وتشكّل الأعمال الأدبية لفرناند أوليفييه، ولا سيما مذكراتها المنشورة عام 1988، بعد 20 عاماً على وفاتها، نوعاً من حوار مع نحو 100 لوحة ومنحوتة ورسم لبيكاسو ولكبار فناني القرن العشرين الذين عرفتهم من كثب في هذا المجمّع السكني الشهير للفنانين الذي أقيم على تلة مونمارتر،على مقربة من كاتدرائية القلب المقدّس وملهى “لابان أجيل” الشهير.
ويهدف اختيار فرناند أوليفييه موضوعاً لهذا المعرض إلى طرح مسألة “ماهية تراث بيكاسو”، على ما قالت سيسيل دوبريه، مديرة متحف بيكاسو في باريس الذي يدير الاحتفالات في فرنسا، في مؤتمر صحافي الأربعاء عن المعرض.
وترغب دوبريه في مناسبة الذكرى الخمسين لوفاة بيكاسو، في توفير فرصة “لإعادة قراءة” أعمال الفنان بطريقة “تُخاطب الجمهور الشاب، الأكثر حماسة لإعادة النظر عبر الشبكات الاجتماعية. وللقضايا المثارة ضمن مي تو”.
وتعكس حياة فرناند أوليفييه، واسمها الحقيقي أميلي لانغ، الكثير من الحقائق بشأن وضع النساء في مطلع القرن العشرين.
فهذه المرأة التي تخلى عنها والداها وربّتها عمتها البرجوازية، تزوجت قسراً من رجل عنيف ومغتصب، ما دفعها إلى الهروب منه.
ولدى وصولها إلى “باتو لافوار” كعارضة محترفة سنة 1901، التقت بابلو بيكاسو سنة 1904 وكانت شريكة حياته حتى 1912.
وتجلّت موهبتها الأدبية خصوصاً من خلال كتاب “بيكاسو وأصدقاؤه” المنشور سنة 1933، فضلاً عن “ذكريات حميمة” الذي نُشر بعد وفاتها.