في بادرة استهدفت الترويج للمستوى الذي وصلت إليه (الزراعة من دون تربة) في البحرين، قام كل من منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية والمركز العربي الدولي لريادة الاعمال والاستثمار (AICEI) ومركز البحرين للإنماء الزراعي (الحاضنات الزراعية)، باستضافة الشيف العالمي الشهير وولفغانغ باك، في مقر الحاضنات التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط والعالم، من حيث المساحة ونوعية المنتجات والجندر البشري العامل فيها.
وتم تقديم الطاقم الذي يعمل في حقل الإنتاج في هذه الحاضنات، إلى الشيف العالمي، كما تم تعريفه بالمستوى بهذا النموذج العالمي الذي تقدمه البحرين إلى العالم، في إطار الجهود التي يبذلها اليونيدو من خلال برنامجه لتنمية رائدات ورواد الاعمال الزراعيين، وتنمية رواد ورائدات الأعمال الطباخين.
كذلك تم تقديم فريق من الطباخين البحرينيين الذين ينتمون الى برنامج (Bahrain Flavors. A Taste of Spice Fusionn) الذي ينفذه يونيدو والمركز العربي الدولي إلى الشيف وولفغانغ.
وتضم هذه الحاضنات 13 بيتا محميا بمساحات مختلفة، يعمل فيها 8 رائدات ورواد أعمال بحرينيين، وتنتج حتى الآن حوالي 7 إلى 8 أصناف من الخضراوات والفواكه والزهور، بعينات مختلفة، قام الطباخ العالمي غانغ، بقطف كميات منها خلال زيارته للحاضنات، وقام باستخدامها حفل غذاء أقيم بأحد فنادق البحرين الشهيرة.
إلى ذلك، قال رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) الدكتور هاشم سليمان، إن «الطباخ النمساوي الذي يعد أحد أشهر 10 طباخين حول العالم، جمع معلوماته حول خصوصية البحرين في الأطعمة والمأكولات من خلال برنامج اليونيدو الذي تم تدشينه تحت عنوان (نكهة بحرينية بخلطة بهارات بحرينية)، على مدى يوم كامل، خلال احتفالات اليونيدو بعيده الخمسين في فيينا قبل ثلاثة أشهر، وكان ذلك ترويجا جيدا للأكلات البحرينية في مناسبة حضرها قادة ومسئولون عالميون».
وكانت (اليونيدو) قد أعلنت إطلاقها برنامجا الأمم المتحدة عن (رواد الأعمال الزراعيين) في يناير 20122، خلال معرض للزهور استضافته البحرين آنذاك.
ولذلك، «كان حريصا على التعرف على النكهة والخلطة الخاصة من البهارات البحرينية، وكنا نحن حريصين على اطلاعه على هذا النموذج العالمي من الحاضنات الزراعية ومنتجاتها، وهو جهد ضخم تضافرت فيه جهود وزارة الزراعة التي قدمت كامل الدعم الفني في كل ما له علاقة بمجال الزراعة، وجهود اليونيدو من خلال تدريب رواد الأعمال وتقديم المشورة والربط المالي لهم، وجهود البنك الإسلامي للتنمية في دعمه المالي».
وقال إن «استضافة الطباخ العالمي غانغ للقطف من إنتاج هذه الحاضنات، وقيامه بصناعة أطعمة من هذه المنتجات، بمساعدة رواد الأعمال من الطباخين البحرينيين، يعتبر ترويجا كبيرا لرواد ورائدات الأعمال الزراعيين في البحرين والمستوى الذي وصلوا إليه على أرض الواقع، وسوف يقوم هو بالترويج للملايين من عشاقه المتابعين له حول العالم في وسائل التواصل الاجتماعي».
كما أننا «ننشر بذلك، ثقافة ريادة الأعمال في مجالي الزراعة والطبخ، وقد برزت سيدات الأعمال البحرينيات في هذين المجالين، حيث تستحوذ النساء الحصة الأكبر من عدد العاملين في الحاضنات الزراعية».
من جانبه، قال مدير إدارة الحاضنات الزراعية المهندس الدكتور عصام مصطفى، إن «هذه الحاضنات مبنية على نظم تكنولوجية وأنظمة حديثة، كالزراعة بدون تربة، والزراعة المائية، وركز فيها على محاصيل ذات مردود وجدوى اقتصادية عالية، كما تضم الحاضنات نوعا فريدا من المنتجات، حيث تم ولأول مرة في الشرق الأوسط، إنتاج عينات مختلفة من الزهور، وهي بادرة غير مسبوقة على مستوى المنطقة».
وتستورد البحرين نحو مليوني زهرة سنويا على الرغم من انتاجها نحو 13 صنفا من الزهور داخل وخارج الحاضنات الزراعية.
وأردف الدكتور عصام أن «المركز لمس رغبة كبيرة من قبل مزارعين تقليديين للتحول إلى زراعة الزهور، على اثر الإقبال البارز والكبير الذي شهده معرض الزهور من قبل الجمهور، والمنافسة العالية التي شكلتها منتجات الحاضنة الصناعية من الزهور، مقابل المنتجات المحلية الأخرى والمنتجات المستوردة».
وقال إن «معرض الزهور الأخير كشف أيضا عن إقبال جماهيري كبير وثقافة جماهيرية عالية في شراء الزهور، وهو ما سوف يدفعنا إلى تعزيز مكانة زراعة الزهور في الحاضنات الزراعية وتشجيع رغبة التحول لدى المزارعين التقليديين إلى التحول إلى إنتاج الزهور».
ولفت إلى أن «الحاضنات الزراعية ليس مركزا لتدريب رواد الأعمال الزراعيين فحسب، بل هو أيضا مركز لتأهيل هؤلاء الرواد لبلورة الأفكار وتحويلها إلى مشاريع زراعية منتجة، مستفيدين من التقنيات الزراعية العالية التي تقدمها لهم الوزارة، فالحاضنات فكرة مبنية على أحدث النظم والتقنيات العالمية».