تسجيل الدخول

وزارة التربية والتعليم للتجارة والاستثمار م.م.ذ !!

تعليم
زاجل نيوز27 يوليو 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
وزارة التربية والتعليم للتجارة والاستثمار م.م.ذ !!

يُعدُّ التعليم في جميع دول العالم المتقدمة من أهم عناصر البناء الفكري والحضاري الذي ترتقي به الأمم وتتقدم على سائر المجتمعات الأخرى، وتنشئ أجيالاً متعلمة وراسخة القيم قادرة على تحمل المسؤلية وعلى العطاء والبناء في جميع مجالات الحياة, ما ينتج عنه أطباء أكفاء ومهندسون بارعون وعمال مهرة ومزارعون ناجحون و مدرسون متميزون وقضاة نزهاء صادقون وغير ذلك.
اهتم ديننا الإسلامي بالعلم ، ورفع الله تعالى مكانة المتعلمين فقد قال تعالى في سورة الزمر : ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ” ، و قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” طلب العلم فريضة على كل مسلم ”.
أما التعليم في وطننا فهو أشبه بعجوز قاربت على التسعين من عمرها ومازلت تضع مساحيق التجميل لتبدو جميلة شابة، قادرة على الخداع وتزوير الحقائق وتلوينها ولا تدري بأنها وإن أخفت ملامحها الخارجية فإنها قد هرمت من الداخل وشاخت ولم تعد قادرة على العطاء والإبداع، وأنها باتت على شفا حفرة من النهاية والسقوط، فما لها الأن الا بطريقة تجارية جديدة تمكنها في المضي.
فالتعليم في أيامنا هذه عملية تجارية قائمة على آلية إنجاح أكبر عدد من الطلبة في الثانوية العامة ومنحهم علامات خيالية بل وتامة ربما، وقد تكون أكبر من إمكانيات الطالب فعلياً، وبالتالي تقوم على تحريك الاقتصاد بطريقة غير مباشرة؛ وذلك بزجِّ أفواج من الطلبة في الجامعات لزيادة المردود المادي غير آبهة بإمكانية الطالب المادية أو بمصدرها سواء من خلال قرض بنكي أو بيع أرض أو سيارة.. إلخ، وفي النتيجة ينتهي الأمر بالطالب إلى الجلوس في بيته منتظرا رحمة وظيفة تُسدد ما تراكم عليه من ديون أو عالقاً في الجامعة لايعرف كيف سنجح في المواد ويتخرج.
فالتعليم في معضم الدول المتقدمة وبعض الدول المجاورة شبة مجاني لا يستهدف جيب الطالب بل يستهدف عقلة وأبداعه الفكري. قبل دخول التعليم عالم المال والتجارة: لم نكن نسمع عن خطأ طبي في مستشفى، أو عن انهيار مبنى، أو تلف شارع، لم نسمع عن هيبة المعلّمِ التي أصبحت في الحضيض، ولا عن سوق الدروس الخصوصية الرائج. والسؤال: هل تسد تلك الدروس العَوز التعليمي الحاصل في المدارس، أم أنها أصبحت ظاهرة جديدة لابتزاز المال، أم شماعة يعلِّق عليها الأهل آمالهم بتفوق الأبناء؟!
ختاما فقد أصبح التعليم مؤسسة تجارية مجردة من كل قيم الأمانة والأخلاق؛ وبات منهكاً غير قادر على صياغة وضبط أدنى مستويات أسس التعليم النوعية والثقافية لخلق مخرجات ذات منهجية فكرية واعية على أكبر قدر من والعلم والثقافة . فنتائجه أصبحت تنعكس على ما نشاهده الأن من فساد في جميع المجالات الحياتية والتراجع في النهوض والتقدم.
فمن المسؤول !؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.