الأسرة الأسرة تعرّف في علم الاجتماع بأنها الخليّة الأولى الأساسيّة في المجتمع، حيث تتكوّن من مجموعة من الأفراد الذين تربط بينهم صلة الرحم والقرابة. تساهم الأسرة بكافة النشاطات الاجتماعيّة من جميع جوانبها الروحيّة، والماديّة، والاقتصاديّة، والعقائديّة، ولها عدد من الحقوق كحق السكن الآمن، والصحّة، والتعليم، وعليها عدد من الواجبات كالعمل على تنمية وبناء المجتمع، ونقل اللغة والتراث عبر الأجيال.
تعريفات الأسرة للأسرة تعريفات عديدة تختلف بحسب آراء العلماء، ومنهم تعريف مصطفى الخشّاب الذي عرّف الأسرة على أنّها جماعةٌ إنسانيّة تنظيميّة، مكّلفةٌ بواجب استقرار المجتمع وتطوّره.
أمّا كولي فقد أوضح بأنّ الأسر هي جماعات مؤثّرة على نمو وأخلاق الأفراد منذ المراحل الأولى المبكرة من أعمارهم، وحتى استقلالهم ليصبحوا مسؤوولين وأعضاء فعّالين في المجتمع. بل وفوجل قال بأنّ الأسرة هي عبارة عن وحدة بنائيّة مكونة من رجل وامرأة، يرتبطان مع أطفالهم بطريقةٍ اجتماعيّة منظمة ارتباطاً بيولوجيّاً، وفي حالاتٍ أخرى بالتبني، أما ميردوك فعرّف الأسرة على أنّها جماعةٌ اجتماعيّة تقيم بمكان إقامة مشترك، يمكن أن تواجه مشاكل اقتصاديّة، ووظيفتها تكاثريّة لمدّ المجتمع بأفرادٍ آخرين لهم بصماتٌ واعدة على ترابها.
بوجاردس قال بأنّ الأسرة هي مجموعةٌ اجتماعيّة صغيرة مكوّنة من الأب والأم، وطفل واحد أو مجموعة من الأطفال يتقاسمون المسؤوليّة ويتبادلون الحب، ومهمّة الوالدين تربية الأطفال وتوجيههم لتمكينهم من القيام بواجباتهم ليتحولّوا لأشخاص منضبطين، أما ديفنز فقد أوضح بأنّ الأسرة هي مجموعة من الأشخاص تقوم بينهم علاقة ليصبح كل فرد فيهم جزءاً من الآخر على أساس قرابة الدم. مكوّنات الأسرة تتكوّن الأسرة بشكلٍ عام من الزوج والزوجة والأولاد، وفي أحيان أخرى يكون من بينهم والد الزوج ووالدته.
تبدأ الخطوة الأولى لتشكيل كل أسرة بعقد رباطٍ بين الزوجين (عقدٍ شرعي) يطلق عليه في القرآن (الميثاق الغليظ) وفي الإنجيل يعتبر الزواج أحد الأسرار السبعة المقدّسة لأنه الأساس في تكوين أسرة. أشكال الأسرة النواة، تتكون هذه الأسرة من الزوجين وأطفالهم، وهذه الأسرة هي النمط الشائع في دول الغرب، وتظهر بنسبةٍ أقل في الدول العربيّة، وتتسم هذه الأسرة بترابطها وقوتها لصغر حجمها واستقلاليتها في المسكن والدخل، كما تتميّز بالطابع الفردي في حياتها، ويعتبر هذا النوع مؤقتاً حيث إنّ استمراريته تمتد لجيلين وتنتهي بوفاة الوالدين واستقلال الأبناء.
الممتدّة، ويقوم هذا النوع على عددٍ من الوحدات الأسريّة التي تجمع فيما بينها قرابة الدم وإقامة مشتركة، وينتشر هذا النوع في المجتمعات الريفيّة، وكان هذا النمط شائعا في المجتمعات المدنيّة قديماً، حيث تقسم الأسرة الممتدة إلى نوعين، النوع الأول الممتدة البسيطة. أمّا النوع الثاني فهو الممتدّة المركبة التي تضم الجدين والزوجين والأبناء وزوجاتهم والأعمام والأصهار، ويعتبر هذا النوع وحدةً اجتماعيّة لا نهاية لها لتكونها من ثلاثة أجيالٍ أو أكثر. المشتركة، ويقوم هذا النوع على عددٍ من الوحدات الأسريّة المرتبطة من خلال الأب، أو الأم، أو الأخت، أو الأخ، تجمع فيما بينهم إقامةٌ مشتركة وعدد من الالتزامات الاقتصاديّة والاجتماعيّة.