تسجيل الدخول

مناهج التعليم العربية وتحدِّيات العصر

زاجل نيوز9 نوفمبر 2016آخر تحديث : منذ 7 سنوات
مناهج التعليم العربية وتحدِّيات العصر
1453210559-216129-inarticlelarge

المدرسة هي محطَّة وجسر عبور إلى المستقبل، ففيها تتلقى الأجيال المعرفة التي تتيح لها الانخراط في عملية بناء المجتمعات والأوطان، وبقدر ما تكون مناهج التعليم في المدارس والجامعات سليمة وصحيحة، يكون إعداد الأجيال ناجحاً، وعندما تتخلَّف مناهج التعليم عن مواكبة التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تعصف بعالمنا، وبإيقاع متسارع، فإن مشكلة كبرى تواجهها المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة، وتدعوها للنظر الجدّي والسريع في موضوع المناهج. وهذا ما يحدث، وبدرجات متفاوتة، في مختلف أقطار العالم العربي. ولعل دراسة أحوال مناهج التعليم في  مصر والسعودية ولبنان تعطي فكرة عما هي عليه في عالمنا العربي بوجه عام. وهذا ما تقوم به «لها» في هذا التحقيق من مصر والسعودية ولبنا

مناهج التعليم في مصر: مكانك راوِحْ!

لم يبدل التعليم المصري «ثوبه القديم» في المناهج الدراسية منذ عشرات السنين، وسط تجاهل كبير من المسؤولين لفكرة التطوير، رغم النفقات التي تقدر بالملايين في الموازنة السنوية لوزارة التربية والتعليم، ورغم إعلان وزير التربية والتعليم الأسبق محب الرافعي، عن إنشاء مجلس علمي من أجل تطوير المناهج الدراسية الجديدة، للعام الدراسي 2015 -2016، وفضلاً عن تصريح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الحالي الدكتور الهلالي الشربيني، في أولى مهماته في الوزارة، بأن الفترة المقبلة ستلحظ نتائج كبيرة في المناهج وصولاً إلى المعايير العالمية، لكنّ هناك أسباباً لجمود المناهج الدراسية في مصر يكشفها لنا أهل الاختصاص في هذا التحقيق.

الدكتور كمال مغيث: المناهج لم تتغير منذ سنوات وتقوم على الحفظ بدل الإبداع

يقول الخبير التربوي الدكتور كمال مغيث: «أولاً، المنهج من وجهة نظر العلم ليس المقرر الدراسي أو الكتاب، بل هو يشمل المقرر والأنشطة والكتاب والأخلاق والعلم والعلوم التربوية والفلسفة والقيم والمهارات ونوع الامتحانات، كما يتضمن العملية التعليمية بشكل كامل. وإذا نظرنا إلى المشكلات، نجد أن أسبابها تتعلق أولاً بالشعور الدائم بأن المناهج الدراسية لم تتغير. والدليل على ذلك، أن ما تم تدريسه منذ عقود لأجيال سابقة في المرحلة الثانوية، لا يزال يُدرّس لأبنائنا الحاليين بالطريقة والنصوص والآليات نفسها ومن دون أدنى تغيير، بالإضافة إلى أن هذه المناهج تُطبّق بلا حماسة أو إبداع، بل يتم تدريسها من طريق الحفظ والتلقين فقط، مما لا يترك تأثيراً إيجابياً في الطلبة، كما توصف المناهج المصرية الحالية بأنها مناهج عقيمة لا تزال تعتمد على التكرار».

ويضيف: «شاهدت في أميركا نموذجاً ناجحاً وحيوياً وحماسياً في التدريس، تضع فيه الدولة عدداً قليلاً من المناهج التي يتم عرضها على الطلبة والمدرّسين، ولا تزيد درجاتها على الـ 30 أو الـ 40 في المئة من الدرجة الكلية، وتعتمد الـ60 في المئة المتبقية على إبداع الطلبة أنفسهم، إلا أن الأمر مختلف تماماً في مصر، بحيث تتفشى ظاهرة المناهج المتطرفة، وتغيب الموضوعية، ويسود التكرار والتطرف الديني إلى درجة المرض النفسي. فعلى سبيل المثال، يدرس الطلاب في المرحلة الابتدائية الحواس، مثل الشم والذوق والسمع والنظر، إلا أن المؤلف اعتمد طريقة غريبة في شرح تلك الحواس، كأن يشرح مثلاً حاستين لا تعملان جيداً لدى الفتيات، وحاستين تعملان بشكل جيد لدى الذكور فقط، مما يدل على التمييز في وضع المناهج».

ويشير الدكتور مغيث إلى «أن ما يحدث اليوم في المناهج الدراسية يؤكد أن التعليم في مصر يأتي في ذيل أولويات الدولة، وتحتل مصر مرتبة العشر الأواخر بين الدول بالنسبة الى التعليم، وفي بعض الحالات تسبقها اليمن وموريتانيا، والإدارة التعليمية تتجاهل ذلك، إذ تعمل على شغل الناس بقضايا جزئية، مثل «التابلت» الذي يعد انشغال الطلاب به عن الكتاب أمراً غير مقبول في التطوير، في ظل ظروف التعليم الصعبة في مصر، وحيث يعيش 50 في المئة من المصريين تحت خط الفقر، فكيف يتم تسليم «تابلت» الى الطالب الفقير بألف جنيه مصري فيبيعه للاستفادة من ثمنه! خصوصاً أن «التابلت» لن يغني عن الكتاب المدرسي، وما من منظومة أو دراسة تؤكد ذلك في الوقت الحالي، فلا بد من اختيار محافظات في البداية كنماذج لنجاح التجربة، ليتم تداولها من محافظة إلى أخرى بشكل كامل وجيد، هذا فضلاً عن المواكبة الصحيحة للتكنولوجيا وتدريب المدرسين على استخدام «التابلت».

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.