تسجيل الدخول

ملتقى فضاءات للإبداع العربي

2016-10-08T12:31:30+02:00
2016-10-08T12:42:12+02:00
واحة الأدب
زاجل نيوز8 أكتوبر 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
ملتقى فضاءات للإبداع العربي
14593578_10202233921287380_1754756768_n

بروفسور كمال أبو ديب: لقد خرجت من الأردن قبل ٣٠ عاما مطوقاً بتكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وها أنذا أعود محفوفاً بتكنولوجيا المعرفة الحديثة

لم يكن حفل تكريم اعتيادي فقد تلاشت المجاملات وعلت القامات حتى غطت على التكريم فكان المُكرمون هم من كرموا مكرميهم،  هذا ما قاله مدير دار فضاءات الشاعر جهاد أبو حشيش وهو يتحدث عبر السكايب مع معلمه وصديقه وأبوه الروحي البروفسور كمال أبو ديب، الذي بدا سعيدا بشجر رأى أنه يورق في جيل زرع فيه لذة الإبداع والبحث والمعرفة، فقال الكثير ولكننا سنختصر ما سجله بورقته المكتوبة التي كان قد كتبها احتراز ان تفشل تكنولوجيا المعرفة من تسريبه إلى فضاء الأردن، حيث قال”  في حياة كل منا لحظات استثنائية في عمق تأثيرها، غبطة أو أسى، وهذه اللحظة إحداها في حياتي الشخصية. وهي إحدى لحظتين كلتاهما مرتبطة بالأردن: وهما لحظة خروج ولحظة رجوع.

وكلتاهما لحظة درامية بحق: فلقد خرجت من الاْردن قبل ٣٠ عاما مطوقاً بتكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وها أنذا أعود محفوفاً بتكنولوجيا المعرفة الحديثة!

وشتان ما بين تلك وهذه. لحظة الرجوع الآن تفيض متعة وتشع غبطة لأنني التقي فيها بكنّ وبكم في احتفال معرفي غني بالدلالات. ومن جمال دلالاته أنه يحتفي بكاتب التقيته وأنا طالب جامعي في دمشق وهو منفي من بلده ، والآن يحتفي بلده به ببهاء واعتزاز لأن جيلا جديداً تربى على معارف وقيم أسهم غالب هلسا في إثرائها، وتتاح لي فرصة أن يكرمني هذا الجيل الجديد، في عرين غالب هلسا وضمن الاحتفاء به، وأنا ما أزال منفياً عن فضائه،  بعد أن بذلت ما استطعت بذله من جهد في إثراء المعارف والقيم ذاتها. وإن ذلك لأجمل ما كان غالب هلسا ليسعد به، وهو أجمل ما تحقق لي ، وإني لمغتبط به.

ويعطي هذه الغبطة معنى أعظم ثراء أنها تنبع من جهود واحد من الجيل الذي كتبنا من أجله، غالب وأنا، وقد صلب عود صباه وأصبح شمعة تضيء في هيكل المعرفة بإبداعه الشخصي وبما يسهم بانارته من شموع جديدة من المبدعات والمبدعين، هو صديقي الحميم ورفيق الطريق الطويل جهاد ابو حشيش. فلجهاد دور كبير الآن

لا في عودتي فوق الغيوم إلى عمان فقط بل في إتاحة الفرصة لي للتواصل، عن طريق كتبي التي نشرها وسينشرها، معكنّ ومعكم من أجل مستقبل أنصع إشراقاً وبهاء وأغنى إبداعاً ومعرفة و إيماناً بالحرية في الفكر والاعتقاد والقول والاختلاف.

مسك ختام: أودّ أن أذكر ل غالب هلسا فضل أنه استخدم كلمة جماليات في ترجمته ل كتاب غاستون باشلار جماليات المكان وأصبحت الكلمة بعد زمن أساسية في عملي النقدي ودفعني غالب إلى التفكير بكلمة مختلفة لترجمة poetics فابتكرت كلمة شعريات، وهكذا يحفز المفكر مفكراً ويغني جيل جيلاً.

