كان يحكم تلك المدينة رجلاً ظالماً لا يفرق بين الحق والباطل ، ولا يراعي حرام أو حلال ،
الكل منه يشتكي الظلم والجور ، حتى وزرائه وأعوانه ،
ولكن لا أحد يجرؤ على الوقوف في وجهه لشدة بطشه ،
وكان يتفنن في تنفيذ في خطة تخطر في رأسه مهما كانت ،
وكان أحد وزرائه صديقاً مقرباً من جحا فكان يخبره بما يفعل الحاكم
وفي أحد الأيام جالت في رأس الوالي فكرة غريبة
لقد قرر أن يعلم حماره الحروف الهجائية ويراه ينطق أمامه ويكلمه
فطلب بإحضار أكبر عالم في المدينة وحضر العالم
فطلب منه الوالي أن يعلم حماره الحروف الهجائية
فأخبره العالم أنه لا يمكن فعل ذلك وحاول إقناعه
لكن الحاكم غضب ولم يقبل تعليلات العالم
وطلب بطرده من المدينة لأنه لم يحسن استخدام علمه
ولم يفعل ما أمره به الحاكم
وذاع الخبر في المدينة أن الحاكم مستعد أن يعطي المكافئات والعطايا
لمن يتمكن من تعليم حماره الحروف الهجائية والنطق
ولم يكن أحد يجرؤ أن يفكر في أن يتقدم لفعل ذلك
وفي أحد الأيام قرر جحا أن يعلم حمار الوالي الحروف الهجائية
فحاول الناس صده عن الذهاب للحاكم
لأنهم يعرفون مصير جحا إن فشل في تعليم الحمار
وكان من جملة الناس التي حاولت منع جحا صديقه الوزير
ولكن جحا رفض سماع كلام الجميع وتقدم للحاكم وأخبره أنه على استعداد ليعلم حماره