تسجيل الدخول

‎هلوسات من داخل الحجر الصحي‎

2020-04-14T18:06:48+02:00
2020-04-15T11:28:12+02:00
مقالات
zajelnews2015 zajelnews201514 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
‎هلوسات من داخل الحجر الصحي‎

كتب: غسان شعبان العوف

يمكن لو اني صيني لما أعترضت أن امي “ام باسل” بالصيني ام تشنغ شانغ تسو تقدم لي حساء الخفاش وقطعة كتف من كلب واحتمال سأجد المذاق لذيذ، الكثير من الغربيين يستطعمون ارجل الضفادع و يجدونها في غاية اللذة، مش رح أستوعب إنه مقرف مثلا ومع الوقت معدتي سوف تتوعد على هكذا أطباق من الطعام والدليل على ذلك تعود معدة القطريين على اللبن التركي.

مشكلتي مع أمي ليست فيما تقدمه لي من طعام بل ان تجيبني عن لغز شكل واختلاف عيوننا عن الشعوب الأخرى، قد يكون التفسير هو ارتباط المعدة والجهاز الهضمي في عضلات العيون.

لكن، مطالبة الشعب الصيني عن التخلي لثقافة الأكل عندهم سوف تكون مهمة مستحيلة، يعني تخيل تطلب من الشعب الأردني ان يتخلى عن المنسف! او اطلب ان يتخلى عن الملوخية، يا لطيف، المنسف والملوخية كفيلة بأن تشعل حرب أهلية حتى الإبادة. لأن كلا الاكلتين تعتبر “ثقافة” شعب.

كثيرا ما استوقفني مفهوم ثقافة شعب وما يعني تحديدا، وهي عبارة عن مجموعة من السلوكيات والقواعد المشتركة بين فئة من الناس مرتبطين وبينهم قواسم مشتركة مثل العرق والدين واللغة والمكان وطبعا الزمان، وأكدت على الزمان لأنه كفيل بتغيير بعض الثقافات وكل هذه العوامل تشكل الهوية المجتمعية، لكن لماذا يندرج الطعام تحت مظلة “الثقافة” وحقيقة لم أجد الإجابة المقنعة ولعلني يوما ما أجد ضالتي وانا عاريا تحت المياه الساخنة، لأنه وبعد تجربتي الشخصية تولدت قناعة ذاتية لدي بأن المياه الساخنة تساعد على تنشيط خلايا الدماغ والتفكير بعمق، او هكذا كنت أعتقد وكنت مخطئا ليتبين لي فيما بعد أن السبب الحقيقي لتنشيط خلايا الدماغ لا علاقة له بالماء الدافئ بل ان تكون عاريا مجردا هو السبب الفعلي.

نحن سمعنا عن بعض الحيوانات ولم نسمع عن حيوانات كثيرة وعديدة ولا نعرف هذه الحيوانات وتعتبر من ضمن الطعام الذي يتناولوه عدا عن إستخدام الحيوانات في الطب الصيني.

وتعود قصة الصينيين لتناول اللحوم الغريبة لسنوات المجاعة التي راح ضحيتها ما يقدر ب 45 مليون صيني وهذه المجاعة لم تضرب الصين قبل الميلاد بل حديثا وتحديدا ما بين عام 1959 و 1961 مما دفع الصينيين إلى صيد وتناول الحيوانات البرية.

انا بكرا أمامي يوم شاق وطويل بأن اكون حبيس البيت لليوم الخامس عشر على التوالي والتوازي وبما انني اليوم بئت وابت جميع محاولتي لإيجاد فيلم رومانسي لاعيد ذكريات الغرام مما مضى من عمري المديد فما زالت رحلة البحث عن سنيورة مستمرة على قدم وساق وابهام القدم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.