امأ الشاعر علي جعفر العلاق الذي راح يشدو شعراً لملم تفتت الحاضرين وتناثرهم فقد قرأ كلمته حيث قال” ما الذي يحلم به شاعرٌ أمضى خمسين عاماً من عمره ساهراً على لغته ينفض عنها الغبار، والصخب، والترهلات الفائضة عن الحاجة؟
أليس ما يحلم به هو الإصغاء الصافي، والتفاعل الحيّ مع ما أنجز وكتب؟
إن فوز الشاعر بتقديرٍ ما هو فوزٌ بالنيابة عن كل شاعرٍ جرّب السهر والمشقة من أجل قصيدةٍ تحرص على بلاغتها الشفيفة وكرامتها الإنسانية.
لقد حرصتُ منذ مجموعاتي الأولى على أن تكون قصيدتي بعيدة عن تلك الغابة الصمّاء من الأشجار المتشابهة والأصوات التي يردد بعضها بعضاً. ولم تكن تلك المهمة سهلةً دائماً، فقد كنتُ في زمن الحيتان الشعرية الكبرى، وأكاد أزعم أنني حاولت بجهدٍ مؤلمٍ أن يظل لقصيدتي صوتها الخاص قدر ما أستطيع.
ولم يكن سهلاً أن أنقطع إلى قصيدتي مثل صوفيٍّ يائسٍ إلّا من رحمة الشعر، وأن أختلط بتراجيديا الألم العراقي دون أن أسقط في الهتاف، وأن أصغي إلى ذاتي دون أن أقع في النرجسية أو الإدعاء الكاذب.
شكراً لدار فضاءات ممثلةً بالشاعر والروائي والصديق جهاد أبو حشيش، على هذا التكريم.
وشكراً لحضوركم الجميل هذا الذي أعّده تكريماً في حد ذاته.

أما الفنان الفلسطيني عبد الرحمن المزين فقد أشاد بالدور الريادي الذي تصدرت له فضاءات في الاهتمام بنشر الجرافيك ووضع الفن بموازة الكلمة وتحدث عن دور فضاءات وتجربته معها وثقته بمسارها ثم تحدث عن مسار الفن التشكيلي الفلسطيني الذي يقود اتحاده حتى اللحظة.

ثم تحدث الروائي المبدع جمال ناجي وأوجز فشكر فضاءات وقال ” أن التكريم الذي لا شخصنة فيه والذي تقوم به فضاءات هو من اهم التكريمات التي أنال”

ليختتم  بعدها الحفل الختامي بكلمة للشاعر والروائي جهاد أبو حشيش مدير عام دار فضاءات قال في بعض منها: (لقد باتت الظلاميةُ على اختلافِ مساراتِها، والإقصاءُ بكافةِ أشكالِه يتغولان ليبتلعا كلَّ ما هو إبداعيٌّ وجميل ٌومتطورٌ في مجتمعاتِنا العربية، وصار الاحتقانُ والعنفُ هما الظاهرةَ التي تحتل الذهنيةَ السائدةَ عربياً، وبالتالي بتنا جميعا مطالبين بضرورةِ ممارسةِ دورِنا، كمؤسساتٍ خاصةٍ معنيةٍ بالثقافةِ والمجتمعِ، وآن لنا أن نغيرَ صورةَ الناشرِ التقليديةَ لنجعلَه شريكا للمجتمع المدنيَ والرسميِّ وليمارسَ دورَه الحقيقيَّ المساهمَ في قيادةِ المجتمع إلى ما هو أفضل، فمن يفكرْ كيف يبيعُ الكتابَ فقط ولا ينتبهْ لتنمية مجتمعِه لن يجدَ قارئاً ليبيعَه، لهذا نقول للجميع إنْ لم تساهموا لأجل مجتمعاتِكم فساهموا لأجل أنفسِكم، ولكننا سنساهمُ ونقومُ بدورِنا لأجلِ قناعتِنا التي نؤمنُ بها ولأنّنا نؤمنُ أنَّ التاريخ لا يرحمُ الأدعياء ولو طال الوقت).
وأنهى الحديث بالقول: (ولن أستطيعَ أن أوصل شكري لكل من شارك في هذا الملتقى بدورته الخامسة كتابا وحضوراً فهم العمودُ الفقري لهذا العمل وللدار، والشكرُ كل الشكر لتعاون رابطة الكتاب مع الدار في هذا الملتقى، حيث لم يتوانوا عن احتضان العمل وتقديم كل ما يمكن له).
ليعلن عن انتهاء فعاليات منتدى فضاءات للابداع العربي/ دورة الكاتب غالب هلسا، الدورة الخامسة وسط تصفيق الحضور

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.