخرة، كما في حالة الرجل الذي وعد النبي، صلى الله عليه وسلم، بالالتزام بأداء الفروض فقط دون زيادة عليها أو نقصان، وأن النبي قال عنه: «أفلح إن صدق»، وكما في قوله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له: ادخل بسلام».

خطر بالغ

د. شوقي علام، مفتي مصر وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، يؤكد أن التشدد في الفتوى ونشر ثقافة التحريم يمثل خطراً بالغاً على مجتمعاتنا الإسلامية المعاصرة. ويقول: الفكر المتشدد غريب على الإسلام، ودخيل على ثقافة المسلمين الشرعية، وشريعتنا بطبيعتها طاردة لكل فكر متشدد، لأنها تقوم على اليسر والعفو والتسامح، وتتميز بالمرونة والسعة، وتواكب كل أحداث الحياة المتجددة، وتلبي حاجة المسلمين في كل مكان، وفي كل عصر، ولذلك هي لا تعطي الفرصة لأحد لكي يزايد عليها. ومن مظاهر مرونة وسعة شريعتنا الإسلامية أن معظم أحكامها متغيرة وفقاً لما تقتضيه مصلحة المسلم.

ويحذر مفتي مصر من الانخداع بفتاوى المتشددين المتداولة عبر الوسائل الحديثة، مناشداً الجميع، اللجوء إلى العلماء ومؤسسات الفتوى التي تعمل وفق مرجعية صحيحة وهي كثيرة ومتعددة وموجودة في كل البلاد الإسلامية ومواقعها منتشرة عبر الإنترنت.

ويضيف: من مصائب دهرنا أن يعظ المتشددون الناس، يفتون في أمور الدين وهم أجهل خلق الله به؛ ولذلك يجب ألا يلتفت الشباب لهذه الأقوال هؤلاء التي لا يؤيدها شرع ولا عقل ولا منطق.

أخطاء ومخالفات

د. محمد الشحات الجندي، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، يؤكد أن ما يردده «فقهاء التشدد» لا علاقة له بالشريعة ومقاصدها الحقيقية، فهدفهم نشر ثقافة فقهية لا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد، فشعار الإسلام «يسروا ولا تعسروا»، وما خير رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين أمرين إلا اختار أيسرهما.

ويضيف: لا تكفي دعوة الجماهير إلى مقاطعة فتاوى التشدد الديني؛ بل يجب تصدي العلماء لهذه الفتاوى وبيان ما فيها من أخطاء ومخالفة صريحة لشرع الله حتى لا تنطلي على البسطاء ويعملون بها

ويوضح الجندي أن الشريعة الإسلامية لم تأتِ بأحكام جامدة وتتركها للناس يطبقونها بعيداً عن مصالحهم الحقيقية؛ بل كلها تستهدف مصلحة الإنسان وحمايته من كل ما يضر بعقله وجسده ومصالحه الدنيوية قبل الدينية.

ويقول: من يقرأ أحكام الشريعة حتى تلك التي تتعلق بالعقوبات والحدود يتبين له أنها تستهدف أولاً وأخيراً مصلحة الإنسان، وبعدها في درء المفاسد؛ لذلك ترفع شريعة الإسلام شعار «لا ضرر ولا ضرار» بمعنى ألا يضر الإنسان نفسه ولا يجلب الضرر لغيره.

تضييق يمثل انحرافاً

يشدد شيخ الأزهر على أن التشدد والتضييق على عباد الله سواء في أداء العبادات أو في المعاملات يمثلان انحرافاً في حقيقة الإسلام، وعرضاً منفراً رديئاً لشرائعه وأحكامه. ويلفت إلى أن «الشريعة الإسلامية لم تنه عن شىء فيه مصلحة للإنسان، بل كل ما نهت عنه فيه إضرار مباشر أو غير مباشر به، وصيغ «النهي» الواردة في الشريعة، على قلتها، لا تستلزم «التحريم» بدلالة تلقائية، بل منها ما يستلزمه، ومنها ما لا يستلزمه، وهذا ما تقرره القاعدة العامة في التشريع من أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن تحريم أي شيء لا بد فيه من دليل قاطع يفيد التحريم فائدة صريحة، ويلزم على ذلك ضرورة انحصار الأشياء الممنوعة في الإسلام في عدد قليل جداً، وجاءت نصوص القرآن مؤيدة لهذا المنحى في التشريع».

زاجل نيوز 

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.