تسجيل الدخول

“نقطة نيمو”: أبعد بقعة عن اليابسة على كوكب الأرض

منوعات
زاجل نيوز11 أكتوبر 2016آخر تحديث : منذ 7 سنوات
“نقطة نيمو”: أبعد بقعة عن اليابسة على كوكب الأرض
161010194321_the_place_furthest_from_land_640x360_thinkstock_nocredit

ثمة بقعة في المحيط الهادئ تبعد أكثر من غيرها عن اليابسة، وهي على نحو ما ذات طابع غريب وخاص.

أين يمكن للمرء أن يذهب إذا ما قرر الفرار من كل شيء؟ اللافت أن الإجابة عن هذا السؤال ليست باليسيرة؛ فإذا ما دفعتك توترات الحياة اليومية وضغوطها للبحث عن أكثر بقعة نائية في العالم للهرب إليها، قد تفاجئ بأن تعلم أن البدائل المتاحة لك في هذا الصدد محدودة بحق.

لكن إذا كان بوسعك حفظ توازنك وسط الأمواج العاتية، فلا يوجد ما يضارع تلك البقعة الواقعة وسط المحيط الهادئ، والتي تشكل أبعد مكان عن اليابسة في العالم، ويُطلق عليها اسم “قطب المحيط المتعذر الوصول إليه”.

ونظراً لأن هذا الاسم الرسمي عسير على النطق بشكل ما، لُقِبَتْ هذه البقعة باسم “بوينت نيمو” (نقطة نيمو)، على اسم الكابتن نيمو؛ وهو ذاك البطل الشهير الذي ابتكرته مخيلة الكاتب جول فيرن لربانٍ يجوب البحار، ويتصف بسمات تختلف عن تلك التي يتسم بها الأبطال الروائيون عادة. ويبدو الاسم ملائماً لتلك البقعة التي لا تُزار إلا نادراً، فـ”نيمو” تعني باللغة اللاتينية “لا أحد”.

وتقع “نقطة نيمو” في قلب مثلث متساوي الأضلاع تماما، تشكله سواحل ثلاث جزر نائية، تبعد عن كل منها أكثر من ألف ميل (نحو 1600 كيلومتر).

وتمثل جزيرة دوسي (وهي إحدى جزر بيتكيرن) الضلع الشمالي للمثلث، بينما تشكل جزيرة موتو نوي صغيرة المساحة (وهي جزء من السلسلة المؤلفة لجزيرة عيد الفصح) الضلع الشمالي الشرقي، أما الضلع الجنوبي فيتمثل في جزيرة “ماهِر” (الواقعة قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية).

وتبدو “نقطة نيمو” بقعة غريبة ومميزة بشكلٍ ما. فلطالما تجادل الخبراء حول تلك الأحجية الجغرافية المتعلقة بإيجاد النقطة التي تتوسط المحيط، لكن الأمر لم يُحل بشكل كامل سوى باستخدام التقنيات الحديثة، لتُكتشف منطقة “قطب المحيط المتعذر الوصول إليه” رسمياً في عام 1992 على يد مهندس مساحة يُدعى فرفاي لوكاتيلا.

وقد تم حل اللغز، دون إطلاق بعثة بحرية تقصد هذه المنطقة. فقد عكف لوكاتيلا على إجراء حساباته لتحديد موقع المنطقة، باستخدام برنامج كمبيوتر متخصص، لا يكتفي بمجرد تحديد الموقع على خريطة مسطحة ذات بعدٍ واحد للأرض، وإنما يُظهره على ما يُعرف بالشكل “الإهليجي” للكوكب، لكي يتسنى تحديد إحداثياته بأقصى قدرٍ ممكن من الدقة.

وتفيد المعطيات بأنه من غير المرجح أن يكتشف الباحثون أن هذه النقطة تقع في مكان آخر يبعد كثيراً عن ذاك المُحدد حالياً، على الأقل في المستقبل القريب.

ويقول لوكاتيلا: “موقع هذه النقاط الثلاث التي تتساوى الأضلاع الرابطة فيما بينها فريدٌ بحق. ولا أعتقد أنه يمكن تصور وجود نقاطٍ أخرى على سطح الأرض، بوسعها الحلول محل أي نقطةٍ منها”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.