هل لاحظتِ أنكِ في معظم الأحيان لا تستطيعين البقاء في مكانكِ أثناء التحدث على الهاتف، فتبدأين بالمشي ذهاباً وإياباً دون التفكير بالأمر أو تنفيذه عمداً؟
ما تقدمين على فعله ليس بفعل الصدفة أو مجرد عادة مكتسبة مع الوقت بسبب الضجر، بل لها أبعاد مدروسة يعترف بها علم النفس.
فإكتشفي معنا في ما يلي ما هي دلالة هذه العادة، وذلك لـفهم لغة الجسد التلقائية لديك أثناء التكلم على الهاتف.
لماذا لا نشعر بهذه الرغبة إلا أثناء التحدث على الهاتف والتواصل بالصوت فقط؟ الأمر كله يعود إلى إنعدام ما يُعرف بـ”ردود الفعل البصرية”، إذ نقوم بالتواصل مع الآخرين هاتفياً من خلال سماع صوتهم، ولكن لا تستطيعين رؤية تعابير الوجه وإستنتاج مشاعر الطرف الآخر بوضوح.
كذلك، لا نستطيع بدورنا إيصال هذه المشاعر بشكل واضح أيضاً من خلال تعابير الوجه ولغة الجسد؛ ومن هذه الأحاسيس التي نشعر بالرغبة في إظهارها للآخرين بصرياً نذكر الحماس، الغضب أو الفرح.
يشبه الأمر حمل غرض ساخن دون القدرة على وضعه في أي مكان آخر.
فعندما يكون الطرف الآخر حاضراً أمامكِ، يتم التواصل معه من خلال ردات فعل متبادلة تصدرينها وتتلقينها في الوقت نفسه، ليكون هذا العنصر مفقوداً عند التكلم على الهاتف.
وبالتالي، يجد الدماغ نفسه وهو غير قادر على تمرير الرسالة هذه وتلقيها، ليشبه الأمر حمل غرض ساخن دون القدرة على وضعه في أي مكان آخر.
في تلك الحالة، ما عليكِ إلا رمي الغرض من يد إلى أخرى، أليس كذلك؟ الأمر نفسه يحدث عند التحدث على الهاتف، إذ يتحول هذا الشعور إلى حركة جسدية واضحة، تتمثل بالمشي ذهاباً وإياباً.
لكلّ منا طريقته الخاصة!
ولكن هذه المشاعر لا تُترجم بالضرورة من خلال المشي ذهاباً وإياباً فقط، إذ أن البعض يعمد إلى هز رجله، أو الخربشة بواسطة القلم على ورقة أمامه على سبيل المثال لا الحصر.