هذه أبيات يسيرة خرجت من قلب مكلوم ، راضٍ بقضاء الرب الكريم ، كتبتها في تلميذي وابني الذي غمرني بحسن خلقه وتواصله ومحبته وصفائه باسل بن سويلم المقاطي ــ رحمه الله تعالى –حيث رحل عنا في حادث سير ، في يوم الأربعاء الخامس من شهر الله المحرم لعام ثلاثة وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة .
طوى الموتُ عنا باسلاً في شبابِهِ
فوا حسرتاً للقلبِ إذ قيلَ يرحلُ
لقد كانَ عندي عالياً في صفاتِهِ
وكان بحسْنِ السَّمتِ يأتي ويَنْهَلُ
صبوحاً إذا لاقيتَه في مسيرِهِ
سموحاً كريماً وجهُهُ يتهلَّلُ
بشوشاً وصولاً صادقاً في سؤالِهِ
يُجَمِّلُهُ نُصحٌ ولُطفٌ وأفْعُلُ
حريصاً على الخيراتِ طُولَ حَياتِهِ
وأخلاقُهُ في الناسِ تعلُو وتَنْبُلُ
لقد كان مني دائماً في جلوسِهِ
قريباً وكان القلبُ بالقربِ يكْمُلُ
لقد غابَ عني فجأةً في فجيعةٍ
فؤادي بها المكلومُ لا يتحملُ
فلو قد رأيتَ الناسَ في يومِ موتِهِ
علمتَ بأنَّ الحُزْنَ في الكلِّ يَعْمَلُ
نُأمِّلُ في الرحمنِ في مدِّ عُمْرِهِ
وبعد المماتِ اليومَ بالعفوِ نأْمَلُ
وهذا قضاءُ الربِّ في شأنِ خلقِهِ
له الحكمُ في المخلوقِ ما شاء يفعلُ
فيا ربِّ فارحمْ باسلاً في رحيلِهِ
فأنت عظيمُ الصفحِ أنتَ المؤَمَّلُ
كتبها الشيخ / علي بن صالح المري
المزاحمية