تسجيل الدخول

مخططات خبيثة وواقع عربي

zajelnews2015 zajelnews201516 يونيو 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
مخططات خبيثة وواقع عربي

الكاتب: فيصل أبومزيد السواركة

56565

ترددت كثيراً في الكتابة، لأن الواقع العربي مؤلم لا يحتمل مزيداً من الهموم.
ولكن أجد نفسي مضطراً للكتابة وأنا أرى خطر التعصب لمذهب هدمي ومعتقد فاسد ينسف الدين من أساسه، ليشكل خطراً علی مستقبل دول عربية سنية بمساسه بعصب المجتمع العربي.
ووجدت نفسي منحازاً للمذهب الذي يحمل مبادئ الإسلام الحقيقي، والذي بنيت عليه المجتمعات، وساد به السلام والاطمئنان، وأرسی مبادئ الأخوة والتساوي بين أفراد المجتمع، فكان حديث نبيه واضحاً وقاطعاً لأي شبهة، فلا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوی.
وللأسف … يتعرض هذا المكون السني في العراق الآن للإبادة والاجتثاث، والتهجير والفناء، تنفيذاً لأجندة خارجية تسعی لفرض واقع جديد تحركه معتقدات دينية هدامة، تحمل في حقيقتها خطراً يهدد سلامة المجتمعات، وتنفذ أجندتها بكل جدية وصرامة.
وحقيقة … فإن المكون السني في العراق هو خط الدفاع الأول في وجه من يسعون لتنفيذ غايات ومخططات قذرة باتت معالمها تتضح بما يحدث في سوريا ضد المكون السني، الذي يعاني من تهجير ممنهج تحت مرأی ومسمع العالم كله.
فإيران تسعی جاهدة لتصدير ثورتها الخبيثة إلی بلاد العرب بكل الأساليب والطرق المتاحة، سواء عبر القنوات الشرعية بمنح وعطاءات تخفي وراءها الهدف الحقيقي أو عبر الطرق الالتفافية، فحاولت أن تضع لها قدماً في عدد من الدول العربية، ولكن محاولاتها باءت بالفشل وكشفت مخططاتها، وطرد دبلوماسييها من بعض الدول.
وعودة للحديث عن العراق … فإن ما يجري الآن هو محاولة القضاء على المكون السني الذي يقف عائقاً أمام إكتمال مشروع الهلال الشيعي ليمتد من إيران إلى بلاد الشام مروراً بالعراق، وتسعى إيران ومؤيدوها لتنفيذه تحت ذريعة محاربة الإرهاب الذي أكسبها وميليشياتها شرعية دولية ودعماً إقليمياً ودولياً لمكافحتها الإرهاب، في ظل غياب تحرك عربی موحد.
ولكن للأسف فإن الهدف الرئيسي هو التخلص من المكون السني في سوريا والعراق، تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ولن يتم لهم ذلك إلا إذا تم وصم أهل السنة بالإرهاب، وإذا لم ينتبه العرب لمخططاتها فإن العواقب وخيمة علی المنطقة العربية بأسرها.
لذا كان علی العرب أن يأخذوا التصريحات العدائية التي تصدر من قادة الحشد الشعبي ضد السنة مأخذ الجد والاهتمام، فما يكمن في الصدور يخرج على اللسان في نشوة الانتصار أو الحماسة، وهذا ما سمعناه من عبارات التحريض والوعيد لبلاد عربية سنية.
فيتوجب أن تبلور الدول العربية موقفاً موحداً تجاه ما يحدث في العراق، وتحرص على عدم السماح بالمساس بالمكون السني عبر طرق ووسائل يحددها أهل الاختصاص، وألا نجعل الإرهاب الذي صنعته أجهزة مخابرات أجنبية ذريعة لكي نترك المكون السني وحيداً يواجه مصيراً أراه مشتركاً بيننا، لينطبق علينا ذلك المثل الذي تكرر مراراً ولم نتعظ منه :” أكلت يوم أكل الثور الأبيض “، وحينها سيكون الخطر واقعاً ولن ينفع الندم !

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.