تسجيل الدخول

قصة جحا والحمار الناقص

2018-08-05T14:06:38+02:00
2018-08-05T14:08:46+02:00
واحة الأدب
زاجل نيوز5 أغسطس 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
قصة جحا والحمار الناقص
story1  - زاجل نيوز

كان من عادة أهل قرية جحا أن يرسلوا أحدهم بالحمير وعليها القمح لطحنه، وذلك لأن الأمر قد يستغرق أياما حتى تجي ئ نوبة طحنهم، وكان الطاحون بعيد عن القرية.

جاء الدور على جحا في أن يخرج بالحمير والقمح، ويذهب إلى الطاحون، حتى يطحن قمح أهل القرية ثم يعود إليهم بالدقيق المطحون ليصنعوا منه الخبر والحلوى.

اجتمع عند جحا ثمانية حمير، وعلى كل حمار (جوال) -شوال- من القمح وطلب أصحاب الحمير من جحا أن يذهب بها إلى الطاحون، فلم يتأخر جحا عن تلبة ذلك الأمر.

قال جحا وركب حماره الخاص به، وساق خلفه الحمير الثمانية الأخرى، وخرج من القرية متوجها إلى الطاحون في القرية البعيدة، وهو مطمئن أن معه تسعة حمير بحماره الخاص به.

خطر ببال جحا أثناء الطريق أن يعيد الحمير، فعدها، فوجدها ثمانية فقط، فخاف وظن أن حمارا قد ضاع، فنزل ، وأوقف الحمير، وراح يبحث عن حماره وراء الشجر وفي المنعطفات.

تعب جحا من البحث عن حماره، فعد الحمير وهو يائس، ثم عدها، فوجدها تسعة، فقال: سبحان الله. ثم ركب حماره مرة ثانية، وسار وهو مطمئن البال.

أثناء الطريق تذكر جحا أن الحيمر ربما تكون نقصت مرة ثانية فعدها، فوجدها ثمانية، فنزل عن حماره، واحتار في أمره، وفكر طويلا، ثم عد الحمير فوجدها تسعة، فكاد أن يجن.

ظن جحا أن بالطريق شياطين يلعبون به، وهو الذين يأخذون منه الحمار ثم يعيدونه مرة ثانية، فراح يتلو آيات القرآن ويسبح، ويكثر من الدعاء.

ركب جحا حماره، وسار وباقي الحمير خلفه، ثم وسوس له شيطانه أن يعد الحمير مرة أخرى ليطمئن عليها، فعدها جحا فوجدها ثمانية حمير فقط.

نزل جحا عن حماره، وراح يصرخ، ويستغيث، ويستعيذ بالله من الشياطين والجن… ثم عد الحمير فوجدها تسعة، فاندهش وقد أصبح على يقين أن الجن يتلاعب به.

ركب جحا على حماره، ثم سار وهو يرتعد خوفا، ويقد ظن أن الجن والشياطين يحيطون بالمكان من حوله.. فراح يرفع صوته بالذكر والتسبيح.

مر جحا في الطريق على رجل يركب بغلة، ويتجه نحو القرية التي بها الطاحون، فسلم عليه جحا، وطلب منه أن يصاحبه حتى يؤنس وحدته في الطريق، فوافق الرجل على ذلك.

أثناء الطريق، أراد جحا أن يتأكد من عدد الحمير، وقد ذهب عنه الخوف بسبب الرجل الذي معه، فعد الحمير فوجدها ثمانية، فصرخ، فساله الرجل عن سبب صارخه، فأخبره أن معه تسعة حمير، فعدها فوجدها ثمانية.

قال الرجل لجحا: هل قمت بعد الحمار الذي أنت راكبه؟ فقال جحا: لا، فقال له الرجل: إنك إذا قمت بعده وجتهم تسعة، وهنا عد جحا الحمير ومعهم حماره الذي يركبه فوجدهم تسعة، ففرح فرحا شديدا.

شكر جحا صاحبه على ذكائه، وراح يقبل يده ورأسه، وقال له: لقد ارشدتني بطريقة ذكية في حل مشكلتي، يا لك من عبقري تحل المشاكل.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.