كشفت دراسة جديدة أنه ليس من الضروري أن يكون الآباء والأمهات أذكياء ليكون لديهم أطفال يتمتعون بدرجة كافية من الذكاء وسرعة البديهة.
وقال الباحثون إن قضاء وقت ممتع ومفيد داخل الأسرة الواحدة، له تأثير أكبر من ذكاء أو دخل الوالدين. ومن المرجح أن يكون لدرجة تعلم الأم تأثير أكبر على الأطفال، مقارنة بالتأثير الناجم عن تعلم الأب.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن يتأثر تعليم الفتاة بفقدان أحد الوالدين، أكثر من الفتى.
وقام باحثون أمريكيون وإسرائيليون بتحليل بيانات حوالي 700 ألف طفل في إسرائيل، لدراسة تأثير فقدان أحد الوالدين أو العيش في منزل يشهد حالة طلاق.
وقال البروفيسور في الاقتصاد، بروس واينبرغ، المشارك في الدراسة من جامعة ولاية أوهايو: “عند التحدث عن الجدل الدائر حول ما يمكن أن يساعد الأطفال على النجاح أكاديميا، أظهرنا أن علم الوراثة ليس العامل الرئيس الوحيد. ولا يأتي نجاح الطلاب من ذكاء الوالدين (اللذين لديهم أطفال أذكياء)، بل يتعلق أيضا بالوقت الذي يقضيه الوالدان مع أطفالهم”.
وشملت الدراسة أكثر من 22 ألف طفل، فقدوا أحد الوالدين قبل سن الـ 18، وأكثر من 77 ألف طفل ممن لديهم والدان مطلقان، وأكثر من 600 ألف طفل لم يتعرضوا لحالات وفاة أحد الوالدين، أو الطلاق
وقال البروفيسور، واينبرغ: “وجدنا أنه إذا ماتت الأم، فإن مستوى تعلمها يصبح أقل أهمية فيما يتعلق بتجاوز ابنها للاختبار، بينما يصبح مستوى تعلم الأب أكثر أهمية في الوقت نفسه. وإذا مات الأب، يحدث العكس. وتكون هذه العلاقة أقوى حال توفي الوالد عندما يكون الطفل أصغر سنا”.
وبالمثل، وجدت الدراسة أن مستوى تعلم الوالد/الوالدة كان له تأثير أكبر، مقارنة بالمستوى التعليمي للوالد/الوالدة، الذي مات أو غادر المنزل.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة اقتصاديات العمل، أن دخل الوالدين لا علاقة له بالنجاح الأكاديمي للطفل. وقال الباحثون إن فقدان الأم يُحدث تأثيرا أكبر من فقدان الأب، الذي يميل إلى أن يكون معيلا للأسرة.
ويمكن أن يتغير التأثير السلبي لفقدان الأم، إذا دخلت زوجة الأب حياة الطفل، ولكن تبين أن زوج الأم لا يحدث فرقا كبيرا.
كما تبين أن تعليم الأم له تأثير أكبر عندما ينتمي الطفل إلى عائلة أكبر، لأن الباحثين يعتقدون أن المرأة التي لديها عدد أكبر من الأطفال، أكثر عرضة لقضاء المزيد من الوقت معهم.
وبالمثل، كشفت النتائج أن المستوى التعليمي للأم له تأثير أكبر على النجاح الأكاديمي للطفل، لأنهن أكثر عرضة للعيش مع الأبناء حال حدوث الطلاق.
وتظهر دراسات أخرى أن الآباء والأمهات المتعلمين تعليما عاليا، يميلون إلى قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم.