تسجيل الدخول

هنديات يندفعن لخوض غمار رياضة الفروسية

zajelnews2015 zajelnews20152 يوليو 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
هنديات يندفعن لخوض غمار رياضة الفروسية

تعتبر الفروسية من الرياضات الذكورية بالأساس، ولكن ماذا يحدث عندما تندفع النساء إلى خوض غمار تلك الثقافة الذكورية؟ في الهند، هناك عدد قليل من النساء اللائي صنعن اسماً مميزاً لأنفسهن، بكسر تلك الحواجز الوهمية.

بدأت روبا سينغ ركوب الخيل في الرابعة من عمرها، نظراً لأنها ربيبة عائلة من محترفي الفروسية. وعندما بلغت 35 عاماً من عمرها، صارت أول فارسة هندية محترفة تفوز بأكثر من 750 سباقاً للخيول، وأكثر من عشر بطولات كبيرة.

وتملك عائلتها تاريخاً طويلاً من التعامل مع الخيول، وانغمست روبا في هذا العالم منذ نعومة أظفارها. وكان جدها لأبيها يعمل في تدريب خيول الجيش البريطاني في الهند، كما كان كل من والدها وشقيقها من فرسان السباقات والمدربين المخضرمين.

تقول الفارسة المشاكسة روبا سينغ: «تعلمت الفروسية من جدي. كنت أحب الركوب رفقته على ظهر الخيل، والانطلاق في الصباح المبكر إلى مدرسة الفروسية. وعلمني جدي كيفية السيطرة جيداً على الخيل، والاحتفاظ بوضعية الركوب الصحيحة على ظهره، وهو أمر مهم للغاية للمتسابقين».

وكانت فرصتها الكبرى للتعليم قد جاءت من والدها، كما تقر بذلك قائلة: «كنت أخشاه للغاية أكثر مما أخشى الخيول. لقد كان مدرباً صارماً. علمني كيفية الجلوس والسيطرة على خيول السباق، سيما الخيول العصبية، وهو الأمر الذي يصعب تعلمه كثيراً».

تعد إنجازات روبا سينغ في المهنة التي يهيمن الذكور عليها تماماً، من الاستثناءات الجديرة بالتقدير. ولقد فازت بأول بطولة عالمية لها في بولندا عام 2014، والبطولة الأخيرة في أبوظبي عام 2018.

وعلى الرغم من مشاركتها في كثير من السباقات التي كانت هي المتسابقة الأنثى الوحيدة فيها، فلم يخطر ببالها قط أن تتحول إلى فارسة في سباقات الخيول العالمية.

وكانت رغبة الوالد في أن يرى كريمته أول امرأة هندية تحترف ركوب الخيل في السباقات، ولقد عمل بجد لأجل بلوغ هذا الهدف معها. وكان حلمه مستلهماً من الفارسة الإيطالية سيلفا ستوراي، التي استقرت في الهند اعتباراً من عام 1978، وأصبحت أول فارسة من النساء في الهند على الإطلاق.

ولكن إنجازاتها لم تكن بمثل هذه السهولة. فخلال سباق دخلته في عام 2004، تعثرت روبا رفقة حصانها. ولقد توفي الحصان في الموقع، وخرجت من الحادثة بكسر في عظام الرقبة، تلاه كسر آخر في عظام الكاحل.

وتقول روبا معترفة: «لم تكن الأمور سهلة، ولم يتقبلني الناس بأذرع مفتوحة. لم يكن هناك مدرب أو مالك للخيول يقبل أن يسلم خيله لفتاة؛ لأنّهم كانوا يظنون أنّ النساء أقل منهم عقلياً وجسدياً. لذلك وفي بداية الأمر، كانوا يعطونني خيولاً متوسطة لركوبها عندما أدخل السباقات. ولكنني لم أسمح للمشاعر الدونية بالسيطرة عليَّ. وبدأت في الحصول على أفضل أداء بعد فوزي بخمسين سباقاً، وكنت قادرة دوماً على التحسين من أدائي».

إنّ ركوب الخيل محفوف بالمخاطر. وعندما تشتد صعوبة الأمور، تستعين روبا بإيمانها، وبالعمل الشاق للمواصلة. وهي تقول مؤكدة: «تعرضت للحوادث والكسور. وهذه الحوادث طبيعية ما دمت أستطيع البقاء على ظهر الحصان. وفي بعض الأحيان تعتريني هواجس الاستسلام، ولكنّ شغفي وعشقي للخيل يثبِّت من أقدامي».

تعترف روبا بأنّها ترغب في رؤية مزيد من الفتيات يدخلن هذا المجال. وتقول مؤكدة: «أشعر بأنّ الآباء في الهند يمنعون بناتهم من دخول هذا المجال خشية الأخطار المتعلقة به. وأود أن أقول لهن: حاولن وثابرن، ولا تعتبرن أنفسكن أقل أو أضعف من الرجال؛ بل بإمكانكن أن تصنعن ما هو أفضل؛ لأنّ القوة المعتبرة هنا هي قوة العقل وليست قوة الجسد».

ولكن، وقبل روبا، كانت هناك سيلفا ستوراي، التي وفدت من إيطاليا إلى الهند عام 1978، وهي سائحة، كانت في الـ17 من عمرها، وأصبحت بمرور الوقت أول فارسة محترفة لركوب الخيل تفوز بكثير من المسابقات. وكانت تقول: «كان هناك نوع من الارتباط الوجداني الذي جعلني أقرر أن أتخذ من الهند موطناً ثانياً لي».

وفي سن الـ17 عاماً، كانت سيلفا وصديقتها قد خططتا للسفر إلى أفغانستان. وعندما تخلت صديقتها عن الفكرة، قررت سيلفا المضي قدماً بمفردها. وكانت الرحلة التي بدأت من نابولي، عبر تركيا، ثم إيران، وصولاً إلى أفغانستان؛ حيث دفعها عدم اليقين بالأوضاع السياسية إلى المغادرة صوب الهند. ومنذ ذلك الحين، صارت الهند موطنها الجديد. واستقرت للحياة في كوديكانال جنوب الهند. ثم وجدت الحب هناك وتزوجت.

قطعت سيلفا طريقاً طويلاً، من المراهقة الباحثة عن الروحانيات، إلى الفارسة الناجحة للغاية، إلى المسؤولة الإدارية المعنية بالأعمال حالياً. ومع أكثر من 100 حصان، بما في ذلك الخيول الصغيرة، و85 فرداً من الموظفين، تدير سيلفا مشروعاً ناجحاً يقدم خدمات ركوب الخيل لأكثر من 250 شخصاً.

لم تكن الرحلة سهلة أو يسيرة بالنسبة إلى سيلفا، ولكنّها تعتبر نفسها محظوظة للغاية. وهي تتفق مع الفكرة النمطية القائلة بأنه يصعب على النساء الدخول إلى المجالات التي يسيطر عليها الرجال.

وتضرب سيلفا مثالاً بقولها: «إنه أمر عسير للغاية للمرأة أن تكون فارسة. وأعتقد أنه أكثر صعوبة في الهند عن أي مكان آخر. ولكن يمكنني القول بأنه من خلال الخبرة يمكن للنساء المنافسة جنباً إلى جنب مع الرجال. وعندما تفوز بسباق، ينسب الفضل إلى الحصان، وعندما تخسر السباق تتحمل اللوم وحدك».

وقبل أن تتوقف تماماً عن ركوب الخيل في عام 2007، بعد حادثة سقوط سيئة للغاية، أنشأت سيلفا ستوراي مدرسة «إمباسي إنترناشيونال» لركوب الخيل في بنغالورو.

ولا ننسى أبارنا بتولا داس (31 عاماً)، التي أصبحت أول امرأة هندية تحصل على ترخيص الفروسية في الولايات المتحدة الأميركية. وتوضح أبارنا التي ولدت في فيشاخاباتنام وترعرعت في بنغالورو، كيف أن حياة الفارس على السرج محفوفة بالمخاطر وتستلزم التركيز والانتباه.

وكانت اللحظة الفارقة في حياتها المهنية عندما تقدمت بطلب إلى أكاديمية ركوب الخيل في أميركا الشمالية في ليكسينغتون بولاية كنتاكي. وبعد تخرجها في الأكاديمية، بدأت حياتها المهنية في رياضة الفروسية، عبر فوزها بأول سباق في حياتها عام 2011 في غولفستريم بارك بولاية فلوريدا. وتحولت حياتها إلى رحلة طويلة من ركوب الخيل منذ ذلك الحين.

ومع كثير من الانتصارات الرياضية، جاءت الحوادث والإصابات. وكانت تتحلى بالقوة والشجاعة لتجاوز هذه المواقف. ولكن كانت هناك حادثة واحدة قضت على مسيرتها التنافسية. كان الجميع متأهبين لبدء السباق، وكذلك كانت أبارنا. وأثناء ركوبها على الحصان، تعرضت لحادثة سقوط مروعة؛ حيث أصيبت بجروح خطيرة في الظهر إثر سقوط حصانها عليها. وهي تقول إنّها محظوظة لبقائها على قيد الحياة، وكانت أكثر حظاً إذ عاودت ركوب الخيل بعد الحادثة بنحو 11 شهراً.

وكان لهذه الحادثة دورها الرئيسي في توقف مسيرتها الرياضية تماماً، ولكن تصميمها على المواصلة وعدم الاستسلام جعلها تغير مسارها من التسابق إلى التدريب. وفي عام 2015 حصلت على رخصة التدريب في الولايات المتحدة، وكانت أول امرأة هندية تنال مثل هذه الرخصة في البلاد. وهي تقول إنّ الانتقال من الفروسية إلى التدريب لم يكن أمراً سهلاً للغاية. وهذا يعني بذل مزيد من الوقت في حظائر الخيول مع تفهم جوانب العمل هناك جيداً.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه أبارنا فيما يتعلق بالنوع، والخلفية العرقية، والثقافة، كما قالت، فإنّها كانت محظوظة تماماً لمقابلة بعض الأشخاص العظماء خلال رحلة حياتها. وتأمل أبارنا في العمل مع ملاك الخيول الكبار، والفوز بكثير من السباقات في المستقبل.

وهناك عدد قليل من النساء المدربات في الهند، مثل نينا لالفاني، وآرتي دوكتور المدربة في مدينة كولكاتا الهندية. ويستلهم كثير من الفتيات الصغيرات الإلهام منهن، بغية محاولة الانضمام في المستقبل إلى هذه المهنة.

ولدينا أيضاً بارفاتي بيرامجي (20 عاماً)، وهي امرأة متزوجة، تهوى ركوب الخيل؛ لكنّها ليست مدربة بعد؛ وتمارس رياضة البولو كذلك. ووالد زوجها هو من مدربي الفرسان المعروفين جيداً.

وتقول السيدة بيرامجي: «أحاول تدريب 19 إلى 25 حصاناً في اليوم. وهناك كثير من العمل في أيام السباقات. وإن كنت محظوظاً فسوف تفوز، وإن لم تكن فسوف تأتي في المركز الثاني، وليس هناك أسوأ في عالم الخيول من المركز الثاني».

وعلى نحو مماثل، تعمل مالا كريشنا (19 عاماً) على تدريب نفسها لكي تكون فارسة ركوب الخيل في أكاديمية «ميسورو» لسباقات الخيول. ومن المثير للاهتمام، أنّها من عشاق الخيول، ولديها حس عالٍ بوسائل التواصل الاجتماعي، إذ إنّها تمتطي صهوة جوادها للتسوق في بعض الأحيان. وحصلت على تغطية إعلامية نادرة الحدوث عندما ذهبت رفقة حصانها لإجراء إحدى اختبارات الدراسة من قبل.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.