تسجيل الدخول

مكياج الرجال.. لم يعد الجمال مرتبطا بنوع الجنس

الجمال
زاجل نيوز22 أغسطس 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
مكياج الرجال.. لم يعد الجمال مرتبطا بنوع الجنس

لم يعد الجمال مرتبطا بنوع الجنس بل صار متعلقا بالأناقة».. تلك العبارة أصبحت تقود ظاهرة جديدة بين الرجال للاستعانة بمستحضرات التجميل، فى دول مثل كوريا الجنوبية، الهند، الصين، ودول أوروبا.. والهدف؟ البحث عن الجمال.
تعد العناية بالذكور الآن، صناعة بمليارات الجنيهات حول العالم، وذلك بفضل العدد المتزايد من الرجال الذين ينفقون أكثر على مظهرهم. أصبحت منتجات غسل الوجه والمرطب وشرائط المسام ومنتجات إزالة الشعر من المنتجات الشائعة الآن فى العديد من خزانات الحمام الرجالية، والآن يدخل السباق، الماكياج.

فى الواقع، نحن نتحدث عن مكياج يستخدمه الرجال بنفس الطريقة التى تستخدمها النساء – يغطى البقع، ويعزز ملامح الوجه، ليس بالضرورة لفت الانتباه إلى حقيقة أنهم يضعون مكياجا بشكل صارخ. وليس سرا أن دولا مثل الصين وكوريا عادة ما تعتبره اتجاها، ثم يتبعها الغرب.

أصبحت كوريا الآن موطنًا لـ«أكبر المنفقين من الذكور» فى العالم حول العناية بالبشرة ومنتجات التجميل الكورية الأخرى، ووفقا للبيانات العالمية، فإن هذه السوق الجديدة نما بشكل استثنائى بنسبة 44٪ بين عامى 2011 و2017 فقط ووصل إلى 56% فى 2019.

تلك الإحصائيات كانت مصدر تشجيع لكبرى شركات التجميل لإطلاق خطوط مكياج للرجال حول العالم، فوفقا للبيان الصحفى الذى أعلن فيه عن الخط الأول من مكياج شانيل للرجال، Boy de Chanel. الذى تم إطلاقه فى كوريا الجنوبية وانتشر فى الولايات المتحدة العام الماضى، اعتبرت الشركة أنه عندما تصبح مستحضرات التجميل للرجال أكثر شيوعًا، يمكن أن تمنح الرجال المزيد من الفرص للتعبير عن الذات.

ويرى خبراء التجميل هذه السوق، ستساعد الرجال على كسر معايير الجنس المقيدة والتعبير عن أنفسهم بشكل كامل، وأشاروا إلى أن مستحضرات التجميل أصبحت شائعة بالفعل بين الرجال فى كوريا الجنوبية، والتى بالتأكيد ستقود الكثير من الرجال حول العالم لوضع الماكياج.

يقول ديفيد يى، وهو خبير فى مجال تجميل الرجال، إنه لا يتم الآن قبول المكياج والعناية بالبشرة للرجال فحسب، بل يُنظر إليها على أنها أدوات يجب على الرجال استخدامها لممارسة الرعاية الذاتية، وأيضًا لمجرد اكتساب الشعور بالثقة.

تاريخيا، ماكياج الرجال لا يمكن أن نعتبره ظاهرة جديدة، فقد كان الرجال يزينون وجوههم منذ آلاف السنين، فالرجال فى الحضارة المصرية القديمة، كانوا يضعون الكحل حول أعينهم، أيضا، كان رجال البلاط فى أوروبا فى القرن الثامن عشر يستخدمون مستحضرات التجميل.

ترى ليزا وايد، أستاذ علم الاجتماع فى كلية أوكسيدنتال كوليدج ومؤلفة كتاب الجنس: الأفكار والتفاعلات والمؤسسات، أن الشركات التى تبيع المكياج يمكن أن تجنى ضعف الأموال إذا كانت ستبيع للرجال، تقول: «فى الولايات المتحدة، تغلبت أيديولوجية النوع الاجتماعى على الرأسمالية فى هذه المنافسة، فالرجال فى كوريا والصين والهند أصبح سوق مستحضرات التجميل لديهم فى تصاعد».

