بقلم: د.غادة محمد حميد
بوابة اوكرانيا – كييف – الثلاثاء – 29\12\2020 –
إن التفاهم بين الأجيال أصبح أمرًا يرهق الاذهان في كثير من المراحل العمرية، ويعتبر السبب الرئيسي في مشكلة عدم التفاهم والتعامل بين الأجيال هو عدم اقتناع كل جيلٍ بالجيل الآخر، وعدم الثقة التي يجب توافرها بين أطراف المشكلة، فكل جيل يعتقد أنه يفهم أكثر من الجيل الجديد، وأن هذا الجيل من المستحيل أن يفهم ما فعله الجيل السابق، أو بمعنى آخر، فنحن الجيل الجديد مطالبين بالاستماع، وتنفيد آراء الجيل السابق، واتباع نفس الخطوات السابقة، والسير على الخطة المرسومة دون أي تحريفٍ، أو أي انحراف، أو أي اعتبارات أخرى، ونصبح نحن الجيل الجديد مشتتين ما بين اتباع الطريق المرسوم، أو تحقيق الرغبات الكامنة بداخلنا، أما تنفيذ أحلامهم أو عيش التجربة بكامل خطواتها بالفشل والنجاح وتحمل المسئولية عند الفشل واستحقاق الثناء عند النجاح والويل لمن يفشل، فيستمع الى موشحات دائمًا ما تستمر أكثر من أربعة وعشرين ساعة في اليوم، تستمع إليها كلما وجدت واحدًا من الجيل السابق أمامك، ونتساءل ما هو سبب رفض خوض التجربة من الجيل السابق ؟
اختلفت الآراء.. يقول إنه الحب الزائد الذي ينقلب الى حبّ تملك، وهناك من يقول الخوف من الفشل، والذي من الممكن أن يتسبب في إصابتنا بالإحباط والكآبة، وهناك من يقول إنه الرغبة في تجنب المشاكل، وهناك من يقول أننا جيل يخاف التجربة، ولن تستطيع تحمل النتائج المترتبة عليه والذي يظهر أثره في الخوف من التعرض لأيّ مسئولية أو عقاب عند الخطأ، والمشكلة الأخطر أن كل جيل غير معترف بالجيل الآخر، هل تستطيع التأمل ولو لحظات من أجل أجيال أُخرى، سوف تنمو في ظروف لا تدرك عنها شيئا؟ هل من الممكن أن تحقق توازن المعادلة أو امساك العصا من الوسط، وإرضاء جميع الأطراف، نعم إنها تتلخص في كلمة واحدة، وهي الثقة أننا جيل نفتقد الثقة فينا من الاخرين، نعم إنها أهم عنصر من عناصر التفاهم بين الأطراف، تخيّل لو مُنحت الثقة لخوض التجربة فما المانع من الفشل أولًا لتحقيق النجاح؟ فسلم النجاح ليس من السهل الصعود عليه، وليس معنى ما كتب أنه ليس هناك من يمنح الثقة للأجيال الجديدة، إنهم متواجدون ولكن ما المانع أن نصبح هكذا جميعًا، إنها نظرة من نظرات الواقع