وترى «وايد» أن الرجال فى كوريا الجنوبية أصبحوا يقودون سوق التجميل للذكور فى العالم، وهو ما سيصبح اتجاها سائدا فى الغرب لا محالة. وتوضح أنه يمكن تفسير ظاهرة انتشار المكياج بين رجال كوريا الجنوبية، بتأثير موسيقى البوب الكورية، وفقًا لرولد ماليانغكاى، مدير معهد كوريا فى الجامعة الوطنية الأسترالية.

ومع ذلك، قد تكون أصول هوس جمال الرجال فى كوريا الجنوبية أكثر تعقيدًا. تسلط دراسة Maliangkay لعام 2010 بعنوان «أنوثة جمال الذكور فى كوريا» الضوء على نظرية بديلة تقول إن تغيير المفاهيم والصفات الذكورية، كانت فى الواقع بقيادة النساء كرد فعل عنيف ضد عدم المساواة بين الجنسين الشديد.

فتشير الدراسة الى أن أحد العوامل الرئيسية المحفزة للموضوع، كانت الأزمة المالية الآسيوية لعام 1997 (المعروفة فى كوريا الجنوبية باسم «أزمة صندوق النقد الدولى»). فقد ارتفعت البطالة فى جميع أنحاء البلاد، لكن الأرقام تظهر أن النساء تأثرن بشكل غير متناسب.

وفى العام التالى للانهيار، انخفضت عمالة الإناث بنسبة 8.2 فى المائة، عن الرقم المعادل للرجال. أدى الاستياء من هذا وعدم المساواة فى مكان العمل، إلى دفع النساء إلى البحث عن الشخصيات الذكورية الأكثر ليونة التى لديها القدرة على جعل الجنس الآخر يشعر بمزيد من القوة. كما وصفتها الدراسة.

يرى الخبراء أيضا، أن صعود الجيل Z- وهم الأشخاص الذين ولدوا من منتصف التسعينات إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين – يبشر بموقف أكثر قبولًا تجاه مكياج الرجال فى المجتمع الأمريكى.

يقول جول ليبوف، أستاذ مساعد فى الأمراض الجلدية السريرية فى جامعة بنسلفانيا، إن هناك ضغطًا متزايدًا فى السنوات الأخيرة على الرجال، للحفاظ على شباب بشرتهم، وبالتالى يبدو أنهم يبحثون بشكل متزايد عن علاجات جمالية.

وبالطبع، السؤال فى كل هذا هو: لماذا يحتاج الرجال إلى منتجات التجميل الخاصة بهم؟ ألا يوجد شىء مزعج بعض الشىء بشأن إحراج الرجال من ارتداء منتج نسائى؟ بعض الأشخاص يعتقدون أن هذه السوق استطاعت الرأسمالية المعاصرة أن تفرضها على الرجال، فالرأسمالية ازدهرت على جعل الأشخاص يشعرون بأنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية، وفقا لـ«ليبوف».

بينما يقول صناع خطوط مستحضرات التجميل للرجال: «بنفس الطريقة التى تستند بها صناعة التجميل النسائية إلى (كيف تبدو المرأة الجميلة)، فإن الأمر يتعلق بـ(كيف يبدو الرجل الجميل)، فالرجال ليس لديهم معرفة متأصلة فى الماكياج، فى حين أن النساء لديهن الكثير، لذلك من منظور تسويقى، فهذان عميلان مختلفان جدًا، وبالتالى فإن الطريقة التى نبيع بها المنتجات مختلفة».

وتراهن بعض العلامات التجارية للجمال على انضمام الرجال الغربيين للسعى وراء الحواجب المثالية والبشرة الخالية من العيوب. مثل إصدار شانيل Boy de Chanel، الذى ضم ثمانية ظلال من الأساس الملون، وقلم حواجب وفرشاة اثنين فى واحد، ومرطب شفاه غير لامع شفاف، بهدف «كتابة مفردات جمالية شخصية جديدة للرجال»، إلى جانب قيامه بتجربة المجموعة فى كوريا الجنوبية قبل إتاحتها عبر الإنترنت للمتسوقين الأمريكيين. ولكن لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام العلامات التجارية للجمال التى تعتزم جذب الرجال، وفقا لأصحاب ماركات مستحضرات التجميل.